تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عمالقة التكنولوجيا يدخلون حرب المنافسات في الذكاء الاصطناعي التوليدي

مصدر الصورة
وكالات

يثير الذكاء الاصطناعي الذي يُوصف بأنه التقنية المستقبلية التي ستحدث ثورة لناحية استقلالية الآلات وتفاعلها مع البشر، اهتماما متزايدا لدى الفاعلين في المجال التكنولوجي، فبعد ظهور “تشات جي.بي.تي” من مايكروسوفت، تدلي غوغل بدلوها من خلال روبوت “بارد” ومعهما الشركة الصينية بايدو التي تجري اختبارات على روبوت «ارني بوت».

باريس - في خضم معركة ضد منافستها مايكروسوفت، كشفت غوغل الأربعاء عن سلسلة من ميزات الذكاء الاصطناعي المحسنة، كما تسارع شركة بايدو تجاربها على روبوت محادثة من المتوقع أن تطلقه في مارس القادم.

وخلال حدث نُظم في باريس أمام العشرات من الصحافيين الأوروبيين، عرضت مجموعة غوغل خاصيات مرتبطة بالواقع المعزز، وتجسيدات ثلاثية الأبعاد جديدة أنشأتها من صورها للشوارع، وإمكانيات جديدة للبحث عن معلومات حول الصور وتطبيقا جديدا للبحث الفني.

وأعلنت غوغل أيضا أنها أطلقت اختبارات لدمج ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي في عمليات البحث عبر الإنترنت بروبوت “بارد”، غداة تقديم مايكروسوفت نسخة تجريبية جديدة من محرك البحث الخاص بها، بينغ، مع خوارزميات خاصة بها وأخرى مرتبطة بروبوت المحادثة “تشات جي.بي.تي”.

وتسعى المجموعة الأميركية العملاقة إلى الحفاظ على مكانتها بعد عقدين من الهيمنة من دون منازع تقريبا على هذا القطاع المربح.

روبوت "بارد" من غوغل فشل في تقديم الإجابة الصحيحة عن أول تلسكوب التقط صورا لكوكب خارج النظام الشمسي

لكنّ خبراء في علم الفلك أبلغوا عبر تويتر عن خطأ من جانب “بارد” في إعلان عن البرمجية الجديدة.

ويعرض الإعلان مثالا على سؤال طُرح على “بارد” مفاده “أي اكتشافات سجلها تلسكوب جيمس ويب التابع لوكالة ناسا يمكنني شرحها لطفلي البالغ تسع سنوات؟”.

ومن بين الإجابات، قال برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بغوغل إن هذا التلسكوب كان أول نظام التقط صورا لكوكب خارج النظام الشمسي، فيما التلسكوب الأوروبي العملاق كان قد فعل ذلك سابقا، في عام 2004.

وأقرّ برابهاكار راغافان نائب الرئيس المسؤول عن محرك البحث لدى غوغل، قبل ظهور الخطأ بأن الشركة “لا تزال بحاجة إلى اختبارات مكثفة”.

وشارك ثلاثة من المسؤولين التنفيذيين في غوغل في المؤتمر الصحفي في باريس، في مسعى لإعطاء بُعد دولي ومتعدد اللغات لمشاريعها القائمة على الذكاء الاصطناعي.

ولم توضح الشركة كيف سيتم دمج “بارد” في محرك البحث الخاص بها.

مايكروسوفت تتقدم

مايكروسوفت تتقدم

وأبدى راغافان اعتقاده بأن دمج برمجيات الذكاء الاصطناعي سيفتح “حقبة جديدة في مجال محركات البحث”، وهي عبارة استخدمها أيضا رئيس مايكروسوفت ساتيا ناديلا من قبل.

وتجنب راغافان الإشارة إلى إطار زمني لإطلاق نسخة مخصصة للعامة، مكررا أن الأمر سيحصل “في غضون أسابيع قليلة”.

وأضاف “سيحصل ذلك عندما نكون راضين عن النتيجة”، مشيرا إلى نكسات عدة تعرض لها “تشات جي.بي.تي” وأنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى، خصوصا بسبب إجابات سخيفة أو غير مناسبة في بعض الأحيان.

كما أكد أن الذكاء الاصطناعي لن يقدم “إجابة واحدة صحيحة”، مشيرا إلى أن ذلك لن يثني مستخدمي الإنترنت عن تصفح مواقع أخرى.

ويخشى المحللون أن يؤدي نشر هذه البرمجيات إلى الحد من كمية المعلومات وأيضا من عائدات الإعلانات لجميع المواقع الإلكترونية.

وقالت إليزابيث ريد المسؤولة أيضا عن محرك البحث غوغل “مازلنا نريد أن يستكشف الناس مواقع الإنترنت”، و”سيرغب الناس دائما في الحصول على معلومات من أشخاص يمكن أن يتماهوا معهم”.

بايدو تدخل المغامرة

ولم تذكر شركة غوغل أيضا ما إذا كان برنامجها للذكاء الاصطناعي سيشير إلى مصادر إجاباته، وأقرت بأن تقنية الذكاء الاصطناعي الحالية لا تضمن إجابات صحيحة بنسبة 100 في المئة.

وأكدت المجموعة أنها لم ترضخ لضغوط مايكروسوفت والنجاح العالمي لـ”تشات جي.بي.تي” لتسريع الإعلان عن خطواتها.

وأوضح مسؤولون في الشركة أن غوغل تعمل على الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، مشيرين إلى عدم وجود “حدث معين” دفع بالشركة إلى الإعلان عن خطواتها في هذا المجال الآن.

ويشهد قطاع التكنولوجيا سباقا محموما بين شركات عالمية عدة من غوغل ومايكروسوفت الأميركيتين إلى بايدو الصينية، على إنتاج روبوت المحادثة الخاص بها، وهو برنامج قادر على خوض محادثة شبيهة بالحوار بين البشر، وعلى الإجابة عن الأسئلة التي تُطرح عليه بصورة دقيقة نوعا ما، وحتى على كتابة روايات أو قصائد في ثوان.

وأعلنت شركة بايدو عن إطلاق أداتها الخاصة بالمحادثة «إرني بوت» القائمة على الذكاء الاصطناعي، ضمن مرحلة تجريبية، لتنضم بذلك إلى سباق تخوضه شركات التقنيات حول العالم لاستعراض قدرتها على مواكبة سرعة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأشارت ناطقة باسم بايدو إلى أنّ الشركة “يُفترض أن تُنهي الاختبارات الداخلية” لبرنامجها في مارس، موضحة أنّ الأداة المُسماة “إرني بوت” ستُتاح بعد ذلك “على نطاق واسع”، في موعد لم يُحدّد بعد.

Thumbnail

وأعلنت مجموعة علي بابا دخولها إلى منافسات الذكاء الاصطناعي من خلال اختبار أداة تشبه تشات جي.بي.تي، قائلة إنها تطور أداة على غرار تشات جي.بي.تي وإنها في مرحلة الاختبار الداخلي حاليا.

وجاء بيان مجموعة التجارة الإلكترونية الصينية بعدما أفادت صحيفة توينتي فيرست سنتشري هيرالد الاقتصادية بأن علي بابا تطور أداة قادرة على إجراء حوارات تشبه تشات جي.بي.تي وأنها متاحة حاليا لموظفي المجموعة لاختبارها.

وقالت الشركة إنها ظلت تركز لأعوام على النماذج اللغوية الكبيرة والذكاء الاصطناعي التوليدي. والنماذج اللغوية الكبيرة هي أنظمة معالجة للغات طبيعية مدربة على كميات ضخمة من النصوص وقادرة على إجابة الأسئلة واستيعابها بالإضافة إلى ابتكار نص جديد.

ويثير الذكاء الاصطناعي اهتماما متزايدا لدى الفاعلين في المجال التكنولوجي، إلا أن مخاوف برزت في كل أنحاء العالم من أن تساعد هذه القدرات على توليد نصوص وصور وأصوات اصطناعية في عمليات احتيال مالي أو انتحال هوية أو تشويه سمعة، ما لم توضع لها ضوابط تردع الاستخدامات السيئة لها.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.