تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

غزة: النازية الجديدة فـي أبشع صورها

مصدر الصورة
عن الانترنيت

تساؤل يفرض نَفْسَه وعلَّ العالَم يُجيب: كم من الضحايا الفلسطينيِّين يجِبُ أن يسقطوا حتَّى نجدَ تدخلًا عاجلًا من المُجتمع الدوليِّ لوقف هذا العدوان الصهيونيِّ الهمجيِّ الغاشم على قِطاع غزَّة؟ كم طفلًا فلسطينيًّا يجِبُ أنْ يموتَ قَبْل أنْ يقولَ العالَم كفى؟ فما يحدث على أرض غزَّة من عدوان صهيونيٍّ يفوق بالتَّأكيد مزاعم الهولوكوست الَّتي لا يزال يبتزُّ بها كيان الاحتلال الصهيونيِّ دوَل العالَم الغربيِّ حتَّى يومنا هذا؛

فأفران هتلر ومحرقته لَمْ ولَنْ تكونَ ببشاعة محرقة غزَّة المحاصرة منذ أكثر من (16) ستَّة عشرَ عامًا، وتحت القصف والحرق والقتل المتواصل لأكثر من ثلاثة أسابيع، أين ضمير العالَم والأطفال الفلسطينيُّون يُحرقون بفعل القاذفات والقنابل الصهيو ـ أميركيَّة؟ أين ضمير المُجتمع الدوليِّ وعشرات العائلات الفلسطينيَّة مُحِيَتْ من السجلَّات المَدنيَّة دُونَ ذنْبٍ ارتكبوه؟

إنَّ ما يُمارسه كيان الاحتلال الإرهاب الصهيونيِّ من عدوانٍ غاشمٍ الآنَ في غزَّة من قصف مُكثَّف، وقتْلٍ، وقطْعٍ للكهرباء والإنترنت، وتدميرٍ لكُلِّ مظاهر الحياة، وحجْبِ كُلِّ مصادر الحقائق والمعلومات، هو إرهاب غير مسبوق، وانتهاكٌ واضحٌ لكُلِّ المواثيق والأعراف القانونيَّة والإنسانيَّة، وذلك بشهادة المؤسَّسات والمنظَّمات الإنسانيَّة الدوليَّة، وعلى رأسها منظَّمة العفو الدوليَّة (أمنستي)، الَّتي أكَّدت أنَّ المَدنيِّين في قِطاع غزَّة يتعرَّضون لخطَرٍ غير مسبوق ولَمْ تشهده الإنسانيَّة في تاريخها الحديث، فبَيْنَما يصعب توثيق الانتهاكات؛ نتيجة قطْعِ سُلطات الاحتلال الصهيونيِّ كافَّة سُبل الاتِّصال بالعالَم، كثَّفت في ذاتِ الوقت قصفها الجوِّيِّ والبَرِّيِّ والبحريِّ، لِيكونَ ما يحدُث تعتيمًا مقصودًا، يُخفي دلائل ما يرتكبه الكيان الصهيونيُّ المارق من جرائم فاقَتْ أيَّ مستوًى جرائميٍّ آخر عرفته الإنسانيَّة في العصر الحديث.

ويأتي حرص الكيان الصهيونيِّ على قطْعِ الإنترنت والاتِّصالات عن قِطاع غزَّة في إطار التعتيم المطلوب على ما يرتكبه من جرائم حرب وإبادة، ولِتفعلَ النَّازيَّة الجديدة على أرض غزَّة فِعْلَها، حيث يؤكِّد موظَّفو المنظَّمات الإنسانيَّة أنَّ هذا القطْعَ المتعمَّدَ يفقدهم الاتِّصال بزملائهم في غزَّة، ما يزيدُ من العقبات الَّتي تواجِه منظَّمات حقوق الإنسان في توثيق الانتهاكات بسبب كثافة الهجمات الصهيونيَّة الإرهابيَّة. ومن هذا المنطلق فقَدْ دعَتْ تلك المنظَّمات الحقوقيَّة إلى ضرورة إعادة تشغيل البنية التحتيَّة للإنترنت والاتِّصالات بشكلٍ عاجل، على الأقلِّ لِتتمكَّنَ فِرَق الإنقاذ من نقْلِ الشهداء وإسعاف المصابين الَّذين يتزايد عددُهم بسبب تكثيف القوَّات الصهيونيَّة الغادرة للقصف الجوِّيِّ والبَرِّيِ على غزَّة.

لَمْ يَعُدْ من الممكنِ قَبول هذا الصَّمْتِ المتعمَّدِ، خصوصًا من الدوَل الغربيَّة الَّتي طالما نادَتْ باحترام حقوق الإنسان، ونراها الآن تدعم كيان الاحتلال وتُطْلق لِيَدِه العنان في ممارسة أبشع أنواع الإرهاب الَّتي تسبَّبت باستشهاد وإصابة آلاف المَدنيِّين، بما في ذلك أكثر من 3000 طفل، وذلك على الرغم من أنَّ العالَم في مُعْظمِه قَدْ عبَّر عن موقفه الرافض لهذا العدوان الهمجيِّ، حيث تبنَّى العالَم قرارًا أمام الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة بأغلبيَّة (120) صوتًا، ما يعكس الإرادة الدوليَّة الحقيقيَّة، بعيدًا عن «سُلطة الفيتو» الأميركيِّ البريطانيِّ الفرنسيِّ الَّتي أعاقت صدُور قرار مماثلٍ عن مجلس الأمن. لذا يجِبُ تكاتف كُلِّ أصحاب الضمير الحُرِّ لإيجاد حلٍّ فوريٍّ لإنقاذ هذا الشَّعب الفلسطينيِّ المظلوم الَّذي يمارس ضدَّه أبشع المجازر والمحارق لَمْ يعرف التاريخ الإنسانيُّ مثيلًا لها.

مصدر الخبر
افتتاحية الوطن العمانية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.