تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الفنانة نسرين حماد: الفن يسهم في تهذيب الذوق العام والواقعية تساعدني في توثيق مراحل عديدة

مصدر الصورة
SANA

تستخدم الفنانة نسرين حماد كل الألوان وترصد الواقع بعفوية وانفعال وجداني يأخذها إلى اللوحة لتعبر بصدق ومعرفة عما يؤثر بالمتلقي بما تقدمه من أصالة وحداثة.

وفي تصريح لـ “سانا” قالت الفنانة حماد: الفن بالنسبة لي هوية وجود وأبجدية المعرفة ولغة التاريخ والحاضر، أما بصفة عامة وبمجالاته المختلفة هو رسالة إنسانية لها أثر عميق في النفس البشرية وله أيضاً مغزى في الحياة، فهو الإبداع والتميز والأصالة والتفرد، وهو أيضاً وسيلة مهمة للتعبير عن الأفكار والمشاعر والأحاسيس.

وأضافت حماد: إن الفن يسهم في تهذيب الذوق العام وصقله لدى الإنسان المتلقي، لأن الفن هو الجمال والإقبال عليه يسمو بالإنسان إلى القيم الإنسانية الإيجابية، فالمواضيع الإنسانية الاجتماعية التي أجسدها دائماً في وجوه المسنين والأطفال، وخصوصاً المرأة -فهي الأرض التي تعطي الخير والزهر الحياة واللون لكل الكائنات-، هي موجودة في لوحاتي في الأنهار والجبال والأشجار موجودة في المشاعر والأحاسيس والفكر وهي ملهمتي الأولى في اللوحة.

وتابعت حماد: المرأة تشدني بكل المواضيع بحنانها بنضوجها الفكري وأنوثتها بقوتها وطريقة حبها حتى الهرم، جسدتها بمجموعة لوحاتي نساء الريف ومجموعة انتظار ومجموعتي الجديدة أنثى الحياة.

وبينت الفنانة حماد أن الألوان بالنسبة لي صلتي بالحياة وتناغمي وملاذي الروحي هي روح الحياة وكيانها، والحياة بدونها تكون باهتة وكئيبة، وكذلك اللوحة، لكل لون طاقة دلالات، ورموز اللون ركيزة أساسية بأي لوحة، تتكامل مع عناصرها لإبراز الموضوع، كل لون له تناغمه وانسجامه مع الآخر حسب اختيار الموضوع.

وقالت حماد: كل الألوان أخذت حيزا من مراحل حياتي من الصغر كنت دائماً أتوق شغفا لتجريب كل خامات الألوان، وحتى الرصاص أخذ مساحة لابأس بها، ومن أكثر الألوان التي أستخدمها الآن في أعمالي هي الألوان الزيتية التي أحب العبثية معها والاندماج لدرجة أني أفضل الرسم بأصابعي لملامسة اللون والاندماج معه، مثل لوحتي أنثى الشمس التي عبرت عن طاقة الحياة التي تمنحها الأنثى والشمس إلى الكون، استخدمت بها أصابعي فقط دون استعمال أي ريشة.

ورأت الفنانة حماد أن لكل لون موجة ضوئيّة خاصّة لها طولٌ مُعيّن يختلف من لون إلى آخر، ولكل موجة أثرها الذي يظهر على الجهاز العصبي والحالة النفسية، ما له تأثير كبير يصل إلى أعماق النفس البشرية، فمنها إيجابيّ يُعبّر عن الراحة والحب والفرح والبهجة، ومنها السّلبي الذي يُثير مشاعر القلق والاضطراب والحزن والكره، إضافة إلى تأثيرها الواضح على الحالة المزاجيّة والصحيّة.

وأشارت حماد إلى أن الألوان استُخدمت للعلاج منذ العصور والحضارات القديمة كالفراعنة وبلاد الهند والصين إضافة إلى كلٍّ من الحضارتين اليونانية والإغريقيّة، ولكل لون دلالات وتحليل في الحالات النفسية، مثلاً الألوان الدافئة مثل الأحمر، البرتقالي، الأصفر حيث إنها تزيد من الشعور بالدفء والراحة ومن الممكن إن زادت أن تشعرك بالغضب والعداء، فيما الألوان الباردة مثل الأزرق الأرجواني الأخضر تشعرك بالهدوء ولكنها تحفز مشاعر الحزن واللامبالاة.

وعن أسلوبها الواقعي، أوضحت حماد أن الواقعية عشقي تساعدني في الإضاءة على الواقع والحياة بتقديم حالات ومواقف أستطيع من خلالها أن أوثق مراحل عديدة عشناها في حياتنا، ولا سيما التي تمتلك خصوصيتها في التعابير النفسية والتي أجسدها بكثير من لوحات البورترية، بالنسبة لي الوجه يتيح لي مساحة واسعة للتعبير عن المشاعر الإنسانية، لأن لكل وجه تعبيراً وحكاية، والطبيعة والحارة الدمشقية والتراث الأصيل تأخذ حيزا في لوحاتي الواقعية، أعشق محاورتها ونقل كل تفاصيلها بدقة، فرغم رسمي لعدة مدارس فنية أجد نفسي أميل إلى الواقعية، ونستطيع أن نقول: إن الواقعية مثلتني ومثلت رؤيتي الفنية بصدق.

يذكر أن نسرين حماد فنانة تشكيلية خريجة معهد أدهم إسماعيل حاصلة على اختصاص تصوير زيتي وهي اختصاصية في علم النفس والطاقة، ومحاضرة حاصلة على شهادة فنان مهني من الاتحاد العام للحرفيين والحاضنة المركزية للفنون الحرفية التراثية السورية في فن النحاسيات والفسيفساء الزجاجي، وحاصلة على شهادة مدرب دولي في مجال الطاقة اللونية من ماليزيا وعلى شهادة خبير دولي من أكاديمية كامبردج البريطانية، ومصممة أزياء سابقاً ومديرة مرسم ندى الورد بدمشق، ومدربة فنون تشكيلة معتمدة في مجموعة وطن سورية.

محمد خالد الخضر

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.