تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الرئيس الاسد " نواجه الآن حرباً حقيقية ولا نحتاج لنصائح من بلدان العبودية

مصدر الصورة
SNS

محطة أخبار سورية

 

قال الرئيس بشار الاسد ان بلاده تواجه الآن حرباً حقيقية والتعامل مع الحرب أمر يختلف عن التعامل مع القضايا الداخلية ، خطاباً ركز الاسد في جله على الازمة التي تعيشها بلاده من اكثر من 15 شهراً ، مشدداً على ان جزء كبير من هذا الازمة نتيجة لدور بعض الدول التي لا يزال الحاكم فيها حاكماً للشعب والوطن .

وأضاف الرئيس الأسد في خطاب له في مجلس الشعب (البرلمان) بمناسبة دوره التشريعي الأول "  بعد سنة ونيف على بدء الأزمة تتضح الأمور وتنزع الأقنعة.. فالدور الدولي فيما يحصل معرى أساساً منذ عقود والاستعمار يبقى استعماراً وانما تتغير الأساليب والوجوه والدور الإقليمي فضح نفسه بنفسه.. وبعد كل الدماء الزكية التي سفكت نحن بحاجة إلى الكثير من العقل وبحاجة لنتعلم من الشعب الذي ننتمي إليه والذي تمكن من فك رموز المؤامرة منذ بدايتها ".

 

وأكد الرئيس الأسد في كلمته التي استمرت نحو 70 دقيقة على أن " العملية السياسية تسير إلى الأمام ولكن الإرهاب يتصاعد ، ولان عملية سياسية لا ترتكز على الحالة الشعبية هي عملية ليس لها قيمة من الناحية الشعبية ومنذ اليوم الأول كنا نعرف أن المسار السياسي لن يؤدي إلى حل لكن قمنا به لأن الشعب السوري يحتاجه بغض النظر عن الأزمة".

 

وأضاف الرئيس الأسد" أبواب سورية مفتوحة لكل من يريد إصلاحاً حقيقياً وحواراً صادقاً وقلوبنا مفتوحة لإشراك كل سوري صادق في مسيرة النهوض بالدولة وسورية التي تسير إلى المستقبل رغم الجراح هي سورية الحاضنة لكل أبنائها مهما اختلفت الآراء اذا ما بقي الاختلاف سلمياً وديمقراطيا ولاجل الوطن وليس عليه".

 

وأشار الرئيس الأسد إلى "عدم الفصل بين العملية السياسية والإرهاب خطأ كبير يعطي شرعية للإرهاب مؤكداً أن الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية أمر أساسي للوصول إلى حل للأزمة".

 

ووصف الاسد  الظروف التي تمر بها سوريا " بالدقيقة تقتضي منا المزيد من الجرأة والصلابة والشعور بالمسؤولية بالإصلاحات نصد جزءاً كبيراً من الهجمة على سورية ، وان الظروف الدقيقة التي يمر بها بلدنا تقتضي منا المزيد من الجرأة والصلابة والشعور بالمسؤولية ".

 

 

وطالب الأسد نواب قيامهم بالدور الامثل " قيامكم بمهامكم التشريعية والرقابية لا يمكن أن يتم على الشكل الأمثل من دون امتلاك رؤيا تطويرية واضحة واتضاح هذه الرؤيا بحاجة لعاملين.. الحوار البناء والتواصل مع المواطنين مؤكداً أن التركيز على الدور الرقابي للمجلس لا يجوز أن يغفل دوره التشاركي مع السلطة التنفيذية".

 

وأكد الرئيس الأسد أن" إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها وجه صفعة لهؤلاء الذين أرادوا لسورية أن تنغلق على ذاتها وتغرق بدماء أبنائها وتعود عقوداً إلى الوراء".

 

ولفت الرئيس الأسد إلى أن "التواصل بين المسؤول سواء كان في السلطة التشريعية أو في السلطة التنفيذية هو حاجة للمواطن كي ينقل همومه ولكن هو حاجة أكبر للمسؤول لأن نجاح المسؤول في أي سلطة سواء كانت تشريعية أم تنفيذية مرتبط بشكل مباشر وله صلة وثيقة بعلاقته مع المواطن وقدرته على التفاعل مع هذه العلاقة وقدرته على استخلاص الأفكار والخطط والرؤى المنبثقة من طموحات وطروحات المواطن وحاجته لحياة أفضل".

 

وقال الرئيس الأسد" إذا كان المواطن هو الهدف بالنسبة لنا فلابد أن يكون هو المنطلق وإذا كنا نعمل من أجله وكانت الغاية هي مصلحة المواطن فلابد أن يكون رأي المواطن هو البوصلة التي نسترشد بها".

 

وأضاف الرئيس الأسد "عندما نتحدث عن الدور الرقابي للمجلس.. وهو أهم دور يقوم به على السلطة التنفيذية فالرقابة لا تبدأ مع التقصير الذي يقوم به المسؤول التنفيذي بل هي تبدأ بالتخطيط وتكتمل عندما يكون هناك تقصير أو خلل ما وعندما تبدأ السلطة التنفيذية بالتخطيط لابد أن يكون هناك حوار مباشر بينها وبين السلطة ".

 

وتوجه الرئيس الأسد إلى أعضاء مجلس الشعب بالقول" اليوم تبدؤون دوركم التشريعي في مرحلة مفصلية تتجاوز خطورتها ما واجهته سورية منذ جلاء المستعمر الفرنسي.. وهذا يتطلب منكم دورا استثنائيا للتعامل مع قوتين متعاكستين.. الأولى تدفع للوراء بما تحمله من محاولات لإضعاف سورية وانتهاك سيادتها ومن قتل وتخريب وجهل وتخلف وارتهان البعض للخارج.. والثانية تدفع باتجاه الأمام بما تحمله من تصميم على الإصلاح تجلى بحزمة القوانين والدستور الجديد التي وسعت المشاركة الشعبية في إدارة شؤون الوطن".

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إذا كان الوقوف في وجه الهجمة الإقليمية والعالمية على بلدنا ليس بالمهمة السهلة فإن التأقلم مع الإصلاحات وتعزيزها ليس بالعملية السهلة أيضا.. بهذه الإصلاحات نصد جزءاً كبيراً من الهجمة علينا ونبني سدا منيعا في وجه الأطماع الإقليمية والدولية ونجاحنا في ذلك يعتمد على استيعابنا لمتطلبات الإصلاح على المستويين الرسمي والشعبي".

 

وأكد الاسد على ضرورة تنفيذ الاصلاحات "بالإصلاحات نصد جزءاً كبيراً من الهجمة على سورية ونبني سداً منيعاً في وجه الأطماع الإقليمية والدولية، ومن حق هذا الشعب علينا وهو الذي أثبت قدراته باختبارات وطنية فائقة الصعوبة ونجح فيها أن نرتقي بأدائنا إلى مستوى وعيه وصلابته".

 

وتابع الرئيس الأسد" لقد قمنا منذ الأيام الأولى للأزمة بالإعلان عن خطوات سياسية واضحة نعزز بها عملية التطوير من خلال توسيع المشاركة الشعبية ونقطع بها الطريق على كل من حاول الاختباء تحت عناوين الإصلاح واستغلال الأحداث لأهداف غير شريفة وغير وطنية.. وقد تم إنجاز هذه الخطوات ضمن الجدول الزمني المعلن بعكس توقعات الخصوم والأعداء الذين شككوا بصدق نوايانا.. ورغم إنكار ما تم تحقيقه في المجال السياسي من قبل القوى الخارجية والداخلية التي راهنت على الأزمة ورغم المحاولات المستمرة لإفشال العملية السياسية لم نتوقف عن القيام بما أعلناه وبدأنا به فكان صدور القوانين وإجراء انتخابات الإدارة المحلية ومن بعدها الاستفتاء على الدستور ردا على تلك المحاولات".

 

وقال الرئيس الأسد" لقد أدمت هذه الأحداث الوطن واستهلكت الكثير من رصيده ماديا ومعنويا وأخلاقيا، وإن مجمل المشكلة هو خلاف صرف بين أطراف سورية وأن ما يجري على الأرض هو حراك سلمي خالص وأن أي عنف يقع فمصدره الدولة وقد طرح البعض هذا الطرح بخبث وسوء نية.. والبعض الآخر بسذاجة وعدم معرفة وتأثر بالتزوير الإعلامي ".

 

ولفت الرئيس الأسد إلى أن "الشعب احتقر ونبذ إلى غير رجعة من وضع جسده في الداخل وقلبه وعقله في الخارج وبالمقابل كان هناك من يسعى إلى طرح الأفكار بهدف الوصول إلى حل منذ البدايات وقد ارتكز البعض منها على انفعال عاطفي في أزمة خطط لها بالعقل في حين استند البعض الآخر إلى معلومات متداولة من دون تدقيق في أزمة أسس لها على قاعدة متينة من التزوير مشيرا إلى أننا نقدر النوايا الطيبة لكن ما يحصل أكثر تعقيدا وأشد خطورة من أن نتعامل معه بتبسيط في التحليل أو بعاطفة انفعالية أو بطروحات طوباوية فبعد كل هذه الحقائق الصارخة في وضوحها وبعد كل تلك الدماء الزكية التي سفكت والأرواح البريئة التي أزهقت فنحن بحاجة للكثير الكثير من العقل".

 

وختم الاسد كل مواطن معني بالدفاع عن وطنه واذا تشابكت ايدينا فأنا اوكد ان انتهاء هذه الوضع قريباً بغض النظر عن التأمر الخارجي ، ولن نسمح للقادمين من خارج التاريخ ان يكتبوا شيء لم يكتبه التاريح وان يسمح السوريين لاحد ان يدمر وطنهم ، ونحن نريد ان نقدم لتلك الشعوب نموذجاً وان يكون المواطن هو شريكاً بدل من ان كون الحاكم هو حاكماً للشعب وبدل من النصائح التي تأتي الينا من بلاد العبودية
".

 

وكان الرئيس الأسد ألقى عدة خطابات منذ اندلاع الاحتجاجات في بلاده منذ 15 من اار العام الماضي ، الأول كان في مجلس الشعب وركز بشكل كبير على المؤامرة التي تواجهها سورية، أما خطابه الثاني فكان كلمة توجيهية للحكومة الجديدة التي شكلها عادل سفر خلفا لحكومة ناجي العطري، والخطاب الثالث تم إلقاؤه من مدرج جامعة دمشق أعلن فيه عن الحوار الوطني, فيما كان خطابه الاخير في 10 كانون الثاني الماضي على مدرج جامعة دمشق .

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.