تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رسائل قمة «بريكس»

مصدر الصورة
عن الانترنيت

يحسب لزعماء قمة مجموعة «بريكس» المجتمعين في جنوب إفريقيا أن خطاباتهم اتسمت بالتواضع والاعتدال والرغبة في الدفع إلى إرساء عالم متعدد الأقطاب يسوده التعاون وتحقيق الرخاء الاقتصادي والتنمية للجميع، بعيداً عن لغة الإملاءات والتعالي، وتأسيساً لرؤية جديدة يمكن أن تُحدث تغييراً إيجابياً في نمط العلاقات الدولية.

هذه الرؤية والخطاب والتوجه، تبعث رسائل وتفتح نافذة للأمل في عالم أكثر تسامحاً واستقراراً، وتشجع مزيداً من الدول النامية على الانضمام إلى مجموعة «بريكس» بما يساهم في تعزيز الاستجابة الجماعية للتحديات العالمية المشتركة.

ومن هذا المنطلق تؤمن دولة الإمارات بأن شراكتها مع مجموعة «بريكس» تصب في أولوياتها الرامية إلى الحفاظ على علاقات استراتيجية واقتصادية متوازنة مع مختلف الأطراف. وقد أعربت عن سرورها بأن تكون عضواً في «أصدقاء بريكس»، وتدعم انضمام دول أخرى بما يسمح بتوسيع قاعدة هذه المجموعة الطامحة إلى تعزيز وحماية مصالح الدول النامية والأسواق الناشئة، على أمل أن تتخذ «بريكس» خطوات لترسيخ جذور عملها المؤسسي وتوسيع نطاق تأثيرها العالمي.

ما سمعه العالم النامي، على الخصوص، من زعماء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في قمة جوهانسبورغ، يلامس تطلعات كثير من الشعوب في تحقيق التنمية المستدامة وحل الأزمات والصراعات عبر التفاوض بعيداً عن نظريات الاستقطاب والمحاور. فقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده، التي تستعد لرئاسة المجموعة هذا العام، تؤيد تشكيل عالم قائم على العدالة والمساواة ومراعاة المرجعيات الدولية. كما تعهد بأن توسع «بريكس» من إمكانياتها وقدراتها وتنمية التعاون متعدد الأطراف في قطاعات الطب والعلوم والتبادل الثقافي والحضاري، وهذه الأهداف لا غبار عليها، بل هي مطمح كل شعب وأمة، وإذا تم الالتزام بتحقيقها، فإن العالم سيعزز مناعته الجماعية ضد الأزمات المختلفة ويصل إلى التعافي المنشود منذ عقود. وما قاله بوتين يدعمه الرئيس الصيني شي جين بينغ بتأكيده، في القمة، أن «مسار التاريخ ستحدده الخيارات التي نتخذها»، وأن محادثات جوهانسبورغ لا ترمي إلى «الطلب من بلدان اختيار طرف ضد آخر أو خلق مواجهة جماعية، بل توسيع نطاق هندسة السلام والتنمية».

ربما من السابق لأوانه الحكم على مستقبل «بريكس»، ولكن المؤشرات الأولية والنوايا المعلنة تشير إلى وجود مقاربة شاملة تريد أن تأخذ العالم إلى مدار جديد من التعايش والتضامن. ما تضمنته الخطابات الهادئة من طروحات ومواقف، خيب توقعات أنصار نظرية الاستقطاب، وأكد أن هناك رؤية أبعد من حصر العالم في نطاق المواجهة ومنطق «من ليس معي فهو ضدي»، فهذا العالم الفسيح بما يزخر به من طاقات وموارد وأفكار وتعدد وتنوع، يمكن أن يسع الجميع دون إقصاء أو تهميش أو تمييز، وما يدفع إلى الاعتقاد بأن رؤية «بريكس» للعمل الدولي مختلفة أن أغلبية الدول المؤسسة للمجموعة عانت في تاريخها الحديث من الاستعمار والاستهداف، ومرت دول مثل الهند والصين وجنوب إفريقيا بتجارب مريرة في هذا الشأن، ولذلك فإن هذا الإرث سيكون حاسماً في بناء الرؤية الجديدة للنظام العالمي، وضامناً لتحقيق الاختلاف والتطور والنمو.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.