تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أوكرانيا تواجه مصيرها

مصدر الصورة
عن الانترنيت

كمال بالهادي

الحرب تكاد تغلق عامها الثاني والاقتصاد الروسي يحقق تقدماً ونمواً مطرداً والجيش لا يجد صعوبات في الحصول على أسلحة.

ليس هناك أدنى شك في أن الهجوم المضاد الذي أطلقته أوكرانيا منذ الربيع الماضي لطرد القوات الروسية من أراضيها قد فشل في تحقيق أهدافه ما جعل الخلافات تنشب في بيت الداعمين لها والممولين الرئيسيين للحرب. ولا يبدو أن المستقبل يحمل أخباراً جيدة لكييف التي عليها أن تواجه مصيرها اعتماداً على قدراتها الذاتية.  على الرغم من أن وزير خارجية أوكرانيا قد صرح في مقر الحلف الأطلسي منذ أيام قليلة بأن بلاده لن تستسلم دفاعاً عن أمنها القومي وأمن دول الحلف الذي رفض في وقت سابق انضمام كييف إليه، فإن المؤشرات على الأرض تثبت أن التصريحات السياسية قد لا تتطابق مع مجريات الميدان وخاصة في ما يتعلّق بتمويل الحرب.  لقد بات واضحاً أن البيت الأوروبي متصدع بشأن استمرار تمويل الحرب في أوكرانيا والخلافات بين الأعضاء لم تعد خافية على أحد في ما يخص حزمة المساعدات المقدرة ب50 مليار يورو. ويشكك المحافظون الأوروبيون في زيادة الإنفاق على أوكرانيا؛ بل وتعهدوا بإعادة تشكيل سياسات القارة العجوز بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة في الاتحاد الأوروبي؛ إذ من المتوقع أن يشغلوا المزيد من ‏المقاعد، فماذا يمكن أن يعني هذا لكييف؟

«فاينانشال تايمز» أجابت في تقريرها عن هذا السؤال، قائلة إن الفشل في الموافقة على تمويل طويل الأجل، وإنشاء تسهيلات منفصلة بقيمة 20 مليار يورو لشراء الأسلحة وبدء مفاوضات الانضمام، سيكون ضربة قاضية لكييف بعد فشل هجومها المضاد في الصيف والمخاوف المتزايدة بشأن الدعم الغربي المتعثر. كلام أكدته نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أولها ستيفانيشينا، الأسبوع الماضي عندما قالت إنها «لحظة وجودية» لبلادها.

ولا تبدو تعهدات بايدن بتخصيص 60 مليار دولار حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا مضمونة في ظل وجود عاملين رئيسيين الأول هو الانتخابات الرئاسية التي تلقي بظلالها على مستقبل الحزب الديمقراطي في الحكم، والثاني هو تزامن هذه التعهدات مع الحرب على غزة وفقدان الرئيس شعبيته ورفض الأمريكيين دافعي الضرائب استمرار إنهاكهم بتمويل حربين لا شأن لهم بها. يأتي ذلك في أعقاب تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، قال فيها إن بلاده وصلت إلى «القاع» في القدرة على تقديم الدعم العسكري لكييف. ورأى وزير الدفاع الأمريكي اللويد أوستن، خلال منتدى رونالد ريغان للدفاع الوطني في كاليفورنيا: «إن معدل استهلاك المدفعية المرتفع في أوكرانيا قد أكد الحاجة إلى استثمار المزيد في الذخائر». كما أشار أوستن، إلى أنه خلال فترة إدارة الرئيس بايدن، «سيتضاعف إنتاج القذائف المدفعية في أمريكا 4 مرات».

وعلى الرغم من أن الغرب يراهن على حرب طويلة المدى هدفها استنزاف روسيا والإضرار بمقدراتها الاقتصادية والعسكرية ما سيجعلها تخضع في نهاية المطاف للمطالب الغربية، فإن الحرب تكاد تغلق عامها الثاني والاقتصاد الروسي بحسب المعطيات الغربية يحقق تقدماً ونمواً مطرداً والجيش لا يجد صعوبات في الحصول على أسلحة.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.