تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مشعل: الحد الأدنى للشعب الفلسطيني دولة على خطوط الرابع من حزيران

مصدر الصورة
SNS

حدد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل موقف حركته من التطورات في المنطقة خصوصاً بعد خطابي الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن "البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى لشعبنا وقبلناه في وثيقة الوفاق الوطني برنامجاً سياسياً مشتركاً هو قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس ذات سيادة كاملة على خطوط الرابع من حزيران 1967بعد إزالة جميع المستوطنات وإنجاز حق العودة".

وقال مشعل في خطاب ألقاه مساء اليوم في دمشق بحضور كافة القيادات الفلسطينية وبعض قيادات حركة حماس في الداخل "قضية فلسطين ليست قضية حكم ذاتي وسلطة وعلم ونشيد وأجهزة أمنية وأموال من المانحين، قضية فلسطين هي قضية وطن وهوية وحرية وتاريخ وسيادة على الأرض وهي القدس، وحق العودة والأرض عندنا أهم من السلطة والتحرير قبل الدولة".
وشدد على "أن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم حق وطني عام وحق فردي يملكه بشكل شخصي خمسة ملايين لاجئ وزيادة ولا يستطيع أي قائد أو مفاوض التفريط فيه".
مؤكداً على "الرفض القاطع للتوطين والوطن البديل خاصة في الأردن، فالأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين".
وجدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موقف حركته من التمسك بخيار المقاومة وقال "تمسكنا بالمقاومة خياراً استرايجياً لتحرير الوطن واستعادة الحقوق وليس من حق أي دولة أن تحرم شعبنا من مقاومة المحتل فشعوب أوروبا مارست هذا الحق ضد النازيين وأمريكا ضد بريطانيا وشعوب آسيا وإفريقيا ضد المحتل".
لافتاً إلى أن "المقاومة السلمية التي يبشروننا بها تصح للنضال من أجل الحقوق المدنية وليس من أجل تحرير الأوطان".
وأضاف "لم يجد شعبنا بديلاً عن المقاومة المسلحة للتخلص من الاحتلال وخاصة أن القوى العظمى فشلت في إجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها لأرضنا، وكذلك فشلت بإلزامها بالمبادرات والقرارات الدولية"، معتبراً أن "المقاومة وسيلة وليست غاية وهي ليست عمياء بل ترى التغيرات الجارية ولكن المقاومة ترى أيضاً أن التغيير على الأرض لا يتم بفعل التمني أو الاستجداء ولا بفضل من يستكين بواقع الظلم بل بفضل من يقاومه ويناضل ضده"، مشيراً إلى أنه " لولا المقاومة لما تحررت الشعوب العربية والشعب الفيتنامي".
وقال مشعل "الاعتراف الدولي بمنظمة التحرير جرى بفضل من ناضل وضحى وليس بفضل من تخلى عن البندقية واختار طريق المساومة والمفاوضات، وحول لعبة التفاوض إلى هدف دائم بصرف النظر عن الجدوى، بل وقبل التعاون مع العدو".
ودعا مشعل الزعماء العرب "إلى اعتماد استراتيجية عربية فلسطينية جديدة تفتح الخيارات وتجمع بين المقاومة والسياسة وتستجمع أوراق القوى اللازمة وهي موجودة حين تتوفر الإرادة".
وقال "نحن في حماس مستعدون للتعاون والشراكة مع الدول العربية في بناء هذه الاستراتيجية الجديدة والعمل من أجل تنفيذها بما يحقق مصالح الأمة وحقوقها ويحمي مستقبلها ويرفع شأنها بين الأمم وتصحب هناك فرصة لاستعادة حقوقنا". مؤكداً أن "التنازلات لا نتيجة لها إلا تآكل حقوقنا وكرامتنا وإعطاء أعداءنا رسالة ضعف". وأوضح أن " نتنياهو وأركان حكومته قلبوا الطاولة في وجوه الجميع فلماذا تبقى عروضنا المستهلكة ومواقفنا المكرورة على الطاولة ولماذا تبقى خياراتنا مكشوفة دون أي هامش للمناورة وأي رصيد من أرصدة القوة".
معتبراً أن "الاعتدال الفلسطيني والعربي لن يقابل باعتدال إسرائيلي وإنما بالمزيد من التشدد الذي أوصل طراز رجال عصابات مثل ليبرمان إلى سدة الحكم وعرفات إلى الاغتيال على يد شارون".
وحول خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال مشعل "إن رحبنا بالتغيير في لغة أوباما فلن نتجاوز هذا الحد طالما بقي التغيير في حدود اللغة وحتى في إطار اللغة هناك مشكلة فهو تحدث باستفاضة عن معاناة اليهود بينما تجاوز مجزرة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والهلوكوست الحقيقي الذي ارتكبته ضد شعبنا في قطاع غزة".
متسائلاً "ما ذنب الشعب الفلسطيني والعرب بحدث جرى في الغرب منذ مئة عام" في إشارة منه إلى المحرقة.
وحمل مشعل الغرب "مسؤولية كبيرة عن التطرف الإسرائيلي، فلولا الدعم المتواصل لما وضعت إسرائيل نفسها فوق المعايير الدولية".
وقال "مازال شعبنا يعاني من القهر والاغتيال والاعتقال إضافة إلى تهويد القدس وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية وهدم المنازل في القدس وغيرها وسرقة أراضي الضفة الغربية وتقطيع أوصالها بالجدار فضلاً عن السجون التي تضم 12 ألف فلسطيني بينهم رجال ونساء وأطفال".
واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن "توازن اللغة ومصداقيتها أمر مهم لكن الأهم الذي نطالب به هو مصداقية الأفعال وهي تبدأ بإعمار غزة ورفع الحصار ورفع الظلم والضغط الأمني عن الضفة وترك المصالحة تأخذ طريقها دون شروط أو تدخلات خارجية".
وأعرب خالد مشعل عن تقديره " لغة أوباما الجديدة تجاه حماس وهي خطوة أولى في الاتجاه الصحيح نحو الحوار المباشر بلا شروط"، وقال "نحن نرحب بذلك"، مشيراً إلى أن "التعامل مع حماس وقوى المقاومة يجب أن يكون على أساس احترام إرادة الشعب الفلسطيني واختياره الديمقراطي وليس من خلال فرض الشروط كشروط الرباعية ففرض الشروط على الآخرين أمر تعسفي وغير لائق بالشعوب الحرة".
مؤكداً أن "أولوية حماس ليس اعتراف الآخرين بها ولكن اعترافهم بحقوق شعبنا وحقهم في تقرير المصير فالقضية مقدمة على الحركة ومصلحة الوطن فوق كل المصالح ولا يحق لأية قيادة أن تجعل ثمن الاعتراف بها التنازل عن الحقوق أو المصالح الوطنية".
أما خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فوصفه مشعل بأنه "خطاب شديد الوضوح وليس غامضاً كما قال البعض الفلسطيني"، معربا عن استغرابه.. ماذا ينتظرون من نتنياهو حتى يكون خطابه واضحاً بعد أن ألغى الحقوق الفلسطينية ونحن لم نفاجأ وكنا ندرك أنه سيحافظ على جوهر الخطاب الصهيوني".
وتابع "سيعمل نتنياهو على إظهار الانسجام مع ما طرحه أوباما من خلال التلاعب في الألفاظ "، مؤكداً موقف حركته بـ " رفض الموقف الإسرائيلي الذي عبر عنه نتنياهو حول الحقوق الفلسطينية جملة وتفصيلاً خاصة موضوع القدس وحق العودة والاستيطان والتطبيع مع العرب ورؤيته للدولة الفلسطينية وحدودها واشتراطها منزوعة السلاح".
وأضاف "الدولة التي تحدث عنها هي كيان مسخ وسجن كبير للاعتقال والمعاناة، وليست وطناً يصلح لشعب عظيم"، مؤكداً رفض حركته "ما يسمى يهودية إسرائيل"، ومحذراً "من أي تساهل فلسطيني أو عربي إزاءها لأنها تعني إلغاء حق 6 ملايين لاجئ في العودة إلى ديارهم وتعني تهجير أهلنا في مناطق 48 عن مدنهم"، معتبراً أن "هذه الدعوة عنصرية لا تختلف عن الدعوات الفاشية الإيطالية والنازية الهتلرية ".
وقال "على الإدارة الأمريكية والرباعية الدولية أن تدرك أن غالبية قوى شعبنا وجماهيره لا تشتري الأوهام والورود ولا تكترث بإطلاق عملية التفاوض فالتفاوض في ظل الموقف الإسرائيلي القائم عملية عبثية لا طائل من ورائها، فالشيء الوحيد الذي يقنع هذه القوى والجماهير الفلسطينية ومن ورائها العربية والإسلامية هي توفر إرادة وجهد أمريكي ودولي حقيقي ينصب على إنهاء الاحتلال وإنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية".
وأضاف "عندما تبادر إدارة أوباما فإننا وقوى شعبنا سنكون مستعدين للتعاون معها ومع أي جهد دولي وإقليمي يصب في هذا المسار".
وفيما يخص المقاومة المصالحة الفلسطينية الفلسطيينية أوضح مشعل أن "أهمية المصالحة ليس لكونها ضرورية لعملية التسوية وإطلاق المفاوضات من جديد كما يريدها البعض إنها أقدس وأغلى من أن تكون مجرد فتيل اشتعال لمفاوضات جربناها بلا طائل".
وتابع "المصالحة ضرورة وطنية لإنهاء الانقسام ومعالجة آثاره وتوحيد الصف الفلسطيني وإعادة اللحمة إلى نسيجه الاجتماعي وتصليب الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال"، مؤكداً أن "قرار الحركة في كل مؤسساتها القيادية هو العمل على سرعة إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الفلسطينية الوطنية من خلال الحوار الفلسطيني الذي ترعاه الشقيقة مصر والتعاون مع كل جهد عربي وإسلامي يصب في خدمة هذا الهدف".
وكشف مشعل أن "وفداً من الحركة سيذهب إلى القاهرة بعد يومين وستكون جلسة لاستئناف الحوار بهدف تذليل العقبات التي ما تزال تعترض طريق المصالحة".
لافتا إلى أن للمصالحة مقتضيات أهمها "إبعاد الاشتراطات الخارجية وإنجاز ملفات الحوار كحزمة متكاملة في الضفة والقطاع".
وشدد مشعل على أن "ما يعرقل المصالحة للأسف ما يجري في الضفة منذ سنتين" في إشارة منه إلى عمليات الاعتقالات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية حسب تعبيره.
وقال "أرسلنا لزعماء الأمة ومسؤوليها قبل أيام مذكرة عن الممارسات القمعية التي تقوم بها السلطة وحكومة سلام فياض تحت إشراف الجنرال الأمريكي دايتون".
مبيناً أن "ما يجري في الضفة خطة عمل تستهدف المقاومة وسلاحها والمناضلين من كل الأجنحة وتنسق مع الاحتلال من أجل قتلهم وما جرى في قلقيلية مثل صارخ على ذلك".
وتابع "هذا السلوك يستند إلى مراسيم صدرت في رام الله تعتبر كل تنظيم يقاوم الاحتلال تنظيماً خارجاً على القانون وما تزال الحملة مستمرة في الاعتقال،حيث زاد عدد المعتقلين من حماس على 830 غالبيتهم من القيادات والرموز والعلماء والطلبة وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال والكثير منهم تعرض لتعذيب أدى إلى وفاته".
كاشفاً عن أن الاعتقالات شملت عدداً من النساء.
وقال "ما يفعله دايتون يشكل العقبة الأكبر أمام نجاح المصالحة الفلسطينية ويجب على زعماء الأمة العربية وكل شركائنا أن يدركوا هذه الحقيقة المرة".
ودعا مشعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى "سحب الجنرال دايتون من الضفة وإعادته إلى الولايات المتحدة انسجاماً مع روح التغيير لأن بناء سلطة قمعية يتناقض مع مبادئ الديمقراطية التي تنادون بها".
لافتاً إلى أن حركته أبلغت مصر "بضرورة إنهاء ملف المعتقلين ووقف الحملة والانتهاكات الأمنية حتى نوفر الأجواء النقية لاستئناف الحوار"، وقال "رغم جهود مصر وسورية إلا أن ما يجري مجرد تصريحات إعلامية تتحدث عن الإفراجات ولكن بلا مصداقية.. هناك بعض الإفراجات ولكن الأعداد قليلة".
كما دعا مشعل القاهرة "إلى المبادرة العاجلة لإزالة هذه العقبة التي تعطل المصالحة وتدمر مصالح شعبنا ونسيجه الوطني من ناحية أخرى".
وحول موضوع الأسرى جدد مشعل موقف حركته وقال "نعمل من أجل الإفراج عنهم جميعاً بكل الوسائل وخضنا مفاوضات غير مباشرة لإتمام صفقة يرضى عنها شعبنا ولكن التعنت الإسرائيلي أفشلها ومازلنا مستعدين، وخيار نتيناهو الوحيد لاستعادة شاليط صفقة تبادل جادة"، مؤكداًَ أن "خيارات المقاومة مفتوحة لتحرير الأسرى".
يشار إلى أن خطاب مشعل كان مقرراً أن يلقيه يوم السبت الماضي إلا أن الحركة أعلنت عن تأجيله بسبب زيارة رئيس السلطة الفلسطيينة محمود عباس إلى دمشق الأسبوع الماضي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.