تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: ترامب يعنف صحفية ويستهزئ بها... جنون مواجهة الرئيس الأمريكي... ماذا عن شعار إعادة عظمة أميركا..؟!!

مصدر الصورة
sns

افتتح الرئيس ترامب زيارة إلى باريس مساء أمس، بهجوم على نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حيث وصف اقتراحه إنشاء قوة عسكرية أوروبية، بأنه "إهانة كبيرة"، بالإضافة إلى تجديد مطالبته أوروبا بدفع "حصة عادلة" في الناتو. وقال ترامب في تغريدة في "تويتر" فور هبوط طائرته في باريس للاحتفال مع زعماء العالم بالذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى: "اقترح الرئيس الفرنسي ماكرون أن على أوروبا أن تبني جيشها الخاص من أجل حماية نفسها من الولايات المتحدة والصين وروسيا. أمر مهين للغاية، لكن ربما ينبغي على أوروبا أولاً دفع حصتها العادلة في الناتو الذي تدعمه الولايات المتحدة بشكل كبير!"، وفقاً للشرق الأوسط أونلاين.

إلى ذلك، حصلت أمس مناوشة كلامية جديدة بين الرئيس ترامب وإحدى الصحفيات في شبكة "سي إن إن"، بعدما رفض ترامب الإجابة عن سؤال أغضبه. وخلال مؤتمر صحفي عقده ترامب أمس، أمام البيت الأبيض تطرقت مراسلة "سي إن إن"، أبي فيليب، إلى موضوع التواطؤ المزعوم بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا في سياق استقالة وزير العدل والمدعي العام جيف سيشنز من منصبه وتعيين محله رئيس الإدارة في الوزارة ماثيو ويتاكر المعروف بانتقاده الشديد للتحقيق في "التدخل الروسي" المزعوم.  وعندما سألت الصحفية ترامب عما إذا كان يريد من المدعي العام الجديد أن يعيق التحقيق، رفض ترامب الإجابة عن السؤال، وخاطب الصحفية مكررا قوله: ما هذا السؤال الغبي"! وتابع ترامب: "أراقبك عن كثب وتطرحين الكثير من الأسئلة السخيفة"، وحرك سبابته اليمنى تجاه الصحفية قبل مغادرته المكان. ويأتي هذا الحدث بعد يومين من سحب الإدارة الأمريكية تصريح الصحفي الرئيس لشبكة "سي إن إن"، جيم أكوستا، ومنعه من دخول مجمع البيت الأبيض على خلفية مشادة كلامية حدثت بينه وبين ترامب أثناء مؤتمر صحفي حول نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس. ووصف ترامب الصحفي بأنه "وقح وفظيع".

ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا كتبه سيمون جنكينز قال فيه إنه من “الجنون” الدخول في سجال مع ترامب. وأضاف جنكينز إنه يتضامن مع الرئيس ترامب، في السجال الذي وقع مع مراسل سي أن أن، لأن الصحفي على حد تعبيره كان فظا مع الرئيس، “ولم يحدث أن خسر رئيس الانتخابات لأنه أهان الصحافة”. وأشار إلى أن “التجربة أثبتت أن الفظاظة مع ترامب لا تنفع. فما تعرض له خلال سنتين كاملتين من تهجم بهدف إذلاله لم يزده إلا قوة. فقد قيل فيه إنه عنصري وكذاب ومهووس بالجنس ومزور ومجنون، ومع ذلك لا يزال في مكانه”.

ويرى جنكينز أن الولايات المتحدة تتكلم بلغتتين في السياسة؛ الأولى في المدن الكبيرة وتتبنى اليبرالية؛ والثانية في القرى والأرياف وتتبنى القيم المحافظة. ويتبادل الطرفان الشتائم في كل انتخابات. ولكن المحافظين هم الذين يجلسون اليوم في مقعد القيادة وعلى المدينة أن تتعلم لغتهم وإلا فإننا نتجه إلى 6 أعوام أخرى من حكم ترامب. وتابع الكاتب: الديمقراطية في أوروبا والولايات المتحدة تهددها الشعبوية المتصاعدة. ولكنه يرفض نسبة الشعبوية إلى الفاشلين المتشددين والعاطلين عن العمل. فمعدل دخل الذين صوتوا لترامب أعلى من متوسط الدخل في الولايات المتحدة، وصوت له 40 في المئة من الأثرياء في عام 2016. وينطبق هذا على المصوتين لصالح خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي؛ فالناخبون صوتوا من أجل ضبط الهجرة لأنهم يريدون ذلك وليس لأنهم ينتمون إلى هذه الطبقة الاجتماعية أو تلك.

وتساءل أحمد أبو دوح في العرب الإماراتية، تحت عنوان: لا تلوموا من يقفون مع ترامب ضد الصحافيين، هل باتت الصحافة حقا قادرة على المشاركة في صنع قرار السلطة، أو إجبارها على تغييره؟ وأوضح أنّ مراسل قناة “سي أن أن” جيم أكوستا كان خارج الواقع تماما عندما اعتقد، بعد المشادة الشهيرة التي حدثت على الهواء بينه وبين ترامب، أنه مازال يمثل رقما مساويا للرئيس. لم يدرك أكوستا أن الصحافة خسرت مساحات كبيرة من الأرض، وأن مدافع الترامبية الجديدة باتت تدك حصونها الأخيرة؛ المعادلة اليوم باتت هكذا: ترامب، الذي استحوذ على كل القوة التدميرية لمواقع التواصل الاجتماعي، في مقابل عدو فقد “القوة النووية” وغير النووية التي كان يمثلها في السابق. لم تكن عبقرية الرئيس هي التي هزمت “سي أن أن” وواشنطن بوست ونيويورك تايمز وغيرها، بل كان تويتر هو الذي غير المعادلة. لا تكمن المسألة فقط في قدرة ترامب على التخلص من الوسيط الصحافي بينه وبين الجمهور، وقدرته على التواصل مباشرة معهم عبر تغريداته التي لا تنضب، بل صارت مرتبطة بتغير وعي الناس أيضا.

وأضاف الكاتب: مشكلة الصحافيين أنهم عولوا كثيرا على إمكانية تراجع ترامب عن وعوده الانتخابية بمجرد دخوله البيت الأبيض. الجميع توقع أن يتصرف كرئيس حقيقي، وأن لغة الانقسام والعنصرية والوعود المفتقرة إلى الواقعية، التي أطلقها خلال الحملة، كانت فقط أدوات لحشد الأصوات، لكن بعد توليه الرئاسة تفاجأ الصحافيون بأن ترامب لم يخدع الناس. هنا بدأ البساط يسحب تدريجيا من تحت أقدامهم. وتساءل الكاتب: هل يستطيع أحد اليوم أن يقول إن الصحافة، في الغرب أو في العالم العربي، تعبر فعلا عن تطلعات الناس؟ هل بإمكاننا نحن الصحافيين أن نرفع رؤوسنا عاليا ونعطي الناس محاضرات في شرف المهنة وقيمها المهنية؟ هل لا نزال حقا جزءا من ضمير المجتمع وعينه التي من المفترض أن تكون مفتوحة على فساد السلطة وقمعها؟ من يستطيع أن يرد على هذه الأسئلة بـ”نعم” فليتقدم الصفوف ويأخذ المبادرة ويقودنا خارج هذا الممر المعتم الذي يمثله عصرنا البائس؛ القارئ بات يشعر اليوم أنه سقط من حساب الصحافي وهو يكتب خبره أو مقاله؛ الصحافة على الجانبين تبدو منهكة ومرتبكة وتائهة: لا هي تتجاوب مع ما يريده الناس في الغرب، ولا هي معبرة في نفس الوقت عن تطلعاتهم في العالم العربي. مع الوقت بات الناس، هنا وهناك، يشعرون بأن هؤلاء الصحافيين يتحولون إلى عبء على مجتمعاتهم؛ لا تلوموا الناس إذن عندما يقفون ضدنا ويدعمون ترامب!

وتجت عنوان: أميركا والعالم بعد رسوخ الترامبية، كتب د. خطار أبودياب (أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك – باريس)، في العرب أيضاً: تبين القراءة المتمعنة لنتائج الانتخابات نصف الولاية، أن الولايات المتحدة الأميركية منقسمة إلى نصفين أكثر من أي وقت مضى، وأن زيادة نسبة المشاركة بسبب إقبال النساء والشباب والأقليات الملونة، تدلل على استقطاب كبير وكذلك على ثقة بالممارسة الديمقراطية، رغم العنف في الحملات وتضخم إنفاق المرشحين الذي وصل إلى تسعة مليارات دولار ذهب خمسها لحملات الدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ ومن الدروس أيضاً التحول في الحزب الديمقراطي مع وصول جيل جديد من المنتخبين بينهم نسبة كبيرة من النساء لا سابق لها ومجموعة من ممثلي الأقليات. ومع عدم حصول المد الديمقراطي تحول الحزب الجمهوري إلى حزب ترامبي، وظهر جلياً سقوط رهان البعض على أن ظاهرة ترامب، الآتي من خارج السياق المعتاد للنخب الحاكمة، هي مجرد ظاهرة عابرة.

على العكس من ذلك شهدنا ترسخ أو رسوخ الظاهرة الترامبية سواء من خلال خطاب الترويع واللعب مع الحقائق كما يقول معارضو ترامب، أو من خلال نظرة معينة لمحاكاة التاريخ الوطني مع شعاري “أميركا أولاً” و”إعادة عظمة أميركا”، وأثر ذلك على قاعدة انتخابية غالبيتها من بروليتاريا بيضاء تتخوف من التعددية والخارج؛ ولقد نجحت خطط ترامب و”حروبه التجارية” في تسجيل حصاد جيد للاقتصاد الأميركي مع أقل نسبة بطالة منذ خمسين سنة. ومع أن بعض الخبراء الاقتصاديين يتوقعون تراجعاً في تحسن الأداء الاقتصادي في العامين القادمين، لكن ترامب يمكن أن يعيد ذلك لتغير الأكثرية في مجلس النواب وعرقلتها له.

وتابع الكاتب: إزاء هذه الوقائع سيراهن الديمقراطيون على كبح اندفاع ترامب في التغييرات الداخلية في العديد من المواضيع وأبرزها الحماية الصحية وحصانة القضاء ومكافحة التغيير المناخي والمساواة العرقية ومكانة المرأة؛ لكن على صعيد السياسة الخارجية ليس هناك من توقع بحصول تغيير ملموس؛ ففي ملف العلاقة مع الصين والملفات الآسيوية الأخرى وأبرزها الأزمة الكورية ليس هناك من تناقضات كبيرة بين الحزبين؛ أما بالنسبة للصلة مع روسيا والتوتر الملموس بين قوتي الحرب الباردة السابقتين، سيكون ترامب ضحية التشكيك الدائم وسيبقى ملف “روسبا غيت” سيفاً مسلطاً من الكونغرس يمنعه من حرية الحركة لترتيب صفقات مع الرئيس بوتين، ولهذا ستكون اللعبة بيد المؤسسات الأميركية وعلى الأرجح سيسود التوتر وانعدام الثقة بين الجانبين مما سينعكس جمودا على الكثير من الملفات العالمية ومنها الملف الأوكراني، أو يعطي القوى الإقليمية حركة أوسع في الملف السوري مثلاً. وفي الملفين الإيراني، والفلسطيني – الإسرائيلي لن يكون هناك من تغيير يذكر على نهج ترامب الحالي الذي ربما يشهد تعديلات طفيفة للتأقلم مع المتغيرات لا أكثر.

أما الصلة المستقبلية مع السعودية فخاضعة لتعاون أو تجاذب ما بين البيت الأبيض والكونغرس من دون الاعتقاد أن هناك توجّها أميركيا لإعادة النظر بطابعها الحيوي لمصلحة الجانبين. وأوجز الكاتب: تتغيّر الولايات المتحدة الأميركية ويتغيّر العالم. بعدما قادت واشنطن العولمة والثورة الرقمية، يقودها تصدع العولمة غير الإنسانية والانكماش نحو الهويات إلى رسوخ الترامبية مع تصدّر رئيسها ما أخذ يشبه النادي المغلق لرؤساء شعبويين من روسيا إلى تركيا والبرازيل وغيرها، وذلك في مواجهة ديمقراطيات تزداد هشاشتها وتتساقط مثالاتها ومنظومات قيمها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.