تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تركيا تحسم مصير جثة خاشقجي: أُذيبت بأحماض كيميائية..؟!

مصدر الصورة
sns

يواصل الملك السعودي، بنوع من الثقة والجدية، مساعيه إلى تحصين موقع نجله في وجه عاصفة خاشقجي. وهي مساعٍ يبدو أنها تحظى برضى إدارة ترامب، التي تواجه مع ذلك صعوبات في حماية حليفها، خصوصاً في ظلّ تكشّف المزيد من المعطيات التركية التي تكذّب رواية الرياض. وأفادت صحيفة الأخبار، انه وبعد إرسالها تلميحات متكررة إلى مسؤولية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عن واقعة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، ضخّت تركيا تسريبات جديدة من شأنها تكذيب الرواية السعودية في شأن مصير جثة الراحل. وهي تسريبات سترخي بثقلها ـــ إلى جانب معطيات أخرى ـــ على القمة المنتظرة بين الرئيسين التركي والأميركي في باريس. لكن، وعلى رغم الإلحاح التركي على توجيه اتهام مبطن إلى ابن سلمان، إلا أن المؤشرات الأميركية ـــ إلى الآن ـــ لا تفيد بأن ثمة توجّهاً لإطاحة الرجل، الأمر الذي يبدو منعكساً في الأريحية التي يقود بها الملك سلمان حملة الدعم الداخلية لنجله.

وأفادت مصادر من داخل مكتب المدعي العام التركي، أمس، بأن النيابة العامة أوقفت عملية البحث عن جثة خاشقجي، عازية ذلك إلى توصل المحققين الأتراك لقناعة تامة بأن الجثة تمتّ إذابتها بواسطة أحماض كيميائية. ومن شأن هذه التسريبات دحض الرواية السعودية التي تقول إن الجثة سُلّمت لمتعاون محلي، وتعزيز المعلومات عن أن الجثة قُطّعت ونُقلت أجزاءً إلى منزل القنصل قبل أن يتمّ التخلّص منها. والظاهر أن الأتراك كانوا على علم منذ مدة بمصير الجثة، إلا أنهم قرروا التريث بهدف إحراج الرياض، وتصعيد الضغوط عليها، ودفعها إلى الاعتراف. وهو أسلوب لا يزالون يستخدمونه في ما يتصل بمستوى المسؤولية عن الجريمة؛ إذ جدد رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، نعمان قورتولموش، قوله إن جريمة من هذا النوع «لا يمكن أن تحدث في قنصلية دولة ما من دون أن يكون للجهات العليا علم بها».

وتابعت الأخبار: إنّ هذا الدفع التركي نحو تحميل ولي العهد المسؤولية عن واقعة القنصلية، مع ما يعنيه الأمر من ضرورة محاسبته وبالتالي «قطف رأسه»، لا يظهر أنه يلقى تجاوباً أميركياً، على رغم أن واشنطن تواجه عقبات في كيفية الدفاع عن بقاء ابن سلمان. ونقلت «رويترز»، أمس، عن مصادر أميركية قولها إن مشروع «الناتو العربي» تعترضه مشكلات عدة، من بينها «كيف سيحضر ولي العهد القمة (المنتظرة بين ترامب وأقطاب التحالف المنشود) من دون أن يحدث ذلك غضباً واسع النطاق». تصريح يؤشر إلى أن إدارة ترامب لا تزال تريد التعامل مع ابن سلمان، ولو أنها أبدت استعداداً للمساهمة في ضبط سلوكه، خصوصاً على المستوى الخارجي. وما يعزّز الحديث عن ذلك التوجّه هو اندفاع الملك نحو حشد التأييد الداخلي لولي العهد، في مؤشر إلى أنه «واثق من أن شيئاً لن يحدث على الفور» بحسب ما يرى خبير شؤون الخليج في جامعة «تكساس إيه. آند أم» جريج جوس، الذي ينبّه في الوقت نفسه إلى أن «الجولة المحلية للأمير محمد مع والده ليست دليلاً على أن الأسرة المالكة تجاوزت دائرة الخطر».

وجاء في افتتاحية القدس العربي: السعودية ومحنة الجثّة التي لا تريد أن تختفي! لقد تعدّى الأمر التفاصيل الجنائية التي شغلت العالم وما بقي هو التصاق صورة حكام السعودية، وبالخصوص وليّ عهدها محمد بن سلمان، بالحدث، وهو أمر لا يمكن إزالته، كما يُظنّ أنه حصل للجثة، بأحماض الأسيد أو المنظفات. وتابعت الصحيفة: تلعب عناصر قضية اختفاء جثة خاشقجي، والأدلة المتزايدة على طريقة التخلص منها، مع تمنّع سلطات الرياض عن الاعتراف بطريقة القتل والإخفاء، دوراً في إبقاء شبح القتيل يطارد القاتل بشكل لم يعد ممكناً وقفه، فهذه الحالة ستبقى، على عكس ما يريد البعض، معلّقة دائماً، فغياب الجثة يلعب دوراً في استمرار حضور قصة صاحبها في الأذهان وهو ما يعرّض الآمرين بتنفيذها لمحنة من غير الممكن التخلّص منها، وهكذا تصبح فكرة الجريمة ملتصقة مثل اللعنة بالقاتل ولا يمكن إخفاؤها كما حصل مع الجثة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.