تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صعوبة تواجه الناتو في مساعي تعويض أسلحة متطورة دمرها الروس في أوكرانيا

مصدر الصورة
العرب

يعدّ نجاح روسيا في ضرب وتخريب أعداد من الأسلحة التي تم منحها لكييف، إثر الهجوم المضاد الذي شرعت فيه أوكرانيا، مؤشرا سلبيا بالنسبة إلى الناتو. وهو ما يطرح على الحلف تحديا جديّا يتمثل في محاولة تعويض الخسائر في مناخ طغى عليه خطاب التهديد الذي أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

باريس- تتكبّد كييف خسائر مادية متزايدة منذ شنها هجومها المضاد، ويتعرض حلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لضغوط لاستبدال الأسلحة الغربية التي تتعرض لأضرار في ساحة المعركة وتوفير كمية كبيرة من الذخائر من دون الإضرار بمخزوناتهم.

ونشرت روسيا في الأيام الأخيرة صورا لدبابات ومدرعات أميركية وألمانية الصنع تالفة أو متروكة، وأكدت أنها دمرت 25 إلى 30 في المئة من الأسلحة الغربية التي تلقتها أوكرانيا، وهو عدد يتعذر التحقق منه بشكل مستقل ويبدو مبالغا فيه إلى حد كبير.

اليقين الوحيد هو أن القوات الأوكرانية تواجه عددا كبيرا من الألغام والمدفعية الروسية الشرسة، ما يكبدها منطقيا خسائر أثناء محاولتها اختراق خطوط دفاع العدو. وهذه ليست سوى البداية، إذ أن كييف لم تشرك بعد كل قواتها في المعركة.

ووفق موقع “أوريكس” المتخصص الذي يحصي الخسائر العسكرية استنادا إلى الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة في ساحة المعركة، فقدت كييف أربع دبابات ألمانية من طراز “ليوبارد” تسلمتها مؤخرا، وعربتي استطلاع مدرعتين فرنسيتين من طراز “إيه إم إكس-10 آر سي” وأكثر من 70 مدرعة قتالية غربية.

أف - 16 وخطر التصعيد

التوازي مع استهداف الأسلحة التي يرسلها الناتو إلى أوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن مقاتلات أف – 16 التي سيرسلها الحلف “ستحترق”.

وأعطت الولايات المتحدة التي لطالما رفضت تسليم مقاتلات لتجنب تصعيد النزاع، الشهر الماضي، الضوء الأخضر لتسليم طائرات أف – 16 طالبت بها كييف باستمرار.

ولم يتم تحديد موعد تسليم هذه الطائرات أميركية الصنع وعددها في هذه المرحلة. وأعلنت بروكسل في نهاية مايو أن بولندا بدأت بتدريب طيارين أوكرانيين في الأثناء.

وقال بوتين في منتدى سانت بطرسبرغ (شمال غرب روسيا) إن “الدبابات (التي سلمها حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا) تحترق. ستلقى طائرات أف – 16 المصير نفسه”.

ومن الأسئلة التي ستطرح أيضا في حال تسليم طائرات أف – 16 لأوكرانيا، إيجاد قواعد آمنة للإقلاع والهبوط وتصليحها فيها، في وقت قصفت روسيا العديد من المطارات الأوكرانية.

ويتم أحيانا اقتراح فكرة نشر هذه الطائرات في القواعد الجوية للدول المجاورة الداعمة لأوكرانيا.

وأكد بوتين أنه إذا نشرت الطائرات التي ستسلم لكييف “في قواعد خارج أوكرانيا، سنرى ما يجب القيام به حيال هذه القواعد وكيفية ضربها”.

وأضاف “هناك خطر كبير بالنسبة إلى الناتو في الانجرار أكثر في النزاع”.

ودعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو السبت إلى زيادة إنتاج الدبابات لتلبية احتياجات الجيش الروسي في خضم هجوم مضاد في أوكرانيا.

وقال الجيش الروسي في بيان إن شويغو زار مصنعًا للمعدات العسكرية في منطقة أومسك بغرب سيبيريا “وحدّد هدف مواصلة زيادة إنتاج الدبابات”.

◙ برلين ووارسو على وشك إبرام اتفاق بشأن إنشاء مركز صيانة في بولندا لإصلاح دبابات "ليوبارد" التي تعرضت للتلف في أوكرانيا

ولفت الوزير إلى ضرورة “تلبية احتياجات القوات الروسية التي تقوم بمهام العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، وفق البيان.

ويحذّر الباحث في معهد رويال يونايتد جاك واتلينغ من أن “المعركة ستشتد أكثر بلا شك. بالنسبة إلى شركاء أوكرانيا الدوليين، من المرجح أن يكون الصيف غير مريح للغاية. ستزداد الخسائر وستستغرق النجاحات وقتا لتتحقق”.

ويضيف الخبير في القتال البري “من الضروري أن تستمر برامج التدريب للوحدات الأوكرانية، وأن تتم تعبئة صناعة الدفاع لتوفير المعدات العسكرية على المدى الطويل لأوكرانيا” المعتمدة كليا على حلفائها في هذا المجال.

لكن رغم الجهود الأوروبية لتسريع معدلات الإنتاج، حذّرت بعض الدول من أن ذلك له حدود، وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الاثنين “لن نتمكن من استبدال كل دبابة تتوقف عن العمل”.

وكانت مسألة الإمدادات للقوات الأوكرانية محور الاجتماع الذي عقدته الخميس في بروكسل مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا، بحضور مسؤولين من شركات الأسلحة، قبل اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

تحدّ مزدوج

يلخص مصدر حكومي التحدي، قائلا “ندرس كيفية جعل مساعدتنا لأوكرانيا مستدامة، مع الحفاظ على إمكانات الدفاع الخاصة بنا”.

وفي هذا السياق، تعهدت الولايات المتحدة الثلاثاء بتقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 325 مليون دولار تشمل مدرعات وأنظمة دفاع جوي.

ويمكن أن تصدر تصريحات أخرى خلال قمة الناتو المقبلة في فيلنيوس يومي 11 و12 يوليو.

وشدّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس خلال مقابلة على قناة “فرانس 5” على أن “هناك حاجة ملحة إلى دعم” الأوكرانيين في هجومهم.

وأضاف “من المرجح جدا أن نلتزم في قمة فيلنيوس ببرنامج دعم متعدد السنوات لأوكرانيا”.

◙ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو دعا إلى زيادة إنتاج الدبابات لتلبية احتياجات الجيش الروسي في خضم هجوم مضاد في أوكرانيا

وفي ما يتعلق بالذخيرة، قدمت المفوضية الأوروبية في مطلع أيار/مايو خطة بقيمة 500 مليون يورو لتسريع وتيرة إنتاج مليون قذيفة سنويا في الاتحاد الأوروبي.

وقال مدير مصنع مجموعة “راينميتال” للأسلحة في ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية هارالد فايسمولر لوكالة فرانس برس “إننا نضاعف إنتاج ذخيرة الدبابات”.

وتدير المجموعة الأوروبية الرائدة في تصنيع ذخيرة الدبابات وقطع المدفعية، أكبر مجمع دفاعي صناعي في البلاد بأقصى سرعة لتغطية حاجات المركبات المدرعة والذخيرة لتوجيهها إلى الجبهة في أوكرانيا وتجديد مخزونات الدول الأعضاء في الناتو.

والمنتج الرائد لمصنعها في ساكسونيا السفلى هو القذائف من عيار 120 ملم المخصصة لدبابة “ليوبارد 2” التي وافقت برلين على تسليمها إلى كييف هذا العام بعد شهور من التردد.

وارتفع معدل إنتاج المصنع من 60 ألف قذيفة سنويا قبل الحرب الروسية على أوكرانيا إلى 240 ألف قذيفة حاليا.

والتحدي الثاني المهم هو الإسراع في صيانة المعدات الغربية القابلة للإصلاح وإعادتها إلى ساحة المعركة.

ووفق الصحافة الأوكرانية، فإن برلين ووارسو على وشك إبرام اتفاق بشأن إنشاء مركز صيانة في بولندا لإصلاح دبابات “ليوبارد” التي تعرضت للتلف في أوكرانيا. وهناك مراكز مماثلة تعمل في سلوفاكيا ورومانيا.

التخويف بالنووي

◙ بوتين هدد بحرق مقاتلات أف – 16 التي سيرسلها الحلف

قال الرئيس الروسي إن بلاده تملك أسلحة نووية أكثر من دول حلف شمال الأطلسي، في رسالة هدفها إظهار أن موسكو تتفوق في الحرب على جميع المستويات، ومحاولة منه للضغط على الناتو لوقف انخراطه المتزايد في الحرب.

وأضاف أن “الغرب يطالبنا بتقليل تلك الأسلحة، إلا أن هذا لن يحدث”، مؤكدا أن “روسيا ملزمة بزيادة الإنفاق الدفاعي لضمان أمنها”.

وكشف الرئيس الروسي أن بلاده “نشرت أول أسلحتها النووية في بيلاروسيا المجاورة بعد اتفاق بين البلدين”.

وزاد “تم تسليم الشحنات النووية الأولى لأراضي بيلاروسيا”، مؤكدا أنه سيتم نشر المزيد من القوات في الأشهر المقبلة.

وفي مارس الماضي، قال بوتين إن موسكو ومينسك اتفقتا على نشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضي بيلاروسيا.

وتحظى موسكو بدعم واسع من بيلاروسيا، في عملياتها العسكرية التي تنفذها في أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022.

القوات الأوكرانية تواجه المدفعية الروسية الشرسة، ما يكبدها خسائر أثناء محاولتها اختراق خطوط دفاع العدو

وفي وقت لاحق، صرح متحدث الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف بأن موسكو مستعدة للتفاوض مع واشنطن للحد من الأسلحة النووية.

وفي تعليق أول من واشنطن، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن “لا سبب” لدى الولايات المتحدة لتغيير وضعيتها النووية بعد قيام موسكو بنشر رؤوس نووية في بيلاروس.

وقال للصحافيين “لا سبب لدينا لتغيير وضعيتنا النووية. لا نرى أي مؤشر إلى استعداد روسيا لاستخدام سلاح نووي”.

ورأى بلينكن أن “ما يثير السخرية” هو نقل الرئيس الروسي أسلحة نووية إلى بيلاروسيا في حين أنه برر غزوه لأوكرانيا بالحؤول دون حيازة كييف لأسلحة مماثلة.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.