تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

روسيا تعلن رسمياً انتهاء العمل باتفاق الحبوب

مصدر الصورة
وكالات

أعلن الكرملين، الاثنين، انتهاء مشاركة روسيا رسمياً في صفقة الحبوب عبر البحر الأسود، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، بسبب «عدم التزام الأطراف الأخرى بالجزء الذي يخص روسيا في الاتفاق»، مستدركاً بأن موسكو ستعود إليه «بمجرد تلبية شروطها».

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنّ الهجوم على جسر القرم لا يمكن أن يؤثر على موقف موسكو في هذا الشأن، والذي أعلن عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنفسه، مشدّداً على أنّ الشرط لعودة روسيا هو الالتزام بالجزء الخاص بها في الصفقة، بحسب وكالة «تاس» الروسية للأنباء.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، للوكالة، إنّ روسيا أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمانة العامة للأمم المتحدة رسمياً بعدم موافقتها على تمديد صفقة الحبوب.

وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة، أمس، أنّها على علم بإمكانية عدم تجديد صفقة الحبوب. وقال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، إن واشنطن تبحث هذه المسألة «عن كثب» مع كييف، معتبراً أنّه «من خلال الخروج من الاتفاق، ستدير روسيا ظهرها لتزويد دول جنوب الكرة الأرضية وأفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا بالطعام الذي تحتاجه بأسعار معقولة»، علماً أنّ بوتين كان قد أكّد أكثر من مرة أنّ روسيا ستزود الدول المحتاجة بالغذاء مجاناً في حال تم إنهاء الصفقة.

يُشار إلى أنّ الشروط الروسية لاستمرار العمل بالاتفاق تشمل إعادة اتصال «المصرف الزراعي الروسي» بنظام الدفع العالمي «سويفت»، وإطلاق خط أنابيب الأمونيا «تولياتي أوديسا»، والذي تتهم موسكو «المخربين الأوكرانيين» بتفجيره قرب منطقة خاركوف. كما طالبت روسيا برفع القيود المفروضة على توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار إليها، وكذلك السماح للسفن الروسية بدخول الموانئ الأجنبية، وغيرها.

ردود الفعل

وفي المقابل، تصاعدت الانتقادات الأممية والغربية للقرار الروسي، على الرغم من عدم إلزام الراعي الأممي، سواء الجانب الأوكراني أو الغربي، بالالتزام ببنود الاتفاق الذي ظلّ محطّ انتقاد روسيا، كونه أوّلاً لم يسهّل تصدير البضائع الروسية، وسمح ثانياً بوصول الحبوب إلى الدول الغنية دوناً عن تلك الفقيرة.

ومن جهته، أسف الأمين العام لـ«الأمم المتحدة»، أنطونيو غوتيريش، بشدّة لقرار روسيا إنهاء تطبيق مبادرة البحر الأسود، بما يشمل سحب الضمانات الأمنية الروسية للملاحة في شمال غرب البحر الأسود»، وأشار إلى أن «مئات ملايين الأشخاص (...) سيدفعون الثمن»، محمّلاً روسيا مسؤولية ذلك.

كما أعرب غوتيريش عن خيبة أمله لـ«تجاهل» الرسالة التي وجهها الأسبوع الفائت إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة للتوصل إلى اتفاق، على الرغم من تجاهله المتكرّر للتحذيرات الروسية توازياً مع عدم الوفاء بتذليل العقبات أمام صادراتها، التي أطلقتها موسكو قبل وبعد موافقتها الأخيرة على تمديد الاتفاق لمدة شهرين تنتهي اليوم.

ومن جهتها، ندّدت واشنطن بالانسحاب الروسي من الاتفاق، بما اعتبرته «عملاً وحشياً جديداً»، على لسان سفيرتها لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد التي قالت إن «روسيا توجّه ضربة جديدة للأكثر ضعفاً، هذه المرة عبر تعليق مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود. إنه عمل وحشي جديد». وحذّرت موسكو من «عواقب»، لافتة إلى أنه «هكذا يكون الوضع حين تقرّر دولة احتجاز الإنسانية رهينة».

وبالتوازي، دانت باريس القرار الروسي بالانسحاب، مطالبة موسكو بـ«وقف ابتزازها للأمن الغذائي العالمي». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، في بيان، إن «روسيا وحدها مسؤولة عن عرقلة الملاحة في هذا المجال البحري وتفرض حصاراً غير قانوني على الموانىء الأوكرانية»، مطالبة روسيا بـ«التراجع عن قرارها».

أمّا الرئاسة الأوكرانية، فدعت إلى «القيام بكل شيء ممكن حتى يستمر استخدام ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود».

مصدر الخبر
الأخبار اللبنانية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.