إنهما أبو حبيب وأم حبيب اللذان ارتحلا من حيفا ليسكنا دمشق مع أولادهما بعد سقوط فلسطين بيد الصهاينة، فشكلا حالة تعكس الدفء في العلاقة على الرغم من الانكسارات والنكبات التي حلت عليهما لدرجة أن (أبو حبيب) بدأ التفكير جدياً بالموت ورفض الحياة بعد بتر ساقه بسبب مرض السكري أما (أم حبيب) الفريدة في طيبتها وعطائها وقوتها فتصبر على ألم قلبها من فقدها ابنها البكر في أحداث بيروت عام 1982 وغياب ابنها الثاني الذي سافر لأوروبا وانشغالها في أعمال التطريز لإعالة أسرتها، كما تبقى مشغولة في المحافظة على كرامة زوجها وإعانته في مرضه، وبالمجمل تشكل هذه الأسرة مظهراً من مظاهر النسيج الاجتماعي في مدينة دمشق التي اختلط فيها أبناء من المدينة مع القاطنين فيها والمرتحلين إليها .. هذه معالم شخصيتي الفنانين بسام كوسا وسمر سامي في (سحابة صيف) إخراج مروان بركات وتأليف إيمان سعيد، وإنتاج المسار، ويبقى السؤال هل ستتغير معالم حياة أبي حبيب وزوجته ويتحديان مصاعب الدهر بقوة أم سيتهاويان كغصنين يابسين ؟..
ويُذكر أن الفنانين بسام وسمر سبق وأديا دور الزوجين أبو عمر وأم عمر في (أحلام كبيرة) إخراج حاتم علي وكانا أيضاً زوجين متحابين متلاحمين على الحلوة المرة وشكلا حالة حميمية بدفئها وملاصقتها للواقع .
