تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مصدر أمريكي: المصلحة القومية للولايات المتحدة تقتضي إعادة سفيرها إلى سورية

مصدر الصورة
sns

 

محطة أخبار سورية

اتصل مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان هاتفيا بسفير سورية لدى واشنطن عماد مصطفى للتمهيد لعقد اجتماع بينهما عقد في مقر وزارة الخارجية، دام ساعة و40 دقيقة، وتركز الحديث فيه بشكل رئيسي على الملف العراقي، مع جولة سريعة على عملية السلام في الشرق الأوسط.

 

ونقلت صحيفة السفير عن مصدر في وزارة الخارجية الأميركية قوله انه «من مصلحة الولايات المتحدة القومية إعادة السفير إلى سورية، الحوار المستدام والعالي المستوى هو عنصر حاسم للأمن القومي»، مضيفا «قرار الإدارة إعادة السفير يعكس التزاما باستخدام كل عناصر الحكم للانخراط مع سورية. كما يعكس إدراكا بأن سياسات سورية تؤثر على مجموعة من المصالح الأميركية في المنطقة، ودور سورية المحتمل باعتبارها شريكا رئيسيا في السلام الشامل في الشرق الأوسط».

 

منذ زيارة فيلتمان ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دان شابيرو إلى دمشق في آذار العام 2009، أجمع الجانبان السوري والأميركي على بداية «فصل جديد» في العلاقات الثنائية، وتم الاتفاق ضمنيا على عدم إبراز المشاكل في الإعلام والإيحاء العلني بأن الأجواء ايجابية لإتاحة الفرصة لمواصلة الحوار بهدوء. لكن هذه العلاقة راوحت مكانها: الأميركي يختبر النوايا ويريد إجراءات لبناء الثقة، والسوري يريد مقاربة شمولية في التعاطي، وكانت بالتالي التنازلات الطفيفة تُعطى بالقطارة.

 

وتابعت السفير، انه وبعد قرار تعيين روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة لدى سورية، بدأ يتسرب إلى الإعلام النقاش المُغلق حول صواريخ بالستية سورية إلى حزب الله، آخرها كان تقرير في 10 نيسان الماضي تبنته الصحافة الإسرائيلية وطرحه علنا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في 13 نيسان، معربا عن اعتقاده أن نقل صواريخ «سكود» إلى حزب الله سيقوض استقرار المنطقة.

 

وردا على سؤال حول صحة تقارير «السكود»، قال مصطفى، لصحيفة «واشنطن بوست» في 14 نيسان، إنها «قصة سخيفة» وان هذا الأمر لم يطرحه عليه أي مسؤول أميركي، الرد الأميركي كان باستدعاء وزارة الخارجية القائم بأعمال السفارة السورية في واشنطن زهير جبور في 19 نيسان مع إصدار بيان بعد الاجتماع تحدث بشكل صريح عن صواريخ «سكود» للمرة الأولى. وبعد يومين، قال فيلتمان في جلسة استماع في الكونغرس بأن مصطفى لا يعمل على إيصال الرسائل الأميركية إلى دمشق لكنه تحدث عن صواريخ بالستية ولم يذكر عبارة «سكود» رغم إلحاح النائب غاري اكيرمان في الاستيضاح.

 

الجانب السوري اعتبر التسريب الأولي انتهاكا لاتفاق عدم إخراج القضايا الخلافية إلى العلن، وان واشنطن طرحت عليه قضايا نقل الأسلحة إلى حزب الله والصواريخ البالستية ولم تذكر صواريخ «سكود» قبل لقاء 19 نيسان، بينما الجانب الأميركي يؤكد انه لم يكن وراء إخراج هذه القضية إلى العلن، معتبرا أن نفي طرح القضية في الاجتماعات المغلقة غير دقيق وان سورية تتجاوز الخطوط الحمر في ميزان النزاع العربي الإسرائيلي ما قد يؤدي إلى حرب في المنطقة. وهكذا تعطلت لغة الحوار بين الطرفين وعادت الشكوك المتبادلة مرة أخرى.

 

وبحسب مصادر حكومية أميركية، فإن الإلحاح الإسرائيلي على إثارة قضية «السكود» لم يتوقف، وان البنتاغون كان أكثر المتحمسين لطرحها داخل الإدارة الأميركية قبل أن تطلب وكالة الاستخبارات المركزية وقف الإشارة العلنية لهذا الموضوع لأن لا دليل لديها على دخول هذه الصواريخ إلى الأراضي اللبنانية، بل تقول الاستخبارات الأميركية أن صواريخ «السكود» موجودة في مستودعات سورية ولدى حزب الله وصول إليها.

 

بعدها جرى تواصل بين مصطفى وفيلتمان، وكان تبادل عتاب أو نوعا ما «لقاء مصالحة» في أوائل أيار في أحد الفنادق في نيويورك. لا جديد في هذا الاجتماع سوى محاولة لإعادة بناء الجسور. بعدها حصل اختبار آخر عند زيارة وفد من كبرى الشركات الأميركية في مجال تقنية المعلومات والتكنولوجيا إلى دمشق في حزيران الماضي، حيث تفاجأ الجانب السوري في اللحظة الأخيرة بإضافة اسمين على لائحة الوفد هما مستشارا وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون التكنولوجيا أليك روس وغاريد كوهين. وكان هناك تحفظ سوري على قيام هذين الشخصين بدور مباشر في الدعم الالكتروني للحركة الإصلاحية (الخضراء) الإيرانية. كان الطرفان على وشك إلغاء الزيارة التي يتم الإعداد لها منذ شباط الماضي، لكن الاقتراح الأميركي في الأيام الأخيرة أنقذ الموقف، واقتضت التسوية ببقاء روس وكوهين في عداد الوفد من دون مشاركتهما في اللقاء مع الرئيس الأسد.

 

وأوضحت السفير أن القصة الخفية في هذا الملف تبقى زيارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري إلى دمشق في 22 أيار الماضي، بحيث ترفض كل الأطراف التعليق على ما جرى في اجتماعه مع الرئيس الأسد الذي دام خمس ساعات. وتقول مصادر أميركية (غير حكومية) مطلعة إن مهمة كيري الأخيرة سعت إلى التهدئة بين الجانبين السوري والأميركي والعودة إلى نقطة عدم إثارة القضايا الخلافية علنا، كما استكشف استعداد القيادة السورية لإعادة إطلاق المفاوضات مع إسرائيل من دون اقتراح أي أفكار عملية، في وقت يستعد فيه المبعوث الأميركي جورج ميتشل لزيارة دمشق في وقت قريب. بينما المصادر السورية تؤكد أن الحوار مع واشنطن قد يبقى على ما هو، أي لا تقدم ولكن لن يسوء أكثر، وعدم تدهور العلاقات أمر تحرص عليه واشنطن أيضا.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.