قال وزير الخارجية وليد المعلم إن مشاركة العراق في المنتدى العربي التركي الذي اختتم اعماله اليوم الثلاثاء في دمشق "أمر طبيعي لأن العلاقات الدبلوماسية السورية العراقية ما زالت قائمة، ونفى أن يكون المنتدى بحث في توتر العلاقات السورية العراقية أو أي مواضيع ذات صبغة ثنائية".
وأضاف المعلم خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره التركي احمد داوود اوغلو والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن" العراق لم يستطع أن يقدم أي دليل على اتهاماته لسورية بالتورط في التفجيرات التي شهدتها بغداد ، مشيرا إلى "وجود تضارب بين تصريحات المسؤولين العراقيين " وحالة من " الفوضى " .
وردا على سؤال حول إمكانية إقامة منتدى عربي – إيراني في المستقبل قال المعلم إن هذا الأمر " يطرح في إطار جامعة الدول العربية فهناك مجالس مماثلة مع الصين واليابان والهند بالإضافة إلى التعاون مع أمريكا اللاتينية وأفريقيا " .
ونفى المعلم أن يكون المنتدى تناول " ما قامت به إسرائيل من تصرفات من شأنها أن تؤكد أنها غير راغبة في السلام " ، وجدد المعلم تمسك بلاده بدور تركيا كوسيط في المفاوضات غير المباشرة بين بلاده وإسرائيل وقال " موقف سوريا سبق أن وضحه الرئيس ( السوري ) بشار الأسد في باريس فنحن نثق بدور تركيا كوسيط نزيه في محادثات السلام غير المباشرة لكننا الآن لا نجد شريكا إسرائيليا بل إجراءات إسرائيلية تؤكد هذه القناعة " .
وأكد الوزير السوري أن المنتدى العربي التركي الثالث الذي سيعقد أعماله في اسطنبول شهر حزيران يونيو المقبل سيشمل فعاليات واسعة قد تمتد أسبوعا وسيتضمن نواح ثقافية واقتصادية وسياسية ومهرجانات كي تعكس حقيقة العلاقة العربية – التركية بمتلف جوانبها ، مشددا على أن " لا أحد في العالم العربي لديه ملاحظة أو اعتراض على العلاقات العربية التركية " .
من جانبه قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده تولي اهتمام كبيرا بتطوير علاقاتها وتعاونها مع كافة الدول العربية والدول المجاورة نظراً إمكانات متوافرة وتاريخ طويل مشترك وان أنقرة لديها نماذج للتعاون وآليات للتعاون الاقتصادي الإستراتيجي رفيع المستوى مع سوريا والعراق مشيرا على أن تركيا تؤسس لنفس الآلية مع ليبيا والأردن " .
وأضاف أوغلو " نسعى للتكامل الاقتصادي والحرية التامة لتبادل البضائع والأموال وتنقل الخدمات مع كافة الدول العربية ، وبدأنا بتوقيع اتفاقيات مع عدد من الدول تتضمن الإعفاء من تأشيرة الدخول حيث طبقناها مع سورية وليبيا وفي الفترة القليلة القادمة سنطبقها مع الأردن ودول أخرى " .
وشدد أوغلو على أن " تركيا تسعى لتطوير علاقاتها مع كافة الدول العربية في الشرق الأوسط وأفريقيا ، مشيرا إلى أن بلاده لها علاقات مع مجلس التعاون الخليجي وتشارك في اجتماعات دول شمال أفريقيا ، ولفت إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري مع الدول العربية من 8 مليار دولار إلى 32 مليار ".
وأوضح وزير الخارجية التركي أن علاقات بلاده مع الدول العربية " ليست بديلة لعلاقات مع أي جانب من الجوانب وهي ليست تنافسية بل علاقات تعاون وتكامل ".
وأكد أوغلو أن أنقرة على أتم الاستعداد للقيام بدور إيجابي لحل المشاكل وإزالة الصعوبات فيما يخص إقليم دارفور ، لافتا إلى أن تركيا كان لها "استشارات متعددة مع الحكومة السودانية واتصالات مع دولة قطر " بالإضافة إلى قيام رئيس الوزراء التركي عام 2005 بزيارة ميدانية إلى الإقليم من اجل الوقوف على الوضع الإنساني .
بدوره أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى "بقرار المنتدى عقد ورش عمل في الشهور القادمة" لافتا إلى وجود " دعوة سورية لاستضافة ورشة عمل عن الأمن الإقليمي وأخرى تركية لاستضافة ورشة حول الثقافة والتعليم والبحث العلمي ودعوة سودانية لورشة حول الزراعة والأمن الغذائي ".
وأضاف موسى " اتفقنا ان يصب هذا النشاط بتظاهرة كبيرة تعقد في اسطنبول منتصف العام المقبل تحت رعاية جامعة الدول العربية والحكومة التركية لتشمل أنشطة ثقافية واقتصادية وتدعى إليها فعاليات شعبية وتجري على هامشها فعاليات ثقافية بالإضافة إلى اجتماع المجلس الوزاري لاستمرار التشاور السياسي ".
وحول دور الجامعة العربية في إقليم دارفور السوداني قال موسى " الجامعة في غاية النشاط في المسائل المتعلقة بالوضع السوداني ولها دور منذ البداية " .
وأضاف " نشعر أن هناك تقدم وان هناك ضوء في نهاية النفق فالوضع حاليا هادئ في دارفور ..والتعاون بين الحكومة السودانية وقوة حفظ السلام الأفريقي أصبح نشطا والموضوع تقدم نحو الحلول والتطور ونحو انتهاء العمليات العسكرية بقدر كبير "
وتابع " سنتوجه بقوة لمتابعة الوضع بين الشمال والجنوب والانتخابات القادمة ..وفي وقت قريب سيعقد مؤتمر للاستثمار في جنوب السودان في إطار جامعة الدول العربية ".
