تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: «حذرٌ» متبادل بين العراق و«الإقليم».. أربيل ترحّب بالعودة إلى "طاولة الحوار.. العراق أصبح إيران تقريباً..

مصدر الصورة
sns

يشي ترحيب أربيل بدعوة بغداد إلى الحوار وحلّ المسائل الخلافية بينهما، بأن تداعيات استفتاء الانفصال قد جُمّدت، وأن صفحةً جديدة ستفتح بين الطرفين. إلا أن الرسائل المبطّنة المتبادلة لها تفسيراتٌ أخرى، تؤكّد أن «الحذر» هو سِمَةُ تلك العلاقة التي تعمل بغداد على ضبطها، على قاعدة أن المرجعية الوحيدة ستبقى الحكومة الاتحادية. وذكرت صحيفة الأخبار انه وقبل إطلاقه عمليات «فرض الأمن» في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها، فجر الأحد الماضي، حرص رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على انتهاج «نبرتين» في خطابه لأربيل، رئاسةً وحكومةً وجيشاً وشعباً. أراد من الأولى تحذير «إقليم كردستان» من تداعيات التمسّك بنتائج الاستفتاء وملوّحاً باستخدام القوّة «وفق ما تقتضيه الحاجة»، ومحاولاً في الثانية تطمين المكوّن الكردي إلى أن بغداد ليست في وارد «إقصائهم أو تهميشهم»، خاصّةً أن الحل النهائي لهذه الأزمة سيكون الحوار «دون قيدٍ أو شرط».

«عناد» رئيس «الإقليم» مسعود البرزاني قابله العبادي بـ«ليّ ذراع البشمركة»، باستعادة القوات العراقية المناطق المتنازع عليها شمال البلاد، وإعلانه ضرورة العودة إلى «طاولة الحوار» لحل المسائل الخلافية بين بغداد وأربيل، في أكثر من مناسبة، كان آخرها في مقال نشرته أمس صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، دعا العبادي فيه حكومة «الإقليم» إلى «احترام سلطة الدستور، والدخول في حوار على هذا الأساس».

وردّت أربيل على «دعوة» بغداد بالقبول والترحاب بدعوة الحوار التي أطلقها العبادي من أجل «حل القضايا العالقة بين بغداد وأربيل، والتي نتجت منها التطورات الأخيرة، وفقاً للدستور، ضمن مبدأي الشراكة والتوافق». ووفق بيان حكومة «الإقليم»، فإن «حكومة الإقليم تؤكد استعدادها للحوار مع الحكومة المركزية، وتدعو المجتمع الدولي إلى المساهمة والمساعدة في رعاية الحوار بين الجانبين». وفيما أعلن الطرفان استعدادهما للعودة إلى «طاولة الحوار»، وتأكيد العبادي أن الاستفتاء «بات من الماضي»، فإن العلاقة بين بغداد وأربيل لم تعد كسابق عهدها، إذ تتّسم بـ«الحذر» المتبادل، ترجم أمس بسلسلة إجراءات قضائية وميدانية، ذات مضامين عديدة.

وأصدر القضاء العراقي أمس أمراً باعتقال النائب الأوّل لرئيس «الحزب الديموقراطي الكردستاني» (رئيس الإقليم مسعود البرزاني) كوسرت رسول، بعد أن وصف القوات العراقية بـ«المحتلة». كذلك، ترفض بغداد حصر إدارة المرافق هناك بالموظفين الأكراد، وذلك مع تنسيب «الهيئة العامة للجمارك العراقية» لـ«221 موظفاً عراقياً الى مطارات ومنافذ الإقليم»، في وقتٍ أعلن فيه أحد المقرّبين من العبادي تبنّي الأخير مشروع صرف رواتب كل موظفي «الإقليم» و«البشمركة» بشكل مباشر من بغداد، موضحاً أن «رواتب موظفي الإقليم ستتساوى مع موظفي الحكومة الاتحادية».

ميدانياً، كان لافتاً أمس إغلاق قوات «البشمركة» الطريق الرابط بين محافظتي أربيل وكركوك.

وتلقّى حيدر العبادي، أمس، الاتصال الثاني من الملك السعودي سلمان، خلال ثلاثة أيام، «مباركاً للعراق حكومةً وشعباً الانتصارات المتحققة على الإرهاب»، ومؤكّداً رغبة بلاده في «تمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين». كذلك وجّه دعوةً إلى العبادي لحضور الاجتماع التنسيقي الأول بين البلدين، والذي سيعقد في السعودية مطلع الأسبوع المقبل.

إلى ذلك، أعلن مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن استعادة مدينة أربيل قد تكون أسهل بكثير بالنسبة للحكومة المركزية العراقية من استعادة مدينة كركوك. ونقلت وكالة "مهر" عن عبد اللهيان قوله أمس، إن "الحكومة العراقية المقتدرة تستطيع أن تستعيد أربيل أسهل من استعادتها لكركوك ولا يستغرق هذا الأمر إلا بضعة دقائق فقط".

وأشار سيرغي ستروكان في كوميرسانت الروسية إلى أن الحرب الخاطفة في العراق كانت ردا إيرانيا على الضغوط الأمريكية، ومحاولات إعادة النظر في الاتفاق النووي. وأوضح أنّ الجيش العراقي، الذي يعمل مع التشكيلات العسكرية الشيعية، أعلن عن انتهاء العملية العسكرية في محافظة كركوك الاستراتيجية، التي كانت تحت سيطرة إقليم كردستان. وتم تحقيق هذا الإنجاز بمشاركة إيران غير العلنية. هذا على الرغم من أنه أصبح واضحا أن قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية الجنرال قاسم سليماني أشرف شخصيا على سير تنفيذها. وقد قوضت السيطرة على كركوك بعد طرد قوات البيشمركة منها مواقع أنصار الدولة الكردية المستقلة، وفي المقام الأول موقع رئيس الإقليم الذاتي الحكم، حليف الولايات المتحدة، مسعود بارزاني. ومن جهة أخرى شكلت عملية كركوك ردا إيرانيا على الضغوط الأمريكية المتزايدة، ومحاولات الإدارة الأمريكية إعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران.

وعلّق البروفيسور في كرسي الشرق المعاصر بكلية التاريخ وعلم السياسة والحقوق في الجامعة الروسية الحكومية للعلوم الإنسانية غريغوري كوساتش، علق على هذا الموضوع بالقول "من دون المشاركة الإيرانية الحثيثة، كان يستحيل على القوات العراقية فرض سيطرتها السريعة على كركوك". وقد تمكنت طهران في عملية كركوك من اصطياد عدة عصافير بحجر واحد: أولا، لعبت على التناقضات الكردية وأضعفت موقف قيادة الإقليم المتحالفة مع واشنطن. ثانيا، تمكنت طهران من تقريب بغداد حليفة واشنطن مسافة أكبر إليها. ثالثا، أنشأت طهران، لنفسها موقعا أماميا استراتيجيا في العراق؛ ما يمكِّنها من الاستعداد بصورة أفضل للمواجهة المحتملة مع واشنطن.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.