أعلن وزير النفط الباكستاني، مصدق مالك، أنّ بلاده دفعت مقابل واردات النفط الخام الروسي مخفّض السعر، بالعملة الصينية، في تحوّل كبير في سياستها للمدفوعات الخارجية التي يهيمن عليها الدولار الأميركي.
ويوفر النفط الذي تحصل عليه باكستان بسعر مخفّض، متنفساً لها، في وقت تكابد فيه أزمة اقتصادية ومشكلة حادّة في ميزان المدفوعات، ممّا قد يجبرها على التخلّف عن سداد ديونها الخارجية، علماً أنّ احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي بالكاد تكفي لتغطية شهر من الواردات الخاضعة للقيود.
ووصلت الشحنة الأولى من النفط الخام الروسي مخفّض السعر، إلى كراتشي، الأحد، بموجب اتّفاق أُبرم بين إسلام أباد وموسكو في وقت سابق من هذا العام. ويجري حالياً تفريغ حمولتها في ميناء مدينة كراتشي الواقعة في جنوب البلاد.
ولم يكشف الوزير الباكستاني في تصريح لـ«رويترز»، عبر الهاتف، عن تفاصيل الصفقة، بما في ذلك سعرها أو مقدار الخصم الذي حصلت عليه باكستان، لكنه أشار إلى أن الدفع تمّ بالعملة الصينية. وتابع أن الصفقة تتضمّن 100 ألف طن، وصلت 45 ألف طن منها إلى ميناء كراتشي، مشيراً إلى أنّ الكمية المتبقية في طريقها.
يأتي ذلك في وقت تسعى دول عدّة دول حول العالم إلى توسيع شراكاتها مع قوى أخرى، وتنويع خياراتها، وعدم التقيّد بالدفع بالدولار الأميركي وحده، لاسيما في حال كانت تعاني من أزمة اقتصادية، كما هو حال باكستان. ودفع ذلك بعض المسؤولين الغربيين، بمن فيهم رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إلى التحذير من أنه «لا ينبغي اعتبار الوضع الحالي للعملة الدولية (أي اليورو والدولار) أمراً مفروغاً منه»، في ظلّ ازدياد التعددية القطبية في العالم، وانتشار الأنماط التجارية الجديدة، والاستخدام المتزايد «لبدائل العملات التقليدية الرئيسة للتجارة الدولية».
