أعلن التلفزيون العراقي الرسمي فجر اليوم الجمعة استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس واللواء الإيراني قاسم سليماني في عدوان أمريكي جوي استهدف سيارتهما على طريق مطار بغداد. وتعقيباً، أعلن علي الشيرازي ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي في فيلق القدس، أن الانتقام لاغتيال قائد الفيلق قاسم سليماني على يد القوات الأمريكية واجب شرعي. وقال الشيرازي: "سنحرم الأمريكيين النوم"، مضيفا أن فيلق القدس يقف اليوم في الميدان أقوى مما كان عليه.
وعلق المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2020 جو بايدن على اغتيال سليماني، بقوله إن الرئيس دونالد ترامب "قد ألقى إصبع ديناميت في برميل بارود". وأضاف: "لا شك أن إيران سترد.. قد نكون على شفا اندلاع نزاع كبير في الشرق الأوسط"، معبراً عن مخاوف من أن إدارة ترامب ربما لم تفكر ملياً في تبعات تصرفاتها..!!
بعد "أقصى ضغط" على الاقتصاد الإيراني، وفشله في تركيع إيران، ها هي الحرب العسكرية قد بدأت؛ اغتيال الجنرال سليماني، وإن اعتبرته الإدارة الأمريكية إنجازاً لها بالمعنى العملياتي، إلا إنه ليس كذلك أبداً؛ لأن سليماني لم يكن يأخذ احتياطات أمنية خاصة، وبالتالي ليس صعباً استهدافه، أولاً، ولأن المهم الآن معرفة تبعات الاغتيال وأبعاده ومدى قدرة الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة وإسرائيل على تحملها؛ ليس مهماً أنّ الولايات المتحدة قد بدأت الحرب؛ المهم كيف ستتطور وكيف ومتى ستنتهي هذه الحرب.
إذا كانت الولايات المتحدة وخلفها كيان إسرائيل وبعض العرب يسعون، لتعزيز صورة الردع الأمريكية الإسرائيلية التي تآكلت في المنطقة؛ وإذا كانت خسارة سليماني ضربة مؤلمة وكبيرة، فإنه من المتوقع أن إيران والعراق وكل أطراف محور المقاومة ستقوم بالرد بمنتهى القوة وفي كل الأماكن التي توجع الأمريكي والإسرائيلي لتهشيم صورته وإنهاء دوره في المنطقة ومنعه من تحقيق أهدافه، ولتثبيت صورة الردع التي حققتها أطراف محور المقومة في السنوات السابقة وليس العكس؛ ولا يحتاج الكاتب أو المحلل إلى معلومات ليعلم أنّ الرد آتٍ وبقوة أشد من الفعل نفسه.
ومع ذلك، فإنّ المطلوب برأي أغلب المحللين الآن تفعيل اتصالات محور المقاومة ووضع كل إمكاناته وطاقاته في مواجهة المعركة المقبلة ضد العدو الشرس والوقح وضد استفزازاته المتكررة، ضدّ السيد والتابع والأدوات؛ للتخلص من وجوده في هذا الإقليم، ولإعادة بناء القدرات والتفرغ للإعمار والاقتصاد والتطوير وبناء المستقبل الأفضل؛ يجب وضع حدّ للأمريكي والإسرائيلي ودورهما التخريبي في المنطقة، ولن يكون الوقت ملائماً أكثر مما هو الآن..؟!!!
بديع عفيـف
