تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تفاصيل الانقسامات داخل البيت الأبيض

مصدر الصورة
عن الانترنيت

عاطف الغمري

بايدن أشبه بمن يبحر في سفينة تسودها الانقسامات داخل البيت الأبيض وخارجه حول ما يجري في غزة.

هذه قراءة عن بعد لوقائع انقسامات حدثت داخل البيت الأبيض حول موقف إدارة بايدن من حرب إسرائيل في غزة، والتي سربها مسؤولون أمريكيون اشترطوا عدم ذكر أسمائهم، وقالوا إن اجتماعاً لم يعلن عنه رسمياً عقد بين عدد من العاملين عند مستويات وظيفية مختلفة بالبيت الأبيض وبين كبار مساعدي بايدن، بناء على طلبهم لمعرفة كيفية معالجة إدارة بايدن لأضخم أزمة أحدثت انقسامات داخل حكومته، بدرجة لم يواجهها في فترة رئاسته.

صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن مصادر مسؤولة تفاصيل عن الانقسامات التي حدثت في البيت الأبيض. الصحيفة الأمريكية نشرت ما تحصلت عليه من معلومات تحت عنوان: «البيت الأبيض يعانى انقسامات حول حرب إسرائيل في غزة»، وقالت إن مجموعة من عشرين شخصاً من العاملين بالبيت الأبيض هم الذين طلبوا الاجتماع مع كبار مستشاري بايدن، وكان لديهم مطلب محدد هو معرفة ما هي استراتيجية الحكومة من أجل الحد من أعداد الوفيات من المدنيين بسبب الغارات الإسرائيلية، وإن مستشاري الرئيس استمعوا إليهم باحترام لمطلبهم، لكن بعض المشاركين في الاجتماع شعروا بأن هناك نقاطاً تتعلق بما يجرى في غزة، لكن يجب أن تظهر في موقف أمريكا، لكن اتضح أن الحكومة حريصة على عدم توجيه انتقادات لإسرائيل علناً، بالقول إن ذلك يمكنها من التأثير فيها بعيداً عن العلن.  وطبقاً لما ذكره العديد من مساعدي بايدن وحلفائه داخل وخارج البيت الأبيض، فإن هذه الأزمة سببت ارتباكاً للحكومة فيما يتعلق بمشكلة تعد أكثر حدة من أي مشكلة أخرى واجهها بايدن خلال السنوات الثلاث من حكمه.

كما أن كثيرين من العاملين في البيت الأبيض وفى مختلف المستويات الوظيفة، قالوا إنهم بدأوا يشعرون بقدر كبير من الانزعاج بسبب علاقة بايدن طويلة الأجل منذ سنوات مع إسرائيل. وقالوا أيضاً كيف لإدارة بايدن الآن أن تقبل ما تفعله الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة والتي تسببت في مقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني وتشريد مئات الآلاف من بيوتهم، والتسبب في وقوع كارثة إنسانية، والإضرار بمكانة أمريكا وصورتها الأخلاقية في معظم دول العالم.

بينما أشار فريق آخر من مساعدي بايدن للسياسة الخارجية إلى دور ونفوذ منظمات اللوبي اليهودي المساند لإسرائيل وضغوطه على الحكومة، وإن كان ذلك يقابله من ناحية أخرى التغيير الذي حدث في موقف الرأي العام الأمريكي المؤيد للفلسطينيين، وهو ما دفع أعداداً من أعضاء الحزب الديمقراطي (حزب بايدن) للتساؤل عن حقيقة ما تعلنه أمريكا دائماً من مراعاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وهو ما عبّر عنه السيناتور بيرني ساندرز، من مطالبته بأن يربط بايدن بين إعطاء إسرائيل مبلغ 3.8 بليون دولار سنوياً مساعدة لإسرائيل، باشتراط إنهاء حملتها العسكرية التدميرية على غزة ووقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية.  في نفس الاتجاه ووسط الخلافات والانقسامات فإن جيك سوليفان مستشار بايدن للأمن القومي عقد اجتماعاً مع عشرين من الأعضاء الديمقراطيين بمجلس الشيوخ، الذين أبدوا قلقهم من أن إسرائيل تستخدم المساعدات الأمريكية في تصعيد عملياتها العسكرية في غزة.

في أعقاب ذلك قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن بايدن أشبه بمن يبحر في سفينة تسودها الانقسامات داخل البيت الأبيض وخارجه حول ما يجري في غزة. كما يواجه غضباً عميقاً من بين عدد من مؤيديه وأعضاء طاقمه الرئاسي.

وكان بايدن قد استضاف مجموعة صغيرة من الشخصيات الأمريكية المسلمة لزيارته في البيت الأبيض لمناقشة حول ظاهرة الإسلاموفوبيا، وإنهم لم يكونوا على اتفاق معه خاصة بسبب تأييده الشديد لإسرائيل بعد 7 أكتوبر، ويرون أن موقفه هذا هو السماح لإسرائيل بقصف غزة بالقنابل. وإن اجتماعه معهم والذي كان محدداً له ثلاثين دقيقة قد استمر لأكثر من ساعة.

وتبين أن المشاركين في الاجتماع أوضحوا أنهم لن يعطوا بايدن أصواتهم في انتخابات 2024، كما أن العرب والمسلمين لن يصوتوا كذلك لصالح ترامب.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.