يبدو أن الزخم قد رجع إلى عمليات «قادمون يا نينوى»، بعدما أعادت بغداد رسم خططها الهجومية على مدينة الموصل، لتحقّق قواتها إنجازاً كبيراً بالسيطرة على أكبر الأحياء الشرقية الموصلية، حيّ الزهور، إضافةً إلى ثلاثة أحياء أخرى. وذكرت صحيفة الأخبار أنه ومع اقتراب «عمليات قادمون يا نينوى» من إتمام شهرها الثاني، ظهرت فوارق عدّة على مستوى الأداء العملياتي للقوات العراقية المتقدّمة على محاور الموصل المختلفة؛ فبعد «ثقل خطى» للقوات في الأحياء الموصلية، عادت «إرادة القتال» لتظهر مجدّداً عند القوات، خصوصاً بعد أن أعادت بغداد خططها الهجومية. واستعاد «جهاز مكافحة الإرهاب» حيّ الزهور، أكبر الأحياء السكنية في شرقي المدينة، وفق القائد في عمليات «قادمون يا نينوى» العميد الركن عبد السميع السامرائي، الذي أكّد أن «القوات الآن على مشارف حيَّي النور والمشراق من المحور الجنوب الشرقي، وحيّ المثنى من المحور الشمالي للمدينة». في المقابل، أخلى التنظيم حيَّي البعث والوحدة، جنوب شرقي الموصل من سكانهما تحت تهديد السلاح. سياسياً، يبدو أن جميع القوى السياسية أبدت قبولاً بمبادرة عمار الحكيم، إذ بدأت قيادات القوى المختلفة بالترويج لها والعمل على أنها «أمر واقع»، بعد إعلان «انتصار الموصل».
ووفقاً للحياة، أعلن «الحشد الشعبي» سيطرته على ناحية تل عبطة، غرب الموصل، وهي منطقة استراتيجية ستسهل الوصول إلى تلعفر «مفتاح الحل العسكري في الموصل»، فيما أعلن الجيش المتمركز شرق المدينة استكمال المرحلة الأولى من عملياته بالسيطرة على 28 حياً، وبدأ عناصر «داعش» نقل عائلاتهم إلى مناطق سيطرتهم في الأنبار بعدما استولوا على منازل الضباط والأهالي في عانة وراوة والقائم. ونقلت صحيفة العرب قول مصادر عراقية مطّلعة إن قيادات الجيش العراقي بدأت تقتنع بضرورة إدخال ميليشيات الحشد الشعبي لكسر التقدم البطيء للعمليات في الموصل وخاصة في الساحل الأيسر، وذلك في ظل تكتيكات التنظيم المتشدد القائمة على المباغتة والسيارات المفخخة. ولم تستبعد المصادر أن يقوم رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال الأيام القادمة، بصفته قائدا عاما للقوات المسلحّة العراقية بتوجيه أمر رسمي لعدد من فصائل الحشد الشعبي والمتمركزة في الوقت الراهن بجبهات خلفية، بالتقدّم صوب المدينة للمساعدة في “تحريرها” بعد أن تعذّر ذلك على القوات الحكومية.