تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الجيش الأمريكي يستعد للصين

مصدر الصورة
عن الانترنيت

فيجاي براساد *

في 1 نيسان الماضي، أبلغ الأدميرال فيليب ديفيدسون قائد قيادة منطقة الهند - المحيط الهادئ الأمريكية، الكونغرس الأمريكي، أنه يرغب في 20 مليار دولار لإنشاء طوق عسكري قوي يمتد من كاليفورنيا إلى اليابان وعلى طول الساحل الباسيفيكي في آسيا. وقد حمل طلبه عنوان «استعادة التميز»، وأشار إلى «التهديد المتجدد الذي تواجهه أمريكا من منافسة القوى العظمى، ومن دون وجود رادع تقليدي صالح ومقنع، سيتم تشجيع الصين وروسيا على اتخاذ إجراءات في المنطقة لتحل محل المصالح الأمريكية».

وفي كانون الثاني 2019، أبلغ وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان المسؤولين العسكريين الأمريكيين أن المشكلة هي «الصين، الصين، الصين».

السناتور توم كوتون (جمهوري من أركنساس) أكد أن برنامج التحديث العسكري الصيني خلق «فجوة صاروخية» لصالح الصين. ففي مارس 2018، سأل كوتون الأدميرال هاري هاريس، قائد قيادة المحيط الهادئ الأمريكية عن صواريخ الصين فقال هاريس للكونغرس: «نحن في وضع غير مواتٍ فيما يتعلق بالصين اليوم، بمعنى أن الصين لديها صواريخ باليستية أرضية تهدد تمركزنا في غرب المحيط الهادئ وكذلك سفننا». ولتصحيح هذا الأمر، اقترح هاريس أن تخرج الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (INF)، التي وقعها ترامب في أوائل عام 2019. وفي آب 2019، اختبرت الولايات المتحدة صاروخًا متوسط ​​المدى، ما يشير إلى أن نواياها سبقت انسحابها من(INF).

ويرى كوتون أنه «يجب على الولايات المتحدة البدء في إنتاج الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، والتي يجب نشرها على قواعد في أراضي جوام الأمريكية وعلى أراضي حلفاء الولايات المتحدة؛ لتهديد الصين بشكل مباشر، لأن بكين تخزن آلاف الصواريخ التي يمكنها استهداف حلفائنا وقواعدنا وسفننا ومواطنينا في جميع أنحاء المحيط الهادئ».

الولايات المتحدة استخدمت مفهوم «فجوة الصواريخ» من أيام جون كينيدي خلال حملته الرئاسية لعام 1958.

الأدميرال ديفيدسون تحدث في مركز أبحاث في واشنطن عن «قوة الصين». في عام 2015، ذاكراً سلفه هاري هاريس الذي كان يمازحه بالقول إن الجزر الواقعة قبالة سواحل جمهورية الصين الشعبية عبارة عن «سور الرمال العظيم» لكنها الآن أصبحت «سور الصواريخ الصيني العظيم»، في إشارة إلى صواريخ الأرض جو.

وفي نيسان 2020، وجد معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن الميزانية العسكرية للولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 5.3 في المئة عن العام السابق لتصل إلى 732 مليار دولار! هذه الزيادة على مدى عام واحد في حد ذاتها تساوي الميزانية العسكرية الكاملة لألمانيا.

إن القدرات الصاروخية التي أظهرتها إيران والصين أدت إلى سحب الوجود المستمر للولايات المتحدة من قاعدة العُديد الجوية (قطر) وقاعدة أندرسن الجوية (جوام). هذه القاذفات توجد الآن في قاعدة مينوت الجوية (داكوتا الشمالية) وقاعدة باركسديل الجوية (لويزيانا). وكان الجنرال تيموثي راي من قيادة الضربات الجوية لسلاح الجو الأمريكي شجع على عمليات الانسحاب هذه، قائلاً إنها تمنح الولايات المتحدة مرونة أكبر. السبب الحقيقي لمغادرة القاذفات قطر وجوام هو أن الجيش الأمريكي يخشى أن تكون هذه الأصول الاستراتيجية في مرمى الخطر، حيث تمتلك إيران والصين القدرة على ضرب أهداف الولايات المتحدة وحلفائها.

لقد زادت الولايات المتحدة من جانب واحد من حشودها ضد الصين، وربما ازداد القلق داخل الصين بشأن حرب محتملة ضدها ستفرضها الولايات المتحدة. فالتهديدات ذات مصداقية، وتتزايد الرغبة في بناء شكل من أشكال الردع. إن عدم وجود حركة سلام عالمية قوية لديها القدرة على منع هذا التعزيز من قبل الولايات المتحدة هو مصدر قلق كبير لكوكب الأرض.

* مؤرخ هندي وصحفي ومعلق ومفكر.

وهو المدير التنفيذي لمعهد البحوث الاجتماعية

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.