تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إعادة انتخاب ترامب بالميزان

مصدر الصورة
عن الانترنيت

عاطف الغمري

الأزمات التي أشعلتها كورونا، ثم الفوضى العنصرية، وما يترتب عليهما، أصبحت كل منهما تحمل صوتاً مستجداً، في انتخابات الرئاسة المقبلة

دون سابق إنذار، تداخلت أزمة فيروس كورونا مع اتساع دائرة الفوضى العنصرية، ليشكلا معا طرفين، يمكن أن يؤثرا في نتائج انتخابات الرئاسة في نوفمبر 2020، عن كل طرف منهما عناصر مكملة، ربما تغير من التوقعات المستقرة حتى أشهر قليلة مضت.

ولا يمكن الجزم بأن هذه الأطراف المستجدة، يمكن أن تقلب كلية الميزان الانتخابي لغير صالح ترامب، لأننا اعتدنا في الانتخابات الرئاسية، أن تطرأ أحداث قد تغير الصورة، لكن ما جرى سوف يقتص من ترامب بعضاً - أياً كان حجمه - من قوة الدعم الانتخابي له.

قبل حوالي أربعة أشهر، ظلت استطلاعات الرأي، ترجح كفة فوزه في الانتخابات القادمة، ولم تكن نسبة الرافضين له، تزيد على 40% أو ما فوقها بقليل، ثم تفجر العنف العنصري في الأيام الأخيرة، لنجد استطلاعات صحفية تذكر أن نسبة عدم الرضا على أداء ترامب، وصلت إلى 54%.

عندئذ تردد تساؤل ملح من جانب بعض المحللين هناك، عن موقف الحزب الجمهوري، الذي يترشح ترامب تحت رايته، وهو: هل يراهن الحزب على ترامب، في مواجهة تحولات داخلية أساسية جرت في الفترة الأخيرة؟.

هذا التساؤل دعا إلى ظهور نوع من التمرد الجمهوري - وإن كان محدوداً حتى الآن - عندما أعلنت السيناتور الجمهورية عن ألاسكا، بأنهم يجدون صعوبة في تحديد ما إذا كان عليهم دعم إعادة انتخاب ترامب مرشحاً عن الحزب الجمهوري.

ثم لحق بذلك تصاعد غضب عدد من حكام الولايات، الذين اعترضوا على قرار ترامب بنشر الحرس الوطني، وإنزال عسكريين إلى الشوارع، متعللين بأن القانون لا يعطي ترامب الحق في اتخاذ هذه الإجراءات إلا بموافقة حكام الولايات، استناداً إلى الدستور، الذي يقر استقلالية الولايات المتحدة.

ويتوقع البعض أن ينعكس موقف الحكام، على اختيارات الناخبين في ولاياتهم، خاصة بالنسبة للأصوات المتأرجحة، للذين لا يحدد أصحابها موقفهم إلا في اللحظات الأخيرة.

وإذا تأملنا دور الطرفين المستجدين - كورونا والفوضى العنصرية - فسنجد أن جائحة كورونا كشفت عن أن أمريكا هي الدولة الأكثر إصابة، حيث تزيد نسبة الإصابة 15% عن الصين، وتزيد ست مرات عن إيطاليا وإسبانيا. وهناك اتفاق عام بين المراكز الطبية المتخصصة، على أن إدارة ترامب تصرفت ببطء، في التصدي للوباء، وما تكشف عن ضعف المنظومة الطبية المكلفة بمواجهة مثل هذا الوباء، من نقص في أعداد المستشفيات، والأطباء، وأطقم الرعاية الصحية، وتخفيض ميزانيتها، مع غياب استراتيجية واضحة لحماية صحة المواطنين، حتى إن بعض الصحف وصفت تصرف أمريكا تجاه الفيروس على أنه الأسوأ في العالم.

بعض الأمريكيين يتندرون على مقولة ترامب، أنه رئيس زمن حرب، وأن العدو هو كورونا. وقالوا إنه لم يجهز أدوات خوض هذه الحرب، بحيث إن الوفيات في أمريكا من كورونا، تجاوزت 100 ألف أمريكي، وهم يزيدون على قتلاها في الحروب من كوريا، وفيتنام، وأفغانستان، والعراق، مجتمعة.

ويرتبط بهذا الطرف، الوضع الاقتصادي الذي كان من قبل داعماً لترامب لدى الرأي العام، بينما الاقتصاد الآن، هو في أسوأ حالاته منذ الكساد الكبير في أعوام 1929 - 1933، وارتفاع عدد العاطلين إلى 40 مليون متعطل.

وحين نتأمل حالة الطرف الثاني، وهو تداعيات الفوضى العنصرية، فإن الاحتجاجات التي سادت أنحاء البلاد، تتوجه بأصابع الاتهام لإدارة ترامب، وبمسؤوليتها عن العنف الذي تمارسه الشرطة، دون أن يكون هناك ردع قانوني لتجاوزاتهم.

وكذلك مسؤولية ترامب عن صعود اليمن العنصري، نتيجة مواقفه ضد هجرة الأقليات الجنسية والعرقية، ومطالبته بطردهم من أمريكا، وهؤلاء يحملونه عدم الالتزام بوعوده، عندما ألقى خطاباً في بداية حملته الانتخابية عام 2016، بإنهاء الجريمة والعنف، ثم لم يجدوا منه تنفيذاً لوعوده، حتى وصل الأمر إلى نشر مقال لأحد الكتاب الأمريكيين يقول فيه إننا نعيش في دولة فاشلة.

تلك مقولة أجملت أساليب التعامل مع كافة المواقف لإدارة ترامب تجاه مجمع الأزمات، التي أشعلتها كورونا، ثم الفوضى العنصرية، وما يترتب عليهما، أصبحت كل منهما تحمل صوتاً مستجداً، في انتخابات الرئاسة المقبلة.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.