تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ضغوط سعودية عدلت مسار جولة أوباما

مصدر الصورة
SNS

 كشفت مصادر في واشنطن أن "ضغوطاً " سعودية مورست على الإدارة الأميركية لتعديل مسار زيارة الرئيس باراك أوباما إلى الشرق الأوسط لتشمل المملكة أولاً ثم مصر،"تجنباً لأي سوء فهم قد تدل عليها الزيارة لو تمت دون محطة الرياض أولاً".

ونقلت صحيفة الوطن السورية الخاصة عن مصادر فضلت عدم الكشف عن اسمها أن "المملكة أبدت انزعاجاً من قرار الرئيس أوباما باختيار مصر دون سواها في أول زيارة له إلى الشرق الأوسط"، موضحة أن السعوديين أبلغوا الإدارة الأميركية الجديدة "بأن عدم زيارة الرياض قد يفسر من قبل بعض المتصيدين على أن الإدارة الأميركية الجديدة لا تعطي المملكة أي وزن على الساحة العربية".
وأعلن البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي أن أوباما سيزور المملكة، خلال جولة له في الشرق الأوسط وأوروبا تبدأ الأسبوع المقبل (الجاري)، وهي أول عاصمة عربية سيزورها، بعد أن كانت القاهرة هي المحطة الأولى.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس: إن أوباما "سيلتقي العاهل السعودي عبد اللـه بن عبد العزيز آل سعود في الرياض مساء الثالث من حزيران المقبل، وسيمضي الليلة في السعودية، قبل أن يغادرها إلى مصر في اليوم التالي".
وأكدت المصادر أن السعودية "استطاعت إقناع الإدارة الأميركية بتغيير خط سير أوباما بهدف إعادة المملكة لتحتل دورها الريادي في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي أي أن تعود لتحتل مكانتها الطبيعة في الشرق الأوسط، والتي كانت قد تعرضت لنوع من التراجع على خلفية سياسات المحافظين الجدد في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، والتي عمدت إلى تقوية أدوار دول صغيرة في الأقاليم العالمية على حساب دول ذات وزن، كما كان الحال بالنسبة لتعاطي الولايات المتحدة مع الملف الأوروبي عبر بولندا على حساب ألمانيا وفرنسا.
وأوضحت المصادر أن " الأمور في واشنطن كانت تسير باتجاه دعم التوجه العربي الأقرب إلى عملية السلام، وتحديداً منه من يمتلك اتصالات مباشرة مع إسرائيل (مصر)، لكن التدخل السعودي عمل لتكون المحطة الأولى هي الرياض، صاحبة مبادرة بيروت التي تحولت إلى مبادرة السلام العربية، لكنها في الوقت ذاته ما زالت تلتزم إلى جانب أشقائها في عدم تقديم تنازلات مجانية لإسرائيل دون تحقيق تقدم فعلي على كل المسارات".
وقالت المصادر المراقبة " إن الجولة لو تمت كما كان مخططاً لها سابقاً، أي التوجه إلى الشرق الأوسط دون المرور عبر الرياض، لكانت واشنطن بذلك قد وجهت، بقصد أو بغير قصد، ضربة قوية لحليفتها التاريخية في المنطقة".
ورأت المصادر أيضاً أن: "الإدارة الأميركية وإن كانت معنية في دعم موقف القاهرة تجاه الاستياء العربي العريض من السياسات المصرية، إلا أن تسبيقها للرياض على القاهرة إنما هو محاولة لخلق صورة لدى الشارع العربي بأن الإدارة الحالية ستكون أكثر اعتدالاً فيما يتعلق بجدية تعاطيها مع ملفات المنطقة، وهي معنية كثيراً في كسب ود هذا الشارع الذي شكل انطباعاً غير جيد من موقف القاهرة في عملية السلام وخصوصاً تجاه سياساتها التي اتخذتها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
ولم تخف المصادر قناعتها بأنه: " من بين أهداف الإدارة الأميركية ربما تعويم الدور السعودي في المنطقة أكثر ما يمكن اعتباره تمهيداً لمرحلة مواجهة أكثر تعقيداً بين واشنطن وطهران، يمكن للرياض التي تتمتع بعلاقات جيدة مع حكام إيران، أن تلعب فيه دوراً رئيساً على خلاف العلاقات المتوترة بين القاهرة وطهران".
يشار إلى أن أوباما التقى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الثالث من نيسان الماضي على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين في لندن، وأجرى معه مباحثات تتعلق بالتعاون "في مواجهة الأزمة الاقتصادية والقضايا المشتركة".
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.