تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أمريكا والصين.. المواجهة القريبة

مصدر الصورة
وكالات

مايكل. ت. كلاري *

إذا استمرت الأنشطة العسكرية من جانب الصين والولايات المتحدة في التسارع، فلن يمر وقت طويل قبل أن يتسبب جانب أو آخر عن عمد بوقوع حادث كبير.

التحركات الأخيرة للولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي الهادفة إلى إعادة نشر القوات البحرية على متن حاملة الطائرات «تيودور روزفلت» التي تعمل بالطاقة النووية، تشير إلى حملة للبنتاجون لإعادة تأكيد الهيمنة العسكرية الأمريكية في منطقة تزورها القوات الصينية بشكل متزايد.

كلا البلدين أرسلا سفناً مدججة بالسلاح إلى شرق وجنوبي بحر الصين فيما يمكن أن يطلق عليه عمليات «عرض القوة»، التي تهدف إلى إظهار القوة العسكرية وتثبيط مغامرة الجانب الآخر وهي ديناميكية يمكن أن تؤدي بسهولة إلى حادث ما، وسوء تقدير، وإلى دوامة محفوفة بالمخاطر تؤدي إلى حرب كاملة.

وبطبيعة الحال، فإن المبارزة الصينية الأمريكية في هذه المياه مستمرة منذ بعض الوقت. فمنذ أن طالبت الصين ببحر الصين الجنوبي كجزء من «مياهها الإقليمية» وحولت بعض الجزر المرجانية والجزر الصغيرة غير المأهولة هناك إلى قواعد عسكرية مصغرة- وهي خطوات اعتبرتها محكمة لاهاي الدولية غير شرعية- سعت واشنطن لإظهار رفضها لمزاعم الصين عن طريق إرسال سفنها البحرية بانتظام في ما يسمى ب«حرية عمليات الملاحة».

وعندما ظهرت جائحة «كوفيد- 19» لأول مرة في بداية هذا العام، انخرطت، حاملة الطائرات التي تحمل على متنها 4865 بحاراً، في عمليات خارجية لاستعراض القوة في غرب المحيط الهادئ.

وفي 27 نيسان، شوهدت المدمرة «ماك كامبل»، وهي سفينة من فئة «ارليغ بورغ» مسلحة بمجموعة من الصواريخ الحديثة، قبالة ساحل واي هاي في مقاطعة شاندونغ.

وفي 15 أيار، شوهدت «رافائيل بيرالتا»، وهي مدمرة أخرى من تلك الفئة، على بعد نحو 85 ميلاً قبالة ساحل شنغهاي. كما ظهرت السفينة القتالية الساحلية «يو إس إس مونتغمري» وسفينة الإمداد البحرية «يو إس إن إس سيزار تشافيز»، في مياه بحر الصين الجنوبي.

وأعلنت القوة التابعة لأسطول المحيط الهادئ التابعة للبحرية، أن جميع الغواصات التي تم نشرها في المقدمة شاركت في «عمليات الاستجابة للطوارئ»، وهو بيان غير معتاد للغاية حول عمليات نشر الغواصات الأمريكية لهيئة شديدة التكتم.

كل هذه التحركات هي جزء من جهد أكبر لإبلاغ بكين، أن الولايات المتحدة مستعدة عسكرياً بالكامل في غربي المحيط الهادئ، سواء أكان هناك فيروس تاجي أم لا. وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في 5 مايو/أيار: «إن منافسينا الاستراتيجيين يحاولون استغلال هذه الأزمة لمصلحتهم على حساب الآخرين»، وأضاف أنه بمواجهة السلوك الصيني العدواني في بحر الصين الجنوبي، فإننا نرسل رسالة واضحة إلى بكين بأننا سنواصل حماية حرية الملاحة والتجارة لجميع الدول، كبيرها وصغيرها.

ويبدو أن الصينيين يلعبون لعبة مشابهة، فقد كثف الصينيون من أنشطتهم البحرية قبالة تايوان، وهي خطوة أخرى من شأنها زيادة التوترات في غربي المحيط الهادئ.

وقد رافقت هذه التحركات تصريحات قاسية متزايدة من المسؤولين الصينيين. فقد حذر المتحدث باسم قيادة المسرح الجنوبي للجيش الصيني (التي تشرف على بحر الصين الجنوبي) الأمريكيين بأن الولايات المتحدة «تتعمد تعريض الأمن الإقليمي الصيني للمخاطر، وهذا يمكن أن يؤدي بسهولة إلى حادث غير متوقع».

وإذا استمرت كل هذه الأنشطة من جانب الصين والولايات المتحدة في التسارع بالشكل الذي شهدناه على مدى الشهرين الماضيين، فلن يمر وقت طويل قبل أن يتسبب جانب أو آخر عن عمد بوقوع حادث كبير مع خسارة كبيرة في الأرواح وربما الدخول في دوامة من التحركات التصعيدية وحرب جوية وبحرية واسعة النطاق في المحيط الهادئ، خاصة في هذا الوقت الذي ينتشر فيه الوباء والضيق الاقتصادي الناتج عنه.

* أستاذ فخري لدراسات السلام والأمن العالمي في كلية هامبشاير 2018

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.