شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على "العلاقات المميزة" بين بلده والسعودية، نافيا وجود خلاف بينهما بعد أن أعلنت مصر دعمها للدور الروسي في محاربة الإرهاب بسوريا. وقال شكري، أمس، في منتدى حوار المنامة لأمن الشرق الأوسط "من وجهة نظر مصر دعوني أؤكد لكم أن لدينا رؤية شديدة الوضوح فيما يخص الطبيعة الجوهرية لتلك العلاقة... الأمن القومي العربي يعتمد على الترابط والتفاهم الموجود بين السعودية ومصر". وكانت الرياض قد أبلغت الشهر الماضي القاهرة بتأجيل شحنات نفطية في إطار حزمة مساعدات بقيمة 23 مليار دولار لأجل غير مسمى، لكن شكري نفى وجود خلاف بين البلدين وقال إنه جرى التضخيم من شأن أي خلافات. وأضاف "الحساسية الموجودة ... بشأن ما قد يراه البعض اختلافا في الآراء أو وجهات النظر قد تضخمه الصحافة ليأخذ أبعادا تتخطى العلاقات المميزة المتأصلة بين البلدين". وأكد شكري أن مصر لا توثق علاقتها بإيران، التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية منذ أواخر السبعينيات، فيما أشار إلى أن مصر تتعامل مع إيران في مؤتمرات متعددة الأطراف، طبقاً لرويترز.
وتساءل د. فهد الفانك في الرأي الأردنية: مصر والسعودية توتر علاقات أم سحابة صيف؟ وكتب: في الاخبار أن هناك توتراً غير معلن في العلاقات المصرية السعودية ، بدأ بتصويت مصر في مجلس الأمن لصالح روسيا وسوريا، وعبـّر عن نفسه بقطع السعودية لإمدادات البترول المتعاقد عليها لمصر؛ الجانب السلبي في الموضوع هو ربط الدعم العربي المالي بالسيطرة على قرار الدولة المتلقية لهذا الدعم، بمعنى أن السعودية التي تدعم مصر مالياً واقتصادياً تتوقع في المقابل أن تتصرف مصر سياسياً وفق ما تراه السعودية؛ ومع أن السعودية كانت تطالب برحيل بشار الاسد، إلا أنها في الواقع تصب المال والسلاح على بعض المنظمات المقاتلة في سوريا لمواجهة إيران وحزب الله والمد الشيعي وليس لمواجهة نظام الأسد بالدرجة الأولى؛ ومصر، وإن كانت بحاجة للدعم الاقتصادي السعودي، فإن هاجسها الأول أن لا تقع سوريا أو أي بلد عربي في قبضة الإخوان ومنظماتهم، لما لهذا من انعكاسات محلية داخل مصر نفسها.
السعودية ترى في سوريا ساحة لمحاربة الزحف الإيراني، ومصر ترى في سوريا خطراً تمثله المنظمات المسلحة الإرهابية التي تريد إسقاط النظام السوري ليس لإقامة الديمقراطية بل لإقامة دولة دينية؛ ولنفس الأسباب، يقع التوتر في العلاقات المصرية التركية؛ مصر بحاجة للسعودية كمصدر للدعم المالي والاقتصادي، والسعودية بحاجة لمصر كمصدر للدعم السياسي والعسكري ضد خطر التوسع الإيراني. وأي جفاء بينهما لا يخدم مصلحة أي منهما. ولا مصلحة العالم العربي.