تطرقت صحيفة إيزفيستيا إلى محاولات الكونغرس الأمريكي الرامية إلى تهيئة أرضية لنزاع جديد مع موسكو قبل مراسم تنصيب الرئيس ترامب. وقال مصدر مقرب من ترامب في الحزب الجمهوري للصحيفة إن الكونغرس الأمريكي في عجلة من أمره لإثارة مشكلات مع روسيا قبل مراسم تنصيب ترامب. فمشروع القانون المناهض لروسيا، والذي أقره مجلس النواب الأمريكي، سيوافق عليه مجلس الشيوخ ويوقعه أوباما؛ أي أن الإدارة الأمريكية الحالية تستعجل إقرار القانون الذي لم يكن الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة ليوقعه. كما أن أعضاء مجلس الاتحاد الروسي على يقين من أنهم في الولايات المتحدة يهيئون قاعدة قانونية لنزاع جديد مع موسكو.
وقال المصدر إن دونالد ترامب وفريقه لم يكن في نيتهما اعتماد مشروعات قوانين مماثلة، لأن "هذا غير مطروح في جدول عملنا؛ فالرئيس المنتخب ينوي في الأشهر الأولى بعد تنصيبه تركيز اهتمامه على القضايا الداخلية. في حين أن الإدارة الحالية تقر وثائق وتخطو خطوات لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة. ونحن سنعيد النظر بهذه الخطوات. فقد أعلن ترامب خلال حملته الانتخابية بأنه سيعاد النظر بسياسة أوباما".
ويقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد قسطنطين كوساتشوف للصحيفة إن أعضاء الكونغرس يحاولون إثارة مشكلات لترامب. طبعا من الصعوبة التكهن فيما إذا كان ترامب سيضع توقيعه على هذا القانون، في حال إقراره من قبل الكونغرس بعد تنصيبه رئيسا للبلاد. وأنا لا أشك في أن مثل هذه القوانين ستظهر بعد 20 كانون الثاني المقبل بعد مراسم تنصيبه رئيسا للبلاد. ووفق رأي كوساتشوف، رد فعل موسكو على مسألة تحديد حركة أعضاء البعثة الدبلوماسية الروسية، سيكون متماثلا بالنسبة إلى أعضاء البعثة الأمريكية في روسيا. لأنه ليس هناك أدنى شك في أن روسيا سترد وفق مبدا المعاملة بالمثل.
أما رئيس لجنة التفاعل مع وسائل الإعلام في مجلس الاتحاد أليكسي بوشكوف، فيقول إنهم في الولايات المتحدة في عجلة من أمرهم لإيجاد قاعدة قانونية للمواجهات مع روسيا قبل تنصيب ترامب؛ إن الكونغرس يجعل ترامب رهينة لخلفية العلاقات السلبية الأمريكية–الروسية؛ لأن الهدف من مشروع القانون المذكور هو الحفاظ على أسطورة الخطر الروسي الذي نشرته إدارة أوباما. كما أنه يهدف إلى إعاقة تطبيع العلاقات بين البلدين كما يطمح ترامب. ففي الكونغرس هناك أعضاء من الحزب الجمهوري يعارضون تطبيع العلاقات مع موسكو مثل جون ماكين الذي أعلن أنه لن يسمح بذلك. وهو ليس وحيدا في هذا الموقف.
من جهتها، أعلنت صحيفة الواشنطن بوست "براءتها" من معلومات نشرتها نقلا عن موقع أمريكي أدرجت RT و"سبوتنيك" الروسيتين بين 200 موقع "ضللوا الأمريكيين وأثروا في سير انتخاباتهم".
وكتب فريد زكريا في الواشنطن بوست: بعد شهر من انتخاب ترامب، توجّه الأوروبيون إلى صناديق الاقتراع. صوّت الإيطاليون ضد كل شيء، ضد النخبة الحاكمة والاتحاد الأوروبي والوسط ورئيس الوزراء الإصلاحي ماتيو رينزي. وبالرغم من أن الناخبين في النمسا رفضوا مرشح اليمين المتطرف، إلا أن «حزب الحرية» الذي ينتمي إليه حصل على 46 في المئة من الأصوات على المستوى الوطني. ففي السنوات القليلة الماضية، ازدادت شعبية التيارات اليمينية في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك فرنسا وهولندا وألمانيا. يقول المؤيدون لترامب والأحزاب الشعبوية إن الاقتصاد (ركود الأجور والبطالة وعدم المساواة) هو مفتاح نجاح اليمين المتطرف. من الواضح أن هذه العوامل تساهم بقوة في صعود اليمين، لكنها ليست السبب الرئيسي؛ إن القاسم المشترك في البلدان الغربية ليس الاقتصاد بل الهجرة؛ فقد وجد تحليل إحصائي لبلدان الاتحاد الأوروبي أن الشعبوية تزداد مع ازدياد عدد المهاجرين.