تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: حركة دبلوماسية تشي بـ«انقلاب» خارجي سعودي؟!

مصدر الصورة
SNS

              شهدت الرياض في الأيام الثلاثة الماضية حراكاً دبلوماسياً خليجياً يأتي في ظل حديث عن تغيير في السياسة الخارجية للسعودية في عهد الملك سلمان، باتجاه إقامة حلف سني في مواجهة إيران، بما يتضمنه ذلك من انفتاح على تركيا وقطر وعلى الإخوان المسلمين. فبعد زيارة أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح يوم الأحد وتلته بعد أربع وعشرين ساعة زيارة ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، جاء الدور أمس على أمير قطر، تميم الذي أجرى جولة محادثات مع سلمان. ووفقاً لوكالة «الأنباء السعودية»، بحث سلمان مع أمير قطر العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها في شتى المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع على الساحات الخليجية والعربية والدولية.

وأفادت الأخبار أنّ الحراك الدبلوماسي الخليجي حيال الرياض يأتي في سياق رسم مشهد خليجي موحد حيال العديد من الملفات التي طرأت على الساحة، إلا أن لزيارة تميم عوامل كثيرة تجعلها مختلفة عن الزيارات السابقة، وهي تأتي بعد أيام على زيارة ولي ولي العهد السعودي، محمد بن نايف للدوحة ولقائه تميم. فالسعودية في عهد سلمان أمام تغييرات في السياسة الخارجية للمملكة ومقاربات جديدة للملفات على الصعيد الإقليمي والدولي بعد استكمال الملك الجديد للـ«انقلاب» على تركة الملك الراحل عبدالله؛ فسلمان تسلم الحكم على وقع أزمات خارجية تمثلت في تراجع حلفاء الرياض مقابل تقدم أعدائها في كل من اليمن التي استولى «أنصار الله» فيها على الحكم وتقدم عسكري للجيش السوري على اكثر من جبهة في مواجهة «الإرهابيين»، أضف إلى ذلك التقدم في سير المواجهة مع «داعش» في العراق وتقارب إيراني أميركي، في وقت شهدت فيه أسعار النفط تراجعاً كبيراً.

هذه المتغيرات على الساحة الإقليمية والدولية فرضت على الحكم السعودي مقاربة جديدة للسياسة الخارجية تهدف في الأساس إلى حماية استقرار السعودية وتضمن لها استمرار تأثيرها وحضورها على الخريطة العالمية كفاعل فيها وليس مجرد متفرج. وما يسهل من إجراء هذه التعديلات على خيارات الرياض الخارجية، اطلاع سلمان على غالبية الملفات بحكم قربه من دوائر صنع القرار في المملكة، بل ومشاركته في صنع القرار طوال أربعين عاماً مضت.

وأوضحت الأخبار: العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين، العلاقة مع تركيا، والعلاقة مع إيران، ثلاثة ملفات ستكون فيصلاً في الحكم على تغيير السياسة الخارجية للسعودية في المرحلة المقبلة. مؤشرات كثيرة اعطت الانطباع بأن تغيراً ستشهده العلاقة بين الرياض و«الإخوان» المصنفين كجماعة إرهابية في السعودية في المستقبل القريب. فبعد ما سرب عن لقاءات جمعت «سديريين» من الأسرة الحاكمة مع قيادات «إخوانية» وما رافقه من تصريحات «متفائلة» لـ«الإخوان» حيال تغيير في تعاطي الرياض مع التنظيم في عهد سلمان، جاءت تصريحات وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، لتؤكد أن تغييراً يطبخ في ملف العلاقة السعودية ـ الإخوانية، وذلك عبر قوله في تصريح له «ليس لنا أي مشكلة مع الإخوان المسلمين، مشكلتنا فقط مع فئة قليلة تنتمي إلى هذه الجماعة، هذه الفئة هم من في رقبتهم بيعة للمرشد». تصريحات تشي بمحاولة لإعادة تأهيل الإخوان بشروط سعودية بما يضمن تحويلها الى تنظيمات قطرية تطيع ولي الأمر ولا تتبع مكتب الإرشاد.

التغيير المتوقع مع «الإخوان» يستلزمه تغيير في العلاقة السعودية ـ التركية التي شهدت في عهد الملك عبدالله تدهوراً كبيراً نتيجة «التاشبك» بين الرياض وأنقرة في أكثر من ملف أبرزها في سوريا ومصر. هنا أيضاً يبدو أن تغييراً يرسم بعناية على صعيد العلاقات السعودية ـ التركية. وحسب مجلة فورين بوليسي الأميركية، يضع الملك سلمان العلاقات مع أنقرة في مقدمة أولوياته، خصوصاً أن من شأن هذه العلاقات أن تكون مؤثرة في قضايا مهمة للمملكة في دول عديدة.

بدوره أوضح مركز أبحاث سيتا التابع لرئاسة الوزراء التركية في دراسة نشرها بعنوان «السعودية بعد الملك عبد الله: عودة السديريين» عن وجود توجه لدى الحكومة التركية «لتوظيف التغيرات الداخلية التي تشهدها السعودية لأجل دعم محاولات إصلاح العلاقات بين البلدين». وليست أهمية زيارة الأمير القطري للرياض بما ذكر عنها في الإعلام، بل في ما دار خلالها في الكواليس من تفاهمات حيال العديد من الملفات، بعد أن كانت المباحثات بين تميم ومحمد بن نايف قد حظيت بتكتم على تفاصيلها.

وعنونت السفير: تميم يزور السعودية ويلتقي سلمان.. «التحالف الدولي» يجتمع في الرياض اليوم. وأوضحت أنّ مطار الرياض سيكون مزدحماً اليوم بوفود عسكرية لأكثر من 60 دولة مشاركة في «التحالف الدولي» الذي يلتقي تحت شعار مواجهة تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، وذلك في اجتماع «تقييمي» لمسار الحرب خلال ستة أشهر من انطلاقتها. المطار ذاته، شهد أمس، استقبالاً لأمير قطر الذي زار السعودية، والتقى الملك سلمان، لبحث العلاقات بين البلدين. وأفادت مصادر ديبلوماسية أن قادة عسكريين من حول العالم سيجتمعون في الرياض اليوم، لتقييم مسار الحرب ضد تنظيم «داعش». وقال مصدر ديبلوماسي لفرانس برس إن اللقاء الذي يستمر يومين ويأتي استكمالاً لمحادثات أجريت سابقاً، سيجمع «كل الدول المنخرطة» إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب ضد التنظيم المتطرف، بما في ذلك دول الخليج. وأضاف «أعتقد أن الاجتماع سيكون بمثابة تقييم عام للوضع الذي نحن فيه ولما يتعين فعله الآن».

من جانبه، قال مصدر ديبلوماسي آخر إن الاجتماع «سيكون أقرب إلى لقاء لتبادل المعلومات» وفرصة للتنسيق، وليس منتدى يتم خلاله اتخاذ قرارات حاسمة.

وتساءلت كلمة الرياض في استفاقة مفاجأة: هل سمعتم بعرب اسمهم عرب الأحواز؟! وماذا لو كان إقليم الأحواز يهودياً، أو مسيحياً، هل تسكت إسرائيل على اضطهادهم، أو تصمت الكنائس ودوائر السياسة وحقوق الإنسان عن حشد الرأي العام العالمي تجاههم، وهل كان بمقدور القومية الفارسية «الشوفينية» أن تغلق المنافذ عن حقوقهم القومية؟ ورأت الصحيفة أنه من السهل قلب المعادلات مع إيران بفهم طبيعة داخلها، وتحويل هجومها إلى دفاع بتأييد حقوق تلك الأقليات ونزع شرعية الدولة المضطهدة لهم، وكيف أن خدعة الدستور الذي يتحدث عن تطبيق هذه الحقوق، ليست إلا شكلاً فقط لا مضموناً، ولعل الالتفاف على الداخل الايراني ضمن استراتيجية طويلة، كفيل بتفكيكها كما تسعى لفرض نفس السلوك على العراق وسورية ولبنان واليمن، إذ هي بنفس الهشاشة من حيث هلامية القاعدة العامة لمكوناتها، وهذا ليس رد فعل عاطفي لو عرفنا كيف نؤسس مراكز بحوث تقوم بجمع المعلومات وخلق الخطط التي تجعلها على خط التفكك وتصاعد الأزمات.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.