تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

دلالات خطيرة تحملها عملية اغتيال القائدين العسكريين سليماني والمهندس

جاك يوسف خزمو - رئيس تحرير مجلة البيادر
مصدر الصورة
خاص - جاك يوسف خزمو - رئيس تحرير مجلة البيادر

بقلم: جاك يوسف خزمو

الناشر ورئيس تحرير مجلة البيادر

قيام إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعملية اغتيال للقائدين العسكريين الايراني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، والعراقي نائب قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، أثارت ردود فعل عديدة تدين وتشجب هذه العملية التي وضعت حالة الأمن في المنطقة على كف عفريت. هناك تبادل في إطلاق التهديدات ووعدت ايران ومؤيدوها بالانتقام من هذه العملية البشعة. وظهرت عبر شاشات التلفزة العديد من التحليلات حول الرد الايراني، وحول رد الولايات المتحدة على الرد الايراني.. وقد غطت هذا الموضوع من جوانب عديدة، ولكن في هذا المقال سيتم التركيز على دلالات هذه العملية، وما هي الاجراءات الوقائية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار!

في البداية يجب القول إن ادارة الرئيس ترامب شرّعت قانون الغاب من خلال القيام بانتهاك حرمة وسيادة أرض العراق، وبالتالي من الممكن لأي دولة في العالم أن تغتال مسؤولين في دولة أخرى بأعذار متنوعة. كما أنها أهانت الحكومة العراقية التي سمحت لتواجد جنود لها على الارض العراقية. وهذا يعني بشكل واضح أن مصلحة واشنطن وتصرفاتها لا تأخذ بالحسبان أي احترام لأي سيادة لاراضي الدول التي تحافظ على علاقات معها.. ويجب ألا ننسى أن الرئيس الليبي تعاون مع واشنطن إلى حد كبير، وكانت المكافأة, القضاء عليه وعلى حكمه، و إدخال ليبيا في أتون حرب داخلية مؤلمة.

والأمر الثاني الذي تشير إليه هذه العملية ومن سبقتها من عمليات قصف جوي لمواقع الحشد الشعبي العراقي، هو أن الإدارة الأميركية انحدرت في أخلاقها من خلال القيام بهذه الجرائم، وهي بذلك تنحدر إلى مستوى دنيء وسافل في تعامها مع الدول حتى تلك الحيادية معها. لم يكن أحد يتوقع أن تقود الولايات المتحدة سياسة التصفية والاغتيال، لأن مثل هذه السياسة تعني أن أميركا ضعيفة في المنطقة، من خلال تهورها في التعامل مع دول أخرى.

قد تكون هذه العملية مفيدة لحليف ترامب، رئيس وزراء اسرائيل المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو، ولكنها ستقود المنطقة إلى وضع أمني سيء، وإلى غياب الأمن والاستقرار.

وهناك من يقول إن هذه العملية جاءت تلبية لرغبة اسرائيل في الانزلاق نحو مواجهة عسكرية أميركية مباشرة مع ايران.

لقد ادعى الرئيس الأميركي أنه من دعاة السلم، ومن دعاة عدم توريط أميركا في حروب في العديد من مناطق العالم، ولكن هذا الادعاء ليس صحيحا، وهو يقوم بعكس ادعائه، فهو يورط بلاده وجنودها في حروب، و ينشر الرعب بدلا من تحقيق الأمن والسلم في العالم.

وهناك من يقول أن ترامب يحاول ابتزاز دول الخليج مالياً من خلال تصعيده للوضع الأمني في الخليج. وأي حرب قد تندلع ستضطر هذه الدول إلى طلب حمايتها مقابل أموال ضخمة وإلا فإنها ستدمر.

وخلاصة الدلالات أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تبالي إلا بمصالحها، وإن من يعتمد عليها ويصادقها قد يحصل على طعنة منها لأن مصالحها فوق الجميع. وهي لا تكافح الارهاب بل تعززه وتغذيه وتعرّض أمن العالم واستقراره للخطر.

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.