تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الرئيس الأسد أمام أعضاء مجلس الشعب: الانتخابات محطة تاريخية كتب شعبنا تفاصيلها بأقلامه الناخبة وإرادته وتحديه وتؤكد تصميمه على الالتزام بالاستحقاقات الدستورية

مصدر الصورة
SANA

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن انتخابات مجلس الشعب تشكل محطة تاريخية من محطات الحرب كتب شعبنا تفاصيلها بأقلامه الناخبة وإرادته وتحديه وتؤكد تصميم الشعب السوري على الالتزام بالاستحقاقات الدستورية والوفاء للدماء الزكية والأرواح الطاهرة.

وقال الرئيس الأسد في كلمة له اليوم أمام أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث إن الانتخابات التي خضتموها مؤخراً مختلفة فبالرغم من وباء كورونا وتأثيره في إحجام البعض عن المشاركة كان هناك تعدد للوائح ومنافسة حقيقية وهذه المنافسة حراك وطني وأي حراك وطني حراك إيجابي لأنه يعبر عن الالتزام الوطني.

وأوضح الرئيس الأسد أن “قانون قيصر” ليس حالة منفصلة أو مجردة عما سبقه من مراحل الحصار وأن الرد عملياً على الحصار يكون بزيادة الإنتاج والاعتماد على الذات مؤكداً أنه لا يمكن للوطن أن يصمد وهو ينهش من قبل الإرهابيين وينهب من قبل الفاسدين، وأنه لا فرق بين إرهابي محلي أو مستورد أو جندي صهيوني أو تركي أو أمريكي فكلهم أعداء على أرضنا.

وشدد الرئيس الأسد على أن الجولان باق في قلب كل سوري شريف، لا يغير من وضعه قرار ضم من حكومة كيان صهيوني أو نظام أمريكي لا أخلاقي، وحقنا في عودته لا ينفصل عن حقنا في تحرير كل أراضينا من الإرهاب.

وفيما يلي النص الكامل للكلمة:

كان من المفترض أن تعقد هذه الجلسة تحت قبة المجلس كما جرت العادة لكن ضرورة التباعد المكاني فرضت علينا أن نختار مكاناً آخر لعقد هذه الجلسة، فأرحب بكم في قصر الشعب، وأبارك لكم الفوز وأتمنى لكم التوفيق في مهامكم.

السيد رئيس مجلس الشعب، السيدات والسادة أعضاء المجلس:

عشر سنوات من الحرب الشرسة المتواصلة، دماء غزيرة ومحطات كثيرة يربط بين كل عناصرها وطن وشعب ودستور، فمحاولات إسقاط الوطن وإلغاء السيادة وتفتيت الشعب وضرب المؤسسات يحققها دستور، ويمنعها آخر، ولأنه منعها وأفشلها في سورية فقد شنت عليه الحرب، ولأنه يرمز للوطن والشعب والسيادة والكرامة والوجود فقد سالت من أجله ودفاعا عنه الدماء، وتصميم الشعب على الالتزام بالاستحقاقات الدستورية توقيتا ومشاركة هو أيضاً دفاع عن الدستور وما يرمز إليه، وهو وفاء لتلك الدماء الزكية والأرواح الطاهرة، وانتخاب مجلسكم الكريم يأتي في السياق نفسه فهو يشكل محطة تاريخية من محطات الحرب كتب شعبنا تفاصيله بأقلامه الناخبة، بإرادته، بتحديه، هذا يعني أن مسؤوليتكم في هذه الظروف هي أيضاً مسؤولية تاريخية تحملون فيها المهام الجسام، تدافعون عن مصالح الشعب وتحققون طموحاته.

الانتخابات التي خضتموها مؤخراً مختلفة فبالرغم من وباء كورونا وتأثيره في إحجام البعض عن المشاركة كان هناك تعدد للوائح ومنافسة حقيقية

وأضاف الرئيس الأسد: لا شك أن الانتخابات التي خضتموها مؤخراً هي انتخابات مختلفة كثيراً عن كل ما سبقها، والدليل، الضجيج الذي أثير حولها، خلالها وبعدها، وما زلنا نسمع الأصداء حتى اليوم، فبالرغم من وباء كورونا وتأثيره في إحجام البعض عن المشاركة في الانتخابات وتقييد المرشحين في نشاطهم الانتخابي خلال الحملة، مع ذلك كان هناك تعدد للوائح، وكانت هناك منافسة حقيقية لم نشهدها سابقاً وهذه المنافسة هي حراك وطني، وأي حراك وطني هو حراك إيجابي لأنه يعبر عن الالتزام الوطني، ولكن عندما نقول إن هذا الحراك كان حراكاً إيجابياً فهذا لا يعني أنه يخلو من السلبيات، وقد تكون هذه السلبيات كثيرة وقد تكون ضارة، وسمعنا الكثير من الكلام والانتقاد حول المعايير وحول التدخلات وحول المال السياسي وكثير من الاشياء الأخرى التي سمعناها معاً وقد يكون جزء من هذه الاشياء هو أشياء صحيحة ولو بجزء منها، فإذا كان هناك سلبيات وكان هناك ضجيج، فأين هي الإيجابية في هذا الحراك، الإيجابية الأهم هي أن هذا النوع من التجارب يجعلنا نرى مشاكلنا وسلبياتنا على الواقع وبشكل حقيقي وصادق.

وقال الرئيس الأسد: ومن صفات هذه المنطقة ربما العربية والشرق أوسطية أنها تعيش في كثير من الأحيان في حالة إنكار، انكار للمشاكل وإهمال للمشاكل، وبالتالي تبقيها من دون معالجة، رأينا بشكل واضح الأمراض الاجتماعية التي يتحدث عنها الكل الآن، رأينا بشكل واضح الخلل ربما في القوانين وربما بشكل أكبر في الإجراءات المتعلقة بالانتخابات، فإذاً الإيجابي هو الدرس إن استخلصنا هذا الدرس عبر الحوار، يجب أن نبدأ الحوار بعد الانتخابات، لا أن يتوقف الحوار حول ما طرح في الشارع بنهايتها، نبدأ الحوار من أجل أن نصل إلى ضوابط، هذه الضوابط قد تكون قوانين وتشريعات، قد تكون قرارات، وقد تكون إجراءات إدارية مختلفة، هذه الضوابط هي التي تحد من التصرفات الخاطئة بالرغم من أن فكرة التصرف الخاطئ هي تقييم ذاتي، ما يراه شخص خاطئاً يراه شخص آخر صحيحاً، مع ذلك من خلال الحوار نتفق على أشياء تعبر عن إجماع وتتحول إلى ضوابط قانونية، هذه الضوابط هي التي تمنع الأمراض الاجتماعية وهي التي تسمح بالمنافسة الانتخابية مع الحفاظ على تكافؤ الفرص، لذلك هناك من يقول اليوم إن ما حصل من منافسة خطوة باتجاه الأمام، وهذا صحيح، وهناك من سيقول إن السلبيات التي حصلت هي خطوة إلى الخلف، وأيضاً هذا الكلام صحيح، الحقيقة من يحدد خطوة إلى الأمام أو خطوة إلى الوراء هو الاستفادة من هذا الدرس والوصول إلى الضوابط، لذلك الكثير من النقد والكثير من الغضب الذي لمسناه وسمعناه ورأيناه هو شيء إيجابي، ولكن عندما نحوله إلى حلول تطور هذه التجربة الوطنية.

الخطط الناجحة تنطلق من الرؤى الاستراتيجية ولمجلسكم دور محوري في الحوار وجسر مهم بين المواطن والسلطة التنفيذية

وتابع الرئيس الأسد: السيدات والسادة، إذا كانت الحرب تفرض نفسها على جدول أعمالنا فذلك لا يعني أن تمنعنا من القيام بواجباتنا، وإذا كان الدمار والإرهاب يفرضان العودة إلى الوراء بشكل عام فهذا لا يمنعنا من التقدم إلى الأمام في بعض القطاعات لنكون في وضع أفضل مما كنا عليه قبل الحرب، وهذا ليس كلاماً إنشائياً، هذا كلام واقعي وممكن جداً، صحيح أن الحروب تفرض استهلاك كل الطاقات لصالحها، لكن قوة الشعوب بالتأقلم مع الظروف وتطويعها لصالحها لا بالاستسلام لها، وبمقدار ما تدفعنا الحرب والحصار إلى الوراء بمقدار ما علينا أن نتقدم إلى الأمام ونحن قادرون على ذلك ولو ببطء، وعلينا ان نضع في الاعتبار أن الفوز في الحرب لا يقتصر على خوضها عسكرياً واقتصادياً ومعنوياً، بل أيضاً تخطيطياً وتنظيمياً وإدارياً، والخطط الناجحة تنطلق من الرؤى الاستراتيجية السلمية التي لا يمكن الوصول إليها دون حوار بناء داخل المؤسسات وخارجها، ولمجلسكم دور محوري في هذا الحوار.

وقال الرئيس الأسد: المجلس هو الجسر الأهم بين المواطن وبين السلطة التنفيذية، هذه بديهيات وبالتالي نجاح المجلس ونجاح أعضاء المجلس مرتبط بالعلاقة الوثيقة بين الجهتين، العلاقة مع المواطن تهدف أولاً إلى فهم المشكلات، المعاناة، التحديات والهواجس والطموحات التي يفكر بها المواطن وبالوقت نفسه أن نشرح لهذا المواطن ما هي السياسات وما هي القوانين وما هي مبررات ما نقوم به سواء في السلطة التشريعية أو في السلطة التنفيذية، أما العلاقة مع السلطة التنفيذية فهي دستورياً تتلخص بالرقابة والمحاسبة، لكن الرقابة تبقى قاصرة إن لم ترتبط بفهم كل تفاصيل الخطط التي تطرحها السلطة التنفيذية، وهذا الفهم مرتبط بالحوار بمعنى، ربما يأتي أي مسؤول ويطرح أمامنا خطة رائعة، خطة مثالية، نذهب إلى التطبيق بعد عدة أشهر أو بعد عدة سنوات نرى أن النتائج متواضعة أو أن النتائج ربما تكون قريبة من الصفر، لماذا لم نر هذه الأمور منذ البداية، لأن هناك أسئلة كثيرة تسأل، لم نقم بها وربما لم نقم بالحوار من الأساس، هل الأدوات متوافرة لهذه الخطط، هل الزمن واقعي لهذه الخطط، هل هناك وزارات أو مؤسسات أخرى تؤثر في تنفيذ هذه الخطط، وبالتالي عندما تقصر مؤسسة واحدة تؤدي إلى تقصير كل المؤسسات المعنية، هل هناك ظروف خارجية تؤثر في هذه الخطط كما هو الوضع اليوم، كل هذه الأشياء وأسئلة كثيرة أخرى هي التي تساعدنا على توقع مقدار نجاح هذه الخطة أو عدم نجاحها، والأهم من ذلك تساعدنا على المتابعة الموضوعية، ولاحقاً عندما يحصل تقصير نستطيع أن نحدد بدقة سبب التقصير ومن هو الجانب أو الشخص أو المسؤول المقصر.

الخلل بالتشريعات يضر بالمؤسسات ويهز ثقة المواطن بها ويضعف المعنويات ويزعزع الاستقرار

وقال الرئيس الأسد: عملياً بهذه الطريقة نتحول من انتظار النتائج إلى استباق النتائج، وبالتالي نختصر الزمن، نختصر الزمن على الوطن وعلى المواطن ويتحول المجلس من مجرد رقيب ومحاسب إلى شريك في عملية التنمية.

وأضاف الرئيس الأسد: أما الجانب التنظيمي والإداري فهو يستند إلى التشريعات السليمة، والتشريعات هي في صلب عمل مجلسكم، يستند إلى التشريعات السليمة التي تنظم العلاقة بين مؤسسات الدولة وبين المؤسسات والمواطنين، وهي التي تخلق تكافؤ الفرص والعدالة وبالتالي تعزز الانتماء للوطن، أي خلل في التشريعات، ومع كل أسف الخلل واسع جداً، سوف يؤدي إلى خلل في عمل أي مسؤول مهما كان جاداً ومخلصاً، فإذا افترضنا أن هذا المسؤول مخلص وشريف ولا توجد نوايا للفساد، فكل مسؤول يأخذ القرار بطريقته، وبالتالي حالة واحدة قد تنتج قرارات متعددة، العشرات من القرارات، وهذا بأحسن الأحوال يخلق الفوضى، أما إذا كانت هناك نوايا للفساد فستكون النتيجة هي انتشار الفساد.

وتابع الرئيس الأسد: هذا الخلل بالتشريعات يضر بالمؤسسات ويهز ثقة المواطن بها و

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.