تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سياسات الدول والحروب والأوبئة تعجل بشيخوخة العالم

مصدر الصورة
العرب

دقت بعض المنظمات ناقوس الخطر محذرة الدول المتقدمة من أن مجتمعاتها تسير بسرعة نحو الشيخوخة، ما يهدد استمرارها وقوتها، حيث تكشف آخر الإحصاءات أن سياسات الدول كانت في جزء منها سببا في تراجع الولادات بالإضافة إلى الحروب المنتشرة في بقاع الأرض وحتى الأوبئة.

لندن - تنامت التقارير التي تحذر من مخاطر انخفاض نسب المواليد في عدد من الدول، لاسيما الأوروبية، وتحول تلك البلاد إلى الشيخوخة السكانية. ويهدد تغيّر الخصائص الديموغرافية للدول قدرتها على البقاء، باعتبار أن اليد العاملة المتمثلة في شريحة الشباب والبالغين هي المحرك الرئيس لأي قطاع حيوي.

ومع تخطي عدد سكان العالم 8 مليارات شخص عام 2022، إلا أن الأرقام الصادرة عن عدد من مراكز الإحصاء، أشارت إلى أن قارتي آسيا وأوروبا شهدتا انخفاضا ملحوظا في عدد المواليد خلال العام الماضي. وهذا الأسبوع حذر الرئيس التنفيذي لشركة تسلا من تلاشي دولة إيطاليا، بسبب انخفاض معدلات الخصوبة. وقال "إيطاليا والعديد من الدول الأخرى تحتضر".

كذلك، تشير تقارير صندوق النقد الدولي للعديد من الاقتصادات المتقدمة، بما فيها ألمانيا، إلى أن الشيخوخة تمثل عامل قلق لتقدم هذه الاقتصادات، بسبب انخفاض العمالة الفتية وارتفاع الإنفاق على الرعاية الصحية وأجور المتقاعدين.

وكشف تقرير صادر عن مكتب الإحصاءات الأوروبي "يوروستات" (تابع للمفوضية) في يوليو الماضي عن انخفاض جديد في عدد سكان دول الاتحاد الأوروبي في عام 2021، بعد أول انخفاض في النمو السكاني عام 2020 بسبب تأثير جائحة كورونا. وأرجع التقرير السبب إلى "التغير السلبي" في النمو السكاني والناتج عن ارتفاع عدد الوفيات مقارنة بأعداد المواليد.

وذكر أن عدد سكان دول الاتحاد لم يزد على مدار نحو 62 عاما سوى بمقدار 92.3 مليون شخص، حيث ارتفع من 354.5 مليون في عام 1960 إلى 446.8 مليون في الأول من يناير 2022. وشكلت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا معا ما يقرب من نصف (47 في المئة) إجمالي سكان الاتحاد الأوروبي في الأول من يناير 2022.

شيخوخة أوروبية

 

تهرم سكاني واضح

تهرم سكاني واضح 

وفقا لتقارير رسمية، شهدت ثمانية بلدان يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة انخفاضا في عدد سكانها خلال العقد الماضي. فإلى جانب أوكرانيا التي انخفض عدد سكانها على خلفية الحرب الروسية، فإن عدد السكان في إيطاليا والبرتغال وبولندا ورومانيا واليونان آخذ أيضا في الانخفاض.

وانخفض عدد سكان إيطاليا خلال العامين الماضيين بنحو 230 ألف نسمة، إذ يبلغ بحلول الشهر الثاني من 2023 نحو 60 مليونا و232 ألف نسمة مقارنة بـ60 مليونا و461 ألفا، وفقا لتقدير الأمم المتحدة لعام 2020.

وفي البرتغال هناك انخفاض بنحو 60 ألف نسمة، حيث يبلغ تعدادها السكاني حتى فبراير الجاري نحو 10 ملايين و120 ألفا، مقارنة بـ10 ملايين و196 ألفا في 2020.

وأوضحت بيانات مكتب الإحصاء المركزي في بولندا أن عدد السكان انخفض بمقدار 141 ألفا على مدار عام 2022، وهو ما يعد أعلى انخفاض لعدد المواليد في البلاد لأدنى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية.

ويبلغ عدد سكان بولندا حتى فبراير الجاري 37 مليونا و739 ألفا. وتراجع عدد سكان رومانيا أيضا من 19 مليونا و237 ألف نسمة في 2020، إلى 18 مليونا و907 آلاف في 2023.

وشهدت اليونان تراجعا بأكثر من مليون نسمة منذ العام 2000، إذا بات عدد سكانها 10 ملايين و200 ألف شخص، مقارنة بنحو 11 مليونا قبل أكثر من عقد.

واعتبرت تقارير أن السبب المشترك في تراجع نمو السكان بهذه البلدان هو “انخفاض معدلات الخصوبة” وهو ما يعني أن النساء ينجبن عددا أقل من الأطفال في المتوسط، عن ذي قبل.

وذكر البنك الدولي أنه تم تسجيل معدلات الخصوبة بين 1.2 إلى 1.6 طفل لكل امرأة في دول جنوب وشرق أوروبا، بينما هناك حاجة إلى معدل خصوبة أكثر من 2 للحفاظ على استقرار النمو السكاني.

وتضاف إلى هذه الظاهرة، موجة النزوح الجماعي الضخمة التي اجتاحت بولندا ورومانيا واليونان، حيث يغادر عدد أكبر من الناس للذهاب والعيش خارج بلدانهم.

وفيات بالملايين

بلغنا من الكبر عتيا 

خارج أوروبا، تشهد اليابان أيضا انخفاضا في نموها السكاني، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى معدل الخصوبة المنخفض، والبالغ 1.3 طفل لكل امرأة. وفقدت اليابان أكثر من 3 ملايين شخص بين عامي 2011 و2021، وفق المصدر ذاته.

وينطبق الوضع نفسه على سوريا، حيث تشهد البلاد انخفاضا في عدد سكانها على خلفية الحرب وفرار الملايين من اللاجئين إلى البلدان المجاورة. وحسب تقديرات المرصد السوري، قتل نحو 606 آلاف رجل وامرأة وطفل خلال سنوات الحرب في سوريا.

ومن ناحية أخرى، كشفت الصين في يناير الماضي عن انخفاض عدد مواليدها خلال عام 2021، إلى مستوى غير مسبوق منذ عام 1978 على الأقل. وبلغ معدل الولادة في أكثر دول العالم تعدادا للسكان 7.52 ولادات لكل ألف شخص عام 2021، وفقا للمكتب الوطني للإحصاء، فيما بلغ 8.52 في عام 2020.

◙ الاتجاهات السكانية في الصين تأثرت على مر السنين إلى حد كبير من خلال سياسة الطفل الواحد المثيرة للجدل والتي أقرت عام 1979 لإبطاء النمو السكاني

وتوقع تقرير الأمم المتحدة “التوقعات السكانية في العالم: 2022” أن تفقد الصين نحو نصف سكانها بحلول عام 2100، لينخفض من أكثر من 1.4 مليار إلى 771 مليون نسمة. ووفقا لتوقعات الأمم المتحدة، فإن عدد الصينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما سينخفض بنسبة أكثر من 60 في المئة هذا القرن.

وتأثرت الاتجاهات السكانية في الصين على مر السنين إلى حد كبير من خلال سياسة الطفل الواحد المثيرة للجدل، التي أقرت عام 1979 لإبطاء النمو السكاني، حيث فرضت غرامات على العائلات التي انتهكت القواعد وفي بعض الحالات فقدت وظائفها. وألغت الصين تلك السياسة في العام 2016 وسمحت للأزواج بإنجاب طفلين، إلا أنه تبين أن زيادة معدلات المواليد أصعب بكثير من خفضها.

كما أشار التقرير ذاته إلى أن 4 دول من بين الدول العشر التي تضم أكبر عدد من السكان سيكون لديها عدد أقل بحلول نهاية القرن مما هي عليه الآن، وهي الصين، والبرازيل، وروسيا، والمكسيك. ولفت التقرير إلى أن روسيا ستستمر في التراجع على مستوى النمو السكاني، حيث ستنخفض من 145 مليونا في عام 2022 إلى 133 مليونا في عام 2050، و112 مليونا في عام 2100.

بينما ستشهد المكسيك ارتفاعا في عدد مواليدها إلى 144 مليونا في عام 2050، ثم تتراجع إلى 116 مليونا في عام 2100. أما البرازيل التي يبلغ حاليا 215 مليون نسمة، فسيرتفع عدد سكانها إلى 231 مليونا في عام 2050، لكنه سينخفض إلى 185 مليونا بحلول نهاية القرن.

كما أحدثت كوريا الجنوبية مفاجأة في السنوات الأخيرة، بتسجيلها انخفاضا في معدل المواليد، حيث يبلغ الآن أقل من 0.9 طفل لكل امرأة، وهو أقل بكثير من أسوأ الحالات التي كان يمكن الإشارة إليها قبل بضعة سنوات. ومن المتوقع في غضون عامين أن يكون خمس السكان في كوريا الجنوبية فوق سن 65 عاما، وفقا لوكالة الإحصاء الوطنية.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.