تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لقاء الفراعنة ومحاربي الصحراء تهيمن عليه رائحة الثأر

مصدر الصورة
الحياة - العربية نت - SNS

  تطغى رائحة الثأر بين أطراف المواجهة في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، إذ تتجه الأنظار العربية إلى استاد مومباكا في مدينة بانغيلا اليوم (الخميس) لمتابعة لقاء المنتخبين المصري والجزائري، على ذكرى مباراة البلدين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي نجح فيها «محاربو الصحراء» في بلوغ نهائيات كأس العالم على حساب نظرائهم «الفراعنة». وفي المباراة الثانية يلتقي المنتخبان الغاني والنيجيري في دربي غرب افريقيا على ذكرى اقصاء الأول للأخير من الدور ربع النهائي للنسخة الاخيرة.

ويأتي اللقاء المصري – الجزائري على أنغام «الاخوة» وأوتار «الشد والجذب» بعدماشهدت المباراة الأخيرة بينهما «تأزماً» بلغ حده الأقصى واستدعى تدخلاً رفيع المستوى من أجل التهدئة بين الطرفين.
وبدا جلياً حرص مسيري الشأن الرياضي ووسائل الإعلام في البلدين على ضمان عدم انحراف المنافسة إلى خط «التأجيج» الذي بلغته في المرة الماضية، إذ وصف رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر اللقاء بأنه «عرس عربي»، فيما قال مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان: «يجب التوقف عن الحديث عن العداء بين البلدين، انهامجرد مباريات في كرة القدم وليست حرباً».
أما الجامعة العربية فأعربت عن أمنياتها أن تثبت المباراة أن أواصر الود والعلاقات التاريخية أقوى من أن تنال منها «أزمة عابرة»، وذلك على لسان مدير مكتب الأمين العام للجامعة هشام يوسف الذي رحب بـ «التوجهات الإعلامية الهادئة من الجانبين»، مضيفاً: «ان النشاطات الرياضية بصفة عامة كانت دائماً مناسبة للتقريب بين الشعوب ولا ينبغى أن نكون استثناء لذلك»، مضيفاً أن «العالم العربي يواجه أزمات شتى تتطلب التركيز عليها والاهتمام بها وأن توجه لها طاقات الشعوب العربية».
فيما طالب وزيرا خارجية مصر والجزائر أحمد أبو الغيط ومراد مدلسي بضرورة التعامل الحكيم مع المباراة.
وبلغ «الفراعنة» نصف النهائي بعد تصدر المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط، إثر الفوزعلى نيجيريا وموزمبيق وبنين ومن ثم اقصاء الكاميرون من ربع النهائي بعد مباراةماراثونية وصلت لشوطين إضافيين، في حين وصلت الجزائر بعد احتلالها المركز الثاني في المجموعة الأولى، إثر خسارتها في مستهل مشوارها أمام مالاوي وفوزها على مالي والتعادل أمام أنغولا، وكشف «الخضر» عن وجه مختلف أمام كوت ديفوار في ربع النهائي وأقصوا «الأفيال» بعد احراز التعادل في اللحظات الأخيرة من اللقاء وتسجيل هدف الفوزفي الأشواط الإضافية.
على الطرف الآخر، تأتي مواجهة غانا ونيجيريا وسط مستوى غير معهود قدمه الطرفان في المرحلة الماضية من المنافسات، خصوصاً نيجيريا التي انقذت نفسها ورأس مدربها شعيبو امودو بالتأهل الى دور الاربعة، بعدما هدده الاتحاد النيجيري بالإقالة في حال عدم تأهله إلى نصف النهائي.
في المقابل، نجحت غانا في التغلب على محنها والضربات الموجعة التي تلقتها بسبب اصابة 6 لاعبين اساسيين قبل البطولة وقائدها نجم تشلسي الانكليزي مايكل ايسيان قبل المباراة الثانية امام بوركينا فاسو.
وهي ثاني قمة يكون طرفاها منتخبين بين الستة الممثلين للقارة السمراء في المونديال، بعد الاولى بين الجزائر وساحل العاج في الدور ربع النهائي.
 
 
في سياق متصل وجه رياضيون مصريون وجزائريون دعوة إلى منتخبي البلدين للتحلي بالروح الرياضية والاخوية في مباراتهما بالدور قبل النهائي لبطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم والتي ستقام اليوم الخميس . وأن ينظرا للقاء على انه مباراة في كرة القدم يجب أن تنتهي في الملعب ويبارك الفائز للخاسر فى النهاية وأن تنسى جماهير البلدين الشقيقين ما حدث في اللقاءات الثلاثة بتصفيات كأس العالم التي جرت في البليدة والقاهرة وأم درمان وأن يكون التشجيع مثاليا من الجماهير التي ستحضر اللقاء في الملعب وأن نثبت للعالم أننا أشقاء بحق و بالأفعال الراقية والسلوك الرياضي المحترم.
 
اللقاء داخل المستطيل الأخضر
 
فعلى الجانب المصري أكد رئيس المجلس القومي للرياضة المهندس حسن صقر لـ"العربية.نت" أن لقاء مصر والجزائر يجمع بين الأشقاء ويجب نسيان ما حدث في تصفيات كاس العالم ولا نعود للوراء مطلقا لأنه مهما حدث بين الأشقاء سيظلوا أشقاء وسنقول للفائز مبروك والخاسر حظا موفقا وبالنسبة لجماهيرنا التي ستسافر إلى انغولا ستعكس الوجه الحضاري لمصر وسوف تلتزم بالأخلاق والروح الرياضية وفي النهاية سنكون سعداء جميعا بوصول منتخب عربي للنهائي.
 
وقال عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم حازم الهواري لـ "العربية.نت" إن المباراة ستكون داخل المستطيل الأخضر ولن يكون لها أبعاد أخرى خارجه وكل فريق لديه طموح الفوز وفى النهاية سواء كانت مدة اللقاء 90 دقيقة أو 120 سنقول للفائز مبروك ولمن لم يحالفه التوفيق حظ أفضل فى البطولات المقبلة، ولا اعتقد أن هذه المباراة ستكون بقوة وحساسية المباريات التي أقيمت في تصفيات كأس العالم التي سبقتها أحداث أدت إلى التوتر الذي حدث في لقاء أم درمان وأتوقع ألا تحدث تجاوزات في لقاء الخميس ولن يكون هناك خروج عن الروح الرياضية وأقول للاعبي الفريقين المصري والجزائري ولجماهير الفريقين قدموا صورة طيبة وحضارية للعالم عن الكرة العربية والإفريقية ولا تقدموا على أي أفعال من شانها أن تعطى صورة "قبيحة" عن كرتنا العربية والإفريقية.
 
من جانبه قال عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم أيمن يونس أدعو لاعبي الفريقين للهدوء وعدم العصبية أو التوتر وأداء مباراة راقية على ارض الملعب وينسوا ما فات وماحدث في تصفيات كأس العالم ويأخذوا الدرس من لاعبي الكاميرون الذين لعبوا مباراتهم مع مصر في دور الثمانية وهم في غاية التوتر والعصبية ففقدوا التركيز وخسروا كل شيء المباراة والتأهل.
 
كما أكد إبراهيم يوسف عضو مجلس إدارة نادي الزمالك وأحد أشهر المدافعين في تاريخ الكرة المصرية, أن مباريات كرة القدم لايوجد فيها مايسمى بالانتقام والثار ورد الاعتبار أو تأكيد الجدارة فهذه كلمات تطلقها وسائل الأعلام من أجل الأثارة ولا مجال لها على أرض الملعب وأدعو المنتخبين العربيين الكبيرين المصري والجزائري أن يقدما لنا مباراة تليق باسمهما الكبير وتعكس مدى تطور الكرة العربية بعيدا عن الخشونة والعصبية وان يثبتوا للعالم أننا أشقاء مهما حدث بيننا.
 
وطالب يوسف الجماهير في البلدين بعدم ترديد الكلمات الحربية التي يرددونها في هذه اللقاءات وأن تكون كل كلماتهم في إطار الروح الرياضية والاخوة العربية حتى بعد انتهاء المباراة يجب عدم المبالغة في الفرحة لمن سيفوز مراعاة لشعور الخاسر والابتعاد عن كلمات الشماتة واذا حدث ذلك وكان الجميع علي مستوي المسؤولية في هذه المباراة فأعتقد أن الماضي سوف يتم نسيانه مشيرا أن الفريق الجزائري نال كل الاحترام والتقدير في مصر وفي وسائل الاعلام المصرية بعد العرض الرائع الذي قدمه أمام كوت ديفوار وصعوده عن جدارة واستحقاق إلي المربع الذهبي وهذا يؤكد أننا إذا تفرغنا للعب كرة القدم فقط ولم نفكر في أي شيء آخر فلن تحدث مشاكل بين الأشقاء العرب وستزول الحساسية بينهم في اللقاءات الرياضية.
 
مباراة مصالحة وتسامح
 
وعلى الجانب الآخر دعا نجوم الكرة الجزائرية الفريقين إلى نسيان ما جرى في القاهرة والخرطوم، وتعويض ذلك بلعب مباراة تاريخية تظهر للعالم أن العرب أصحاب روح رياضية ويتقنون لعبة كرة القدم.
 
وشدّد اللاعب الدولي السابق رابح ماجر، في تصريح لـ"العربية.نت"، على ضرورة أن تكون مباراة الخميس بنغيلا "مباراة المصالحة والتسامح وليس مباراة التحدي".
 
وقال ماجر أيضا "هذا قدرنا، قدر الجزائر ومصر اللتين أثبتا جدارتهما الرياضية فوصلا إلى نصف النهائي الإفريقي".
 
وبالنسبة لماجر الذي يعمل محللا للبطولة الإفريقية في قناة العربية، فإن "المتأهل إلى النهائي سيكون عربيا ويجب تشجيعه والوقوف إلى جانبه"، داعيا لاعبي الفريقين إلى "التصافح وتبادل التحية في هذه المباراة المهمة لإعادة الأجواء إلى سابق عهدها".
 
أما لخضر بلومي الذي حرم لمدة 20 سنة كاملة من السفر خارج الجزائر بسبب إدانته باحداث عاهة في عين طبيب مصري عقب مباراة بين الفريقين عام 1989 صعد على اثرها المنتخب المصري لنهائيات كأس العالم بايطاليا، وهي القضية التي تمت معالجتها الصيف الماضي بدبلوماسية عالية بين الجزائر ومصر، فقد أوضح لـ"العربية.نت" أن "محاربي الصحراء والفراعنة أبانوا على مستوى مشرف جدا للكرة العربية، ولهذا لا بد من مواصلة مسؤولية تشريفنا أمام محفل إفريقي كبير يشاهده العالم أجمع". ووجه بلومي نداء لأنصار الفريقين "بالتعقل وعدم العودة إلى تفاصيل الخلاف في القاهرة والخرطوم لأن المباراة تلعب في الميدان وليس خارجه".
 
وبدوره أكد صالح عصّاد أحد نجوم منتخب الثمانينيات لـ"العربية.نت" أن "مباراة الخميس يجب أن تبقى فقط مقابلة كرة قدم الرابح فيها أكيد عربي". ودعا عصّاد إلى النظر فيما يجمع الجزائر ومصر أكثر مما يفرقهما، قائلا "نحن إخوة ويجمعنا الدين والعروبة فلماذا تفرقنا كرة القدم".
 
ومن جهته، وجه عبد الحكيم سرّار رئيس فريق وفاق سطيف، عبر "العربية.نت" رسالة إلى الإعلاميين في البلدين لـ"عدم نشر أو إذاعة مقالات وأخبار تزيد من الاحتقان بين الأنصار المتهورين".
 
 وأشاد سرّار الذي يشارك خمسة من فريقه مع منتخب الجزائر في دورة أنغولا "بالمستوى الذي وصل إليه المنتخبان الجزائري والمصري"، معتبرا مرورهما للمربع الذهبي فرصة للعودة إلى لغة العقل وفرصة أيضا ليثبت الفريقان وأنصارهما للعرب والعالم أجمع أنهم يتقنون الكرة ويتمتعون بروح رياضية تحول دون الوقوع في فخ الجهات التي استثمرت في أخطاء الماضي بين شعبين شقيقين".
 
وختم رئيس وفاق سطيف بقوله "الجزائر ستكون في كأس العالم ممثل العرب الوحيد وهذا فخر لنا، ولكننا نحتاج دعم كل العرب بمن فيهم أشقاؤنا المصريون".

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.