تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: مفاوضات مسقط: هل الفجوة النووية ما زالت قائمة؟!

مصدر الصورة
SNS

 

                 يبدو أن المفاوضات بين إيران والغربيين ما زالت تتعثر بعقبات عدّة، وهو ما تبدّى في التصريحات التي رافقت جولة المحادثات التي استضافتها العاصمة العمانية مسقط، أمس، والتي جمعت وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنظيره الأميركي جون كيري ومسؤولة العلاقات الخارجية السابقة في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، مع بدء العد العكسي لانتهاء المهلة النهائية المحددة من قبل طرفي التفاوض للوصول الى اتفاق شامل بحلول الرابع والعشرين من تشرين الثاني الحالي.

 

    وذكرت السفير أنه وبالنظر إلى الحساسية التي تتسم بها هذه المرحلة من المفاوضات، فقد حرص الطرفان الإيراني والغربي على عدم الكشف عن المسار الذي تسلكه محادثات مسقط، التي ستستغرق يومين، لكن ما رشح من تصريحات إيرانية وأميركية، يوحي بأن نقاط الخلاف ما زالت قائمة، ما قد يفضي نظرياً إلى ثلاثة سيناريوهات: التوصل الى اتفاق شامل خلال المرحلة الاخيرة للمفاوضات النووية في 18 تشرين الثاني، أو اتفاق على تأجيل جديد للمهلة النهائية المتفق عليها سابقاً، أو تفجير المفاوضات برمّتها، وإن كان السيناريو الأخير مستبعداً بالنظر الى تشابك الملفات والمصالح الإيرانية ـ الغربية في ظل ما يجري في المنطقة العربية بشكل عام.

وكان لافتاً في التصريحات المرافقة لجولة المفاوضات في مسقط، ما قاله الرئيس أوباما من أن «الفجوة ما زالت كبيرة» في الملف النووي الإيراني، وتأكيد علي اكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، أن طهران لن تتخلى عن «حقوقها» النووية، برغم التزامها بالمفاوضات تحت قيادة المرشد، وتشديد ظريف على رفض ما أسماه «الخطوط الحمراء المصطنعة» التي تحاول واشنطن فرضها على المسار التفاوضي. كما كان لافتاً، في خضم التساؤلات حول نتيجة الاجتماع العُماني، إعلان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي اكبر صالحي عن زيارة سيقوم بها غداً لموسكو بغرض توقيع اتفاق بشأن بناء محطتين نوويتين في إيران، بعد مفاوضات دامت بضعة أشهر.

وأوضحت السفير: اجتمع موفدون كبار من إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أمس، في مسقط، في محاولة لدفع مساعي للتوصل الى اتفاق نووي شامل، عبر وضع حدود يمكن التحقق منها لأنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في مقابل رفع العقوبات تدريجياً. ووفقاً لديبلوماسيين غربيين شاركوا في المفاوضات، التي تختتم اليوم، فإن نقاط الخلاف الرئيسية تتمثل في حجم برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، ومدة أي اتفاق طويل الأمد، ووتيرة رفع العقوبات الدولية.

ولدى وصول كيري إلى مسقط، قال مسؤول أميركي كبير إن المحادثات الثلاثية ستكون «اجتماعاً مهماً يركز على إحراز تقدم من أجل الالتزام بالموعد النهائي»، فيما قال مسؤولون اميركيون آخرون إن نقاط الخلاف الرئيسية لا تزال قائمة بين الجانبين.

ويبدو أن ما قاله الرئيس أوباما، في حديثه إلى شبكة «سي بي أس» الأميركية، يعكس الى حد كبير الجو العام لنتائج الجولة النووية التي استضافتها مسقط بالأمس. ورداً على سؤال في هذا الشأن، قال الرئيس الاميركي: «هل سنتمكن من سد هذه الفجوة الاخيرة بحيث تعود إيران الى المجتمع الدولي وترفع عنها العقوبات تدريجياً ونحصل على تطمينات قوية وأكيدة يمكن التحقق منها بأنهم غير قادرين على تطوير سلاح نووي؟»، قبل أن يضيف أن «الفجوة لا تزال كبيرة. وقد لا نتمكن من التوصل الى ذلك».

وأضافت السفير أنّ السياسة الداخلية في كل من الولايات المتحدة وإيران يمكن ان تؤثر على المفاوضات. وعلاوة على التشدد الذي يبديه المحافظون في إيران، والذي يضيِّق هامش المناورة لدى فريق الرئيس حسن روحاني، فإنّ الهزيمة الانتخابية القاسية التي لحقت بأوباما، مع فقدان الحزب الديموقراطي السيطرة على مجلس الشيوخ، لمصلحة الجمهوريين الذين ينتقدون بحدة المفاوضات مع إيران، تضيف مزيداً من الضغوط على الرئيس الاميركي.

وعنونت صحيفة الأخبار: مفاوضات اللحظات الأخيرة: إيران ترفض توسيع جدول الأعمال. وأضافت: لم يتضح بصورة جدية، ما إذا كان الغرب قد قرر التقدم خطوة كبيرة صوب اتفاق شامل مع إيران في الرابع والعشرين من الشهر الجاري. ويبدو أن الأمر مرتبط حصراً بجدول أعمال الاتصالات القائمة الآن في مسقط وبعدها. ولا يزال مشهد المفاوضات الخاص بملف برنامج إيران النووي معقداً. تفيد المعلومات عن إصرار إيران على رفض إدخال أي بند آخر على جدول الأعمال، مقابل سعي أميركي – أوروبي لجعل الصفقة تشمل ملف الأمن الإقليمي في الخليج والشرق الأوسط. وأوضحت الأخبار: الأميركيون كما الأوروبيون ذهبوا الى هذه الجولة آخذين بعين الاعتبار تطورات كثيرة حصلت أخيراً، أبرزها انطلاق الحرب ضد «داعش»، واستمرار تعثر مشروع إسقاط الرئيس بشار الأسد في سوريا، وكذلك التطوران الكبيران في العراق واليمن. وعشية اللقاءات، تصرف الفريقان وفق أجندتين مختلفتين:

- ترفض إيران بشدة إقحام ملفات المنطقة في دائرة المفاوضات النووية، وهي تطلب التزاماً أميركياً وأوروبياً مباشراً باتفاق يقايض سلمية البرنامج النووي برفع جميع العقوبات؛ تعتبر إيران أن محاولة الغرب التأثير عليها من خلال عقوبات إضافية إنما هي ورقة تفاوضية وهي ترفض في المقابل أي تنازلات سياسية جانبية؛ تعتبر إيران أن مواجهة «داعش» عملية طويلة، لكنها لا تتطلب التحالف الذي يتحدث عنه الأميركيون، وأن على هؤلاء القيام بخطوات من جانبهم ومع حلفائهم في دول المنطقة لمواجهة «داعش» وغيرها؛ ترى إيران أنها غير معنية بمزيد من التنازلات في العراق بعد قبول إبعاد نوري المالكي، وهي غير معنية أبداً الآن في الدخول في أي نوع من التفاوض بشأن اليمن.

من الجانب الاخر، تريد أوروبا ضمانات مستقبلية سياسية واقتصادية بأن التفاهم سوف يكون مع أوروبا أولاً وليس مع أميركا، وأن ينسحب على كل العلاقات في المنطقة، وخصوصاً ملف العلاقات الاقتصادية والتجارية؛ تريد أوروبا انسحاباً إيرانياً من ملف سوريا وتوجيه رسائل طمأنة الى اسرائيل ودول الخليج العربي؛ تريد الولايات المتحدة تفاهمات عملانية مباشرة، تخص سوريا واليمن وفلسطين ولبنان، الى جانب ملف العلاقات مع دول الخليج.

وأردفت الأخبار أنه في حال تعثر الاتصالات القائمة، فإن المرجح عدم ذهاب الطرفين نحو مواجهة كما ترغب إسرائيل ودول اخرى، لكن الاتكال سوف يكون على من يقدر على اختراع صيغة لا تعتبر أن الملف أقفل بعد الرابع والعشرين من الشهر الجاري، ولكن من دون تقييد الجميع بمواعيد جديدة. وعلى هذه الخلفية، انطلقت أمس في مسقط، اجتماعات ثلاثية ضمت ظريف وكيري و آشتون. وضمّ جدول أعمال الاجتماع ثلاث قضايا رئيسية هي: مستوى تخصيب اليورانيوم، وعدد أجهزة الطرد المركزي، وإلغاء العقوبات المفروضة على إيران، على أن يتابع المسؤولون الثلاثة اجتماعاتهم اليوم، قبل استكمالها غداً بحضور وفود إيران ومجموعة 5+1.

وعنونت الحياة: «تراجع» فرص الاتفاق النووي. وذكرت أنّ إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بدأوا في مسقط أمس، محادثات تستمر يومين قد تكون حاسمة إذا نجحت في تذليل عقبات تعترض إبرام اتفاق يطوي ملف طهران النووي بحلول 24 الشهر الجاري. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن هناك تراجعاً في مسار المفاوضات وحتى إمكانية الوصول الى اتفاق في شأن البرنامج النووي الايراني»، مشيرة إلى أن الأمور كانت تسير في شكل أفضل الأسبوع الماضي. ووضعت الرسالة المزعومة لأوباما إلى خامنئي، في إطار خطوة أخيرة قد تُساهم في تبرير فشل محتمل للمفاوضات، من خلال إعلان أن واشنطن فعلت «أكثر من اللازم ولم تترك أي خطوة»، وتحميل طهران المسؤولية. ونقلت الحياة عن مصادر مواكبة للمفاوضات أن التوصل إلى نتائج عملية يحتاج إلى إرادة سياسية، إذ إن «الجوانب الفنية ناقشها بعناية خبراء الجانبين». وستلي اللقاء الثلاثي غداً، جلسة محادثات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، قبل مفاوضات المرحلة الأخيرة في 18 الشهر الجاري.

بالمقابل، أبرزت الشرق الأوسط: مفاوضات مسقط «تقطع شوطا».. ومهمة لصالحي في موسكو.. أوباما يقول إن «الفجوة ما زالت كبيرة» في الملف النووي الإيراني. وأفادت أنه اختتمت أمس جولتان من المباحثات الثلاثية الماراثونية بين كيري وآشتون وظريف. وعقدت الجولتان خلف الأبواب الموصدة «بأجواء من التفاؤل» برعاية عمانية. وقال يوسف بن علوي عبد الله الوزير المسؤول عن السياسة الخارجية العمانية، إن «الأطراف المشاركة قطعت شوطا كبيرا من المفاوضات ونحن راضون عما تم التوصل إليه حتى الآن». وتزامن ذلك مع إعلان طهران أن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، سيزور موسكو غدا (الثلاثاء)، وسط أنباء أفادت بموافقة إيران على مقترح روسي يقضي بشحن مخزونها من اليورانيوم إلى هناك. غير أن أوباما بدا أقل تفاؤلا، وقال في تصريحات إنه «لا تزال هناك فجوة كبيرة».

من جانب آخر، ووفقاً للأخبار، كررت تل أبيب أمس موقفها الرسمي الرافض للمفاوضات النووية الغربية مع إيران. وواصلت رفع الصوت احتجاجاً لا على مبدأ التفاوض، بل على تفاصيله وأيضاً على عدم شموله بنوداً تهم أمن إسرائيل مباشرة. قال نتنياهو، إن المطلوب «ليس فقط أن لا تنتج إيران سلاحاً نووياً، بل أيضا القدرة اللاحقة على الإنتاج، بما يشمل وقفاً كاملاً ونهائياً لعمليات تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي تجاوزته المفاوضات نفسها، وأيضاً لا يتلاءم مع موازين القوى التي استطاعت إيران أن تفرض نفسها فيها كند للولايات المتحدة في المنطقة».

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.