لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والثمانين بعد الثلاثمئة على التوالي.. بينما انجلى غبار المعركة في جرود القاع ورأس بعلبك عن هزيمة مدوّية لمقاتلي «داعش»، وعن معادلات ميدانية جديدة كرّست التفوق العسكري لـ«حزب الله» على الارض التي يعرف جيدا كيف يتماهى مع تضاريسها.. وأسرارها. لكن أهم ما تمخضت عنه «موقعة الفجر» هو القرار الذي أعلن عنه السيد حسن نصرالله أمس ببدء المعركة المنتظرة مع «داعش»، فيما تمكن «حزب الله»، أمس، من إحكام السيطرة على مرتفعات جديدة في القلمون وجرود عرسال.
ونقلت السفير عن مصادر عسكرية إن الجيش اللبناني اتخذ التدابير اللازمة لمنع تسلل الإرهابيين أو تمددهم من جرود عرسال في اتجاه البلدة. وقالت مصادر ميدانية مطلعة ان الضربة التي تلقاها «داعش» بفعل فشل هجومه الأخير على مواقع «حزب الله» في جرود القاع ورأس بعلبك ستترك تأثيرات لاحقة على مسار المواجهة وإيقاعها، مشيرة الى ان الخسائر الفادحة التي لحقت بالمعتدين أدت الى اهتزاز معنوي في صفوفهم، بينما أعطت في المقابل قوة دفع لعناصر «حزب الله». ولفتت المصادر الانتباه الى انه لولا وجود «حزب الله» في الجرود وتصديه لهجوم «داعش» في النقاط الأمامية، لكان مقاتلو هذا التنظيم الارهابي قد وصلوا الى القاع ورأس بعلبك، مع ما سيرتبه ذلك من تداعيات كارثية على الواقع اللبناني عموما والبقاعي خصوصا.
وبينما استفاق «داعش» على فداحة خسائره البشرية في غزوة جرود رأس بعلبك والقاع، أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله» أنه تم التأكد من مقتل 50 مسلحا من «داعش» وجرح 80 آخرين في الاشتباكات عينها. واستكمل الجيش العربي السوري وحزب الله، أمس، الإمساك بقمم السلسلة الشرقية وأبرزها مرتفعات «البلوكسات» الإستراتيجية التي تتحكم بما تبقى من مرتفعات جرود جراجير وقارة السورية وعرسال اللبنانية.
وأكد السيد حسن نصرالله أن المعركة مع «داعش» بدأت في القلمون وفي السلسلة الشرقية والحدود اللبنانية السورية، «ونحن مصممون على إنهاء هذا الوجود الإرهابي التكفيري الخبيث عند حدودنا، مهما غلت التضحيات، والأمر محسوم بالنسبة لنا». وقال: نحن نؤكد عزمنا وتصميمنا وإرادتنا الحازمة والقاطعة في أننا لن نقبل بعد اليوم ببقاء أي إرهابي أو تكفيري في حدودنا وجرودنا وعلى مقربة من قرانا، برغم حدة المعارك وحجم التضحيات والتوهين الإعلامي والتواطؤ الإعلامي، والضغط الذي يحصل هنا وهناك. وأكد أن الهزيمة ستلحق بهؤلاء، مشيرا الى ان المسألة هي مسألة وقت. ونحن لسنا مستعجلين، بل نعمل بالهدوء المطلوب لنحقق هذا الهدف.
وأبرزت صحيفة الأخبار: نصرالله: هزمنا «النصرة» وبدأت المعركة مع «داعش».. إنهاء الوجود الإرهابي عند حدودنا أمر محسوم والمسألة مسألة وقت. وأكّد نصرالله أن المعركة مع تنظيم «داعش» الارهابي «قد بدأت» في القلمون والسلسلة الشرقية، وعلى الحدود اللبنانية ــــ السورية، مشيراً إلى «أنهم بدأونا بالقتال، لكننا سنواصل هذه المعركة حتى إنهاء الوجود الإرهابي التكفيري الخبيث عند حدودنا. وهذا أمر محسوم». وجزم بأن «الهزيمة ستلحق بهؤلاء. المسألة مسألة وقت.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية إدراج ثلاثة رجال أعمال لبنانيين وشركتين مرتبطتين بهم على اللائحة السوداء بذريعة أنهم يشكلون جزءاً من شبكة دعم لـ«حزب الله» وواجهة لنشاطاته في لبنان والعراق. وفرضت الخزانة تجميداً للممتلكات وقيوداً على ممارسة النشاطات الاقتصادية على أدهم طباجة ومجموعة «الإنماء» التي يمتلكها، وعلى حسين علي فاعور وشركتهCar Care center، وقاسم حجيج.
