تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأسد: المقاومة جوهر سياستنا في الماضي والمستقبل

مصدر الصورة
سانا -SNS

قال الرئيس بشار الأسد "إننا بدأنا الآن ببناء شرق أوسط جديد جوهره المقاومة.. معتبراً أن المقاومة بمعناها الثقافي والعسكري وبكل معنى آخر هي جوهر سياساتنا في سورية اليوم وفي الماضي.. وستبقى في المستقبل وهي جوهر وجودنا.

وأكد الرئيس الأسد فى كلمته خلال افتتاح المؤتمر الخامس للأحزاب العربية "دورة القرار العربي المستقل" اليوم وأكد الأسد أن الأحزاب نجحت في تحقيق عنوان الدورة الذي اختارته في المؤتمر الرابع عام 2006 وهو نصرة سورية ولبنان وذلك عبر تبنيها لسياسات يقف خلفها الشعب العربي الذي تمثلون أطيافه الواسعة.

وأوضح الأسد أن سورية نجحت في المرحلة الماضية بمواجهة الكثير مما كان يحاك ضدها لأنها اتخذت القرار الصحيح الذي بني على اندماج حقيقي بين القيادة والشعب الموحد أولاً حول العروبة التي تعتبر موضوعا مقدسا يجمع مختلف الأطياف والتيارات الفكرية السورية ولأن سورية امتلكت نقاط قوة غنية جداً من أهمها الحقوق والمبادئ والثوابت والرؤية والثقة بالقدرة على تحقيق نتائج إيجابية.

وأشار الأسد إلى أن العنوان الذي اختارته الأحزاب لهذه الدورة وهو القرار العربي المستقل هام وشامل جداً مضيفاً أنه بغية الوصول إلى القرار العربي المستقل يجب ان نبدأ أولاً من الشيء الأشمل ألا وهو العروبة والإيمان بالهوية العربية الذي أصيب بالكثير من التراجعات في الفترة الماضية كما أنه يجب ألا نحمل العروبة عبء الأخطاء التي يرتكبها العرب وبالتالي يجب البدء بعملية الحفاظ على الهوية العربية وإقناع الناس بأهمية هذه الهوية وبأنها هي الجامع لنا وهي الحصن الحقيقي للمواطن العربي والدول العربية مؤكداً أن هذه العملية هامة جداً وهي في صلب عمل الأحزاب العربية.

وشدد الأسد على ضرورة امتلاك الدول العربية للرؤية الصحيحة بالاستناد إلى الماضي وقراءة المستقبل وامتلاك أدوات تنفيذ هذه الرؤية وهي ما يمكن تسميتها نقاط القوة التي تحتاجها الدول العربية وتبدأ بالتمسك بالحقوق وتنتهي بأدوات التنفيذ التي تستند الى نوعية العدو الذي نواجهه.

وأوضح الرئيس الأسد أن النقطة الأخرى التي تأتي كنتيجة للنقاط السابقة هي التضامن العربي الذي لابد منه لكي نتوصل الى القرار العربي المستقل والتضامن العربي هو التضامن مع مصالحنا كعرب ويجب أن ينطلق من الإجماع الشعبي العربي معتبراً أن الوضع العربي اليوم أفضل مما كان عليه منذ عدة سنوات إلا أنه لم يصل بعد لمرحلة يمكن القول فيها ان التضامن العربي أصبح موجوداً ولكن يمكن البناء على الوضع الحالي للوصول إلى مستقبل أفضل.

ولفت الأسد إلى أن موضوع التغرب والتطرف أيضاً هما من القضايا الهامة التي يجب أن تتصدى لها الأحزاب العربية وأن القضية هي ثقافية بامتياز بمعنى تراجع الفكر القومي الذي يحمينا من التطرف ومن التغرب مضيفاً: لا نريد أن نكون في جهة أي منهما بل نريد ان نكون عرباً كما عرفنا عبر تاريخنا فالعروبة هي الوحيدة التي يمكن ان تحمينا من كل هذه الآفات.

وشدد الأسد على أن العلاقات الجيدة مع دول الجوار التي تدعم القضايا العربية وخاصة تركيا وإيران من شأنها أن تشكل عامل قوة سيساعد الدول العربية بالوصول إلى القرار العربي المستقل وهي ضرورية جداً لاستعادة الحقوق العربية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وحول القضية الفلسطينية قال الأسد إنها تبقى القضية الجوهرية بالنسبة للدول العربية كافة إلا أنه لا يمكن تحقيق أي إنجاز في هذا الإطار دون التوصل إلى المصالحة الفلسطينية التي تعتبر الأساس والقلق الحقيقي بالنسبة للعرب أجمع مشيراً إلى أن المصالحة تبقى هدفا أساسيا بالنسبة لسورية وستبقى تعمل ضمن إمكانياتها لتحقيقها.

وفيما يتعلق بالمستوطنات وما يقال مؤخراً حول ضرورة وقف بناء المستوطنات عوضا عن التكلم حول إزالتها تماماً أشار الرئيس الأسد إلى أن الأحزاب العربية عليها أن تكون يقظة حول هذه النقطة حيث انه يجب التركيز على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة وإزالة المستوطنات وليس وقف بنائها فقط.

وأوضح الأسد أن عملية السلام تظهر بعد 18 عاماً من المباشرة بها ان قوة إسرائيل الوهمية هي في ضعف العرب الحقيقي وعندما تصبح قوة العرب حقيقية يصبحون قادرين على رؤية نقاط ضعف إسرائيل وكلما امتلكنا كعرب المزيد من القوة حصلنا على السلام بالطريقة التي نريدها مؤكداً أن الزمن هو في مصلحة العرب وان جوهر السلام ليس فقط مفاوضات بل هو مقاومة أيضا ومن الخطأ ان نعتقد ان السلام يأتي من خلال التفاوض بل يأتي من خلال المقاومة لذلك يجب علينا دعم المقاومة لأننا بذلك ندعم عملية السلام فالمقاومة والتفاوض هما محور واحد وكلاهما يهدف لاستعادة الحقوق المشروعة التي لن نتنازل عنها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.