مسؤولون كبار في اوروبا يحذرون من ارتفاع سعر اليورو ويطالبون بالعمل الفوري ضد استمرار ارتفاع العملة الاوروبية: "اذا ما استقر اليورو عند سعر 1.5 دولار فانه سيحدث مصيبة للاقتصاد والصناعة الأوروبية بأسرها"، قال هنري جيوني، مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
ردود الفعل الحادة التي تأتي من الصناعيين والاقتصاديين في مختلف الدول الاوروبية تفاقمت في الايام الاخيرة بعد أن تسلق اليورو في اثناء الاسبوع الماضي الى معدل نحو 1.5 دولار، قبل أن يضعف قليلا. في اوروبا غاضبون على نحو خاص من أن الصينيين ربطوا اليوان بالدولار فباتوا يتمتعون من ضعف الدولار بينما يزيدون أرصدتهم بوتيرة مثيرة للدوار. قسم هام من الارصدة يستثمر في شهادات الدين التجارية باليورو وهي خطوة تعزز اليورو أكثر فأكثر.
في الاونة الاخيرة يشتد الضغط على البنك المركزي الاوروبي لاتخاذ خطوات تضعف اليورو في ظل هجر سياسة دعم اليورو القوي. الخطوة تمس بشكل شديد بالمصدرين الاوروبيين، الذين يفكر بعضهم بنقل الانتاج الى خارج كتلة اليورو.
أساس الضغوط تمارس على وزراء المالية في الاتحاد الاوروبي الذين توجد لديهم صلاحيات تأثير حسب ميثاق ماسترخت – وان كانوا في هذه الاثناء لم يستغلوا هذه الصلاحيات حتى الان.
بين المطالبين البارزين لتغيير سياسة اليورو وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغار التي تكرر طلبها العمل على تعزيز الدولار، واعربت عن معارضتها للربط التجاري الوثيق بين الولايات المتحدة والصين. كما يعاني التصدير الاوروبي الى الصين من حالة تراجع، والفائض في الميزان التجاري بين الصين والاتحاد الاوروبي بلغ في السنة الماضية 69 مليار يورو في صالح الصين.
البروفيسور ميخائيل افليتا، من جامعة باريس، قال لـصحيفة "ديلي تلغراف" ان قيمة اليورو أعلى 40 في المائة من قيمته الحقيقية – حوالي 1.07 دولار. وحسب اقواله، هذا هو السبب الذي جعل اصحاب مصانع السيارات بيجو ورينو ينقلون انتاج ملايين السيارات في السنة الى اوروبا الشرقية. وفي المانيا ايضا يحذرون من آثار تعزز اليورو. معهد "IWK" يحذر من أنه يوجد خطر على الانتاج الالماني اذا ما وصل اليورو الى 1.45 دولار، بعد أن حسنت المانيا قدرتها التنافسية من خلال التقليص في الاجور.
