تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عـالمُ عـدم اليقين..؟!!

مصدر الصورة
عن الانترنيت

 

     كثيرة هي التحليلات التي تحاول قراءة مستقبل العالم والعلاقات الدولية بناء على معطيات الحاضر، أو تجارب الماضي، أو اعتماداً على مصادر معينة تزعم أنّ لديها أسرار اليوم ومفاتيح الغد الآتي. لكنّ العالم بات يعيش حالة من انعدام الرؤية والضبابية والتخبط لم يسبق لها مثيل، تجعل من الصعب الحديث عن أي احتمال بقدر معيّن من اليقين، لاسيما مع وجود قادة من زمرة ترامب وإردوغان.

من يعود إلى تحليلات وقراءات المحللين والباحثين وحتى العرافين في العام الماضي؛ أي قبل انتشار فيروس كورونا، يستطيع بسهولة إدراك كم كانت في مجملها بعيدة عن الواقع، وقاصرة وقصير النظر، وجاهلة بما حدث وسيحدث. العالم كله اليوم مريض بمرض خطير أعراضه كثيرة؛ كورونا عرَضٌ من الأعراض؛ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرَض خطير أخر، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عرض خطير آخر من أعراض المرض الذي يصيب العالم؛ المرض الأساسي الذي يصيب العالم  ويفتك به هو "تلوّث الفطرة البشرية" السليمة الطيبة التي فطرنا الله عليها؛

هذا التلوث يقود إلى سيطرة النزعة الأنانية والفردية والطمع والجشع، يقود إلى العدوان، إلى الحروب، إلى طغيان الشرّ على الخير؛ الأنانية الطاغية على الكثيرين من قادة العالم وحبّ التسلّط والسيطرة لا تترك مجالاً للآخرين للعيش بكرامة واحترام، لا تترك مجالاً لهم غير المواجهة والدفاع عن حق الحياة والعيش، وهذا ما يُفرح أسياد الجشع والهوس بالحروب والقتل والدمار ليشبعوا نزواتهم وأنانيتهم؛ إنها "مهزلة" مؤلمة ومدمّرة عندما يقود العالمَ أشخاصٌ مريضون بالكذب والنفاق مثل ترامب وإردوغان، يستطيعون أن يزوروا الحقائق ويقلبوا الوقائع وينسفوا القيم والمبادئ للبقاء على كراسي سلطانهم، ويبقون.

إنّ السؤالَ يصبحُ ضرورياً إن كان أشخاص مثل ترامب وإردوغان يدركون أنهم يكذبون أم أنهم يطلقون على أكاذيبهم توصيفات أخرى، إيجابية، مثل "الفهلوية" و"الشطارة" أو "الذكاء" أو "مهارات القيادة"..؟! أياً يكن فإنّ المشكلة الحقيقية هي أنّ مثل هؤلاء الأشخاص يتحكمون بمصير العالم ويقودونه، مثل كورونا، نحو الدمار والجحيم والمجهول واللايقين.

ولذلك، عندما أعلِن عن إصابة الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا، هدأت المخاوف وخفّت الضغوطات، وبدا، وكأن العالم أخذ نفساً عميقاً، وارتاح قليلاً من صداعٍ موجعٍ مؤلم. ولكن العالم لم يرتح من أطماع إردوغان وحروبه وأكاذيبه منذ أكثر من عقد من الزمن؛ العدوان على سورية والعراق وليبيا وأرمينيا، وغيرها من البلدان؛ لا تتوقف آلة الكذب ولا الحروب والاعتداءات الإردوغانية عند حدّ..!!

والمعضلة هي، في العالم الذي اختار هؤلاء ووضعهم في المقدمة، مما سهّل استمرارهم في ممارسة سياسات تدميرية لا تتوقف عن اقتراف الشرور، وفي قيامهم بوضع العالم نفسه على سكّة التهوّر دون كوابح؛ هذا العالم، يُبقي هؤلاء في مواقع القرار والنفوذ والتسلّط ويساعد على جلب آخرين مثلهم  ليشاركوهم القيادة نحو المجهول.. أو ليخلفوهم في ذلك.. تباً لهم..؟!!

                                                                             بـديـع عفيـف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.