تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: ماذا بعد سقوط باخموت؟

مصدر الصورة
عن الانترنيت

«باخموت»، أو «أرتيوموفسك» بالروسية، مدينة أوكرانية شغلت العالم طوال عام، وظلت محل اهتمام وسائل الإعلام العالمية يومياً وهي تتابع أخبار المعارك الضارية فيها، بين القوات الروسية مدعومة بقوات «فاغنر» من جهة والقوات الأوكرانية من جهة أخرى.

 هل كانت هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 37 ألفاً، ومساحتها 41.6 كيلومتر مربع تستحق هذه المعارك الضارية التي استمرت 224 يوماً، بين جيشين فقدا خلالها آلاف الضحايا، ووصفت ب«مفرمة اللحم»؟

يقول الخبراء إن للمدينة التي تقع في مقاطعة دونيتسك أهمية استراتيجية محدودة، لكنها تشكل عقدة مواصلات تبعد 65 كيلومتراً من شمال مدينة دونيتسك، المركز الإداري للمقاطعة، ووصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ب «الحصن».

لذلك، فمعركة باخموت كانت تمثل معركة معنويات بالنسبة للطرفين، الروسي يريد نصراً بأيّ ثمن، والأوكراني يريد أن يثبت قدرته على الصمود مهما بلغت التضحيات، ولذلك تحولت المدينة إلى مدينة أشباح مدمرة بالكامل، تحتاج إلى إعادة بناء من جديد.

لم يكن في حسابات الجانب الروسي التراجع عن قرار احتلال المدينة، لأن ذلك يعني هزيمة قاسية له لا يستطيع تحملها، ولا كان الجانب الأوكراني في وارد التخلي عن المدينة والانسحاب منها، لأن ذلك يعني أنه غير قادر على القتال، أو الدفاع عن مدنه.

 الآن وبعد أن سقطت المدينة، تأمل موسكو أن تشكل منصة انطلاق نحو تحقيق المزيد من المكاسب، خصوصاً باتجاه مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما من المدن الرئيسية في مقاطعة دونيتسك التي تشكل مع مقاطعة لوغانسك المجاورة إقليم دونباس (الحوض الصناعي الكبير في أوكرانيا). كما يعني السيطرة على المدينة أن روسيا ماضية في حربها، على الرغم من الخسائر والدعم الغربي الهائل لأوكرانيا.

 الرئيس الأوكراني اعترف بخسارة المدينة عندما قال إنها «باتت في قلوبنا فقط..»، أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد هنأ وحدات فاغنر الهجومية وجنود وحدات القوات الروسية، ووعد بتكريم المشاركين في المعارك.

 للمرة الثانية يشكّل تاريخ 20 أيار، رمزية خاصة للقوات الروسية، فقبل عام استسلم آخر مقاتلي كتيبة آزوف في مدينة ماريوبول، والآن تم الاستيلاء على باخموت، لكن صمود باخموت كان الأكثر رمزية نظراً لطول مدة معارك الشوارع التي جرت من بيت إلى بيت بحيث تحولت إلى معركة استنزاف للجيشين.

من الواضح أن سقوط باخموت سوف يؤثر في الاستعدادات الأوكرانية، لشنّ ما يعرف ب «هجوم الربيع» الذي يتم الحديث عنه منذ أشهر، وربما سيؤجل الهجوم إلى أجل غير مسمى رغم إصرار الولايات المتحدة عليه، كي تتمكّن أوكرانيا من تحقيق ولو نصر بسيط، تتمكن من خلاله الدخول في مفاوضات مع روسيا. فالرئيس الأوكراني يرى أن بلاده «غير مستعدة، لكنها بحاجة إلى المزيد من الوقت، لتصبح الظروف مثالية لتجنب خسائر بشرية غير مقبولة»، أما المندوبة الدائمة لأوكرانيا لدى «الناتو» ناتاليا غاليبارينكو؛ فأكدت أن بلادها تدعو الحلفاء الغربيين إلى عدم تعليق آمال كبيرة بشأن الهجوم المضاد، وخاطبت الحلفاء «عليكم التحلّي بالصبر.. ولا تضغطوا بشدة.. قد يكون الهجوم مهمّاً لكن دعونا لا نركّز عليه كثيراً».

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.