تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أدباء سوريون: رحيل الكاتب والمترجم رفعت عطفة خسارة للثقافة والفكر

مصدر الصورة
SANA

بعد أربعة عقود من المنجز الفكري أغنى بها المكتبة العربية بمؤلفات وترجمات نقل من خلالها روائع الأدب الإسباني والأمريكي اللاتيني إلى العربية، رحل الكاتب والمترجم رفعت عطفة كعلم من أعلام الترجمة والثقافة العربية.

غادر الراحل في نهاية الستينيات إلى إسبانيا، ليحصل من جامعة مدريد على ماجستير في أدبها والدكتوراه من جامعة كومبلوتنس، إضافة إلى عمله في الترجمة كتب القصة القصيرة والرواية والشعر لتترجم بعض أعماله الأدبية إلى اللغة الإسبانية لينال العديد من الجوائز، منها ميدالية المخرجين المسرحيين في إسبانيا ودرع المستعربين الإسبان وأصدقاء المركز الثقافي العربي السوري في مدريد.

شغل عطفة مديراً للمركز الثقافي العربي السوري في مدريد، وكان أحد مؤسسيه، ومن المترجمين القلائل المجيدين عن اللغة الإسبانية، فعرف القارئ العربي على روائع كتبت بتلك اللغة، مثل “المخطوط القرمزي” (1996) للإسباني أنطونيو غالا، و”ملحمة آل ماركس” (1999) للإسباني الآخر خوان غويتيسولو، إلى جانب العديد من أعمال الروائية التشيلية إيزابيل الليندي، التي ترجم لها نحو عشر روايات بين عامي 1997 و2015، من بينها “الخطّة اللانهائية” و”ابنة الحظ” و “خلاصة الأيام” و”لعبة نازع الأحشاء” وغيرها الكثير.

عطفة الذي رحل عن عمر 76 عاماً نعاه عدد من الأدباء والكتاب والمترجمين الذين نوهوا بدروه الكبير في إغناء المكتبة العربية بروائع الأدب الإسباني والأمريكي اللاتيني، حيث قال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني: “يعد الراحل رفعت عطفة أحد أبرز الأعمدة في الساحة الثقافية والإبداعية السورية، ويشكل علامة فارقة في نقل العلوم الأخرى والثقافات إلى العربية أو العكس، الأمر الذي أضاف للمكتبة العربية منجزا فكريا شاملا، إضافة إلى أنه عرف الباحثين والكتاب والمبدعين من الجنسيات الأخرى بجوهر الثقافة العربية.

وكان له الفضل الكبير في إطلاع القراء العرب على أهم الأعمال الأدبية الإسبانية، هذا ما قاله مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين، مضيفا: إن الراحل عطفة عرف لدى الجمهور العربي بفضل ترجماته الكثيرة للروايات، إضافة إلى نشاطه الثقافي المميز الذي قام به من خلال عمله مديراً للمركز الثقافي العربي في مصياف، ومن ثم مؤسساً ومديراً للمركز الثقافي السوري في مدريد، حيث إن رحيله خسارة للثقافة والفكر والأدب.

ورأى رئيس تحرير مجلة الآداب العالمية الدكتور جهاد بكفلوني أن ما قدمه الراحل من أعمال أدبية مترجمة كان جديدا مبتكرا ومميزا في اختياره للأعمال التي كان يقوم بترجمتها من روائع الأدب الإسباني، إضافة الى كونه محاضراً في الأدب والتاريخ الإسباني في إسبانيا وفرنسا والمكسيك ولبنان والأردن والجزائر ومصر وسورية، واصفا رحيله بالخسارة الكبيرة للترجمة في سورية والوطن العربي.

كان يتمتع بشعبية ثقافية واسعة لأنه كان يمتلك مخزونا معرفيا غنيا ومختلفا عن غيره، هذا ما أوضحه رئيس فرع حماة لاتحاد الكتاب العرب الكاتب مصطفى الصمودي، لافتا إلى أن الراحل تميز إضافة إلى مسيرته الأدبية الغنية بالترجمة والشعر والقصة والمسرح بأخلاقه العالية وسلوكه الحسن وأسلوبه الراقي في تعامله مع زملائه.

رئيس تحرير مجلة جسور ثقافية في وزارة الثقافة المترجم والكاتب حسام الدين خضور أوضح أن الراحل استطاع أن يترك بصمة ثقافية خاصة به، فكان عضو هيئة تحرير مجلة الآداب الأجنبية وعضو هيئة تحكيم جائزة دِسييدريو ماثيّاس سيلبا المكسيكية الدولية للشعر في دورتها الرابعة لعام 2009 ، إضافة إلى ما قدمه من نشاط ثقافي خلال ترؤسه للمركز الثقافي العربي السوري في مدريد.

محمد خالد الخضر وشذى حمود

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.