تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

26 أيـار يـوم سـوريٌ للتـاريـخ..

مصدر الصورة
أرشيف

أكثر من عشر سنوات مضت، وسورية ما تزال تواجه بقوتها الذاتية وبدعم الحلفاء، الحرب الدولية الإرهابية عليها!

دفعت سورية ثمنا كبيراً جداً خلال هذه الحرب المستمرة، وما تزال صامدة تواجه التحديات! أجل النصر هكذا؛ لا انتصار بدون أثمان، فكيف إذا كانت الحرب ضد أعتى قوى الشر والاستعمار والكفر في العالم..؟!

بعد عقد من الحرب والقتل والدمار ضد سورية، أفلس أعداؤها وخصومها؛ صار مخجلاً لهم جميعاً.. وصار مكشوفا لشعوب العالم كله أنهم كاذبون مخادعون مجرمون منافقون؛ سورية لم تكن تشكّل تهديداً لأحد منهم.. كما لم يكن قصدهم أبداً مساعدة الشعب السوري؛ من يساهم في تدمير منشآت هذه البلاد وتخريبها وقتل أبنائها ليس فاعل خير أبداً ولا يمكن أن يكون!

بعد عقد من الحرب على سورية، يمكن للجميع أن يقف ويتذكر كيف بدأت الأحداث وكيف تطورت وماذا ادعى الأعداء وأدواتهم وماذا قالت سورية دفاعاً عن نفسها في وجه كل الظلم والتجني... وأين وصل الجميع.. وأين هم يقفون الآن؛

يآآآآه كيف صمدت سورية.. كيف صمد شعبها.. كيف صمد جيشها الباسل.. كيف صمدت قيادتها ورئيسها في وجه كل السهام والحراب والسيوف والظلم والتجني..!

تدور في ذهني كلمات عديدة، بعضها يؤلمني وبعضها يجعلني أتساءل عن حقيقية وجود ما تشير إليه النخوة العربية، أو إغاثة الملهوف، أو انصر أخاك ظالما أو مظلوماً؛ لم أجد في واقع العرب أكثر من نكران الجميل والغدر والخيانة.. ومع ذلك مازالت سورية قلب العروبة النابض الذي أدماه العرب، تنبض بالعروبة وتعزف لحن الاستقبال لجميع العرب رغم كلّ أوجاعها وآهاتها..!!

بعد عقد من الحرب عليها.. ها هي سورية تنهض من جديد وإلى جانبها بعض الأشقاء الذين لم يتخلوا عنها في الملمّات، وبعض الأصدقاء الذين ساندوها ضد الحرب الكافرة عليها وما زالوا يفعلون.. ها هي سورية تجدد شبابها وآمالها وطموحاتها وتُسقط كل من حاول اقتيادها إلى حيث لا تريد ولا مصلحة لها..

ولي هنا أن أقتبس من قصة صغيرة جرت معي قبل أيام، حيث التقيتُ في مخيّم "الوافدين" للنازحين السوريين من الجولان العربي السوري المحتل، امرأة في نهاية السبعينات من عمرها. جرى الحديث عن الجولان المحتل وذكرياتٍ تركتها المرأة هناك؛

سألتُ أم خالد هل تعودين إلى الجولان إن تم تحريره الآن؟ ردّت بجواب كالصاعقة "برجع مشو.. بمشي مشو ع أرضنا.. البطيحة بقلبنا".

سألتها ثانية هل تتوقعين عودة الجولان؟ فقالت المرأة الجولانية بحزم: "أكيد.. بهمّة جيشنا ورئيسنا الله يحميّن بدّا ترجع ونرجع لأرضنا".

سألتها ثالثة هل ستنتخبين الرئيس يوم 26 أيار، فقالت بصوت فيه نبرة من أنضجتها السنين: "يامّا.. احنا بالفطرة منحب الرئيس.. ورايدينو يبقى رئيسنا وسندنا.. يامّا.. شايفينو شو تحمّل وشايفين غيرو شو عملوا".

الشعب السوري الذي واجه وصمد وحمى ظهر جيشه ومدّه بالعزم والقوة، وأعطى قيادته المدد الذي مكّنها من الصمود، سيتصرف "على فطرته" بعد أيام لتنطلق البلاد في مرحلة إعادة الإعمار والبناء والتقدم.. ولتعود سورية لممارسة دورها الحضاري الكبير؛ 26 أيـار يـوم سـوريٌ للتـاريـخ..!!

بـديـع عفيـف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية- خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.