تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فدائي مقدسي يثأر للأقصى ويقتل مجموعة من المستوطنين بعد دهسهم في القدس.

في سابقة خطيرة وعمل عدواني قذر جاء في ظل تخاذل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على تدنيس محراب المسجد الأقصى وداسته بالأحذية بعد أن اقتحمه نحو 300 جندي صهيوني وعشرات المستوطنين المتطرفين.

 

وقد أصيب عشرات المصلين والمرابطين أمس إثر إطلاق شرطة الاحتلال الصهيوني القنابل الصوتية والحارقة وغاز الفلفل باتجاههم خلال اقتحامها باحات المسجد الأقصى المبارك والمسجد القبلي المسقوف.
وقالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»: إن «قوات كبيرة من الشرطة الخاصة مدججة بكافة أنواع الأسلحة اقتحمت المسجد الأقصى والقبلي وهاجمت المصلين المتواجدين بداخلهما بصورة همجية».
وأشارت مؤسسة الأقصى أن قوات الاحتلال بدأت بإطلاق وابل من القنابل الصوتية والغازية باتجاه المصلين المتواجدين في باحاته، وخاصة من كبار السن، ما أدى لوقوع إصابات بالرأس والعين، بالإضافة لحالات اختناق وتدافع.
وأكدت المؤسسة أن «شرطة الاحتلال اقتحمت المسجد القبلي بالأحذية ودخلت حتى منبر صلاح الدين الأيوبي، وحاصرته من أجل إخراج جميع المصلين والشبان الذين اعتكفوا بداخله، كما هاجمتهم بالقنابل الصوتية والغازية، ما أدى لوقوع إصابات، حيث لم يسمح الاحتلال بدخول طواقم الإسعاف لنقل المصابين.
وأضافت: إن قوات الاحتلال أبعدت جميع الذين كانوا بالأقصى إلى صحن قبة الصخرة المشرفة، وحاصرتهم حتى تكون منطقة المسجد القبلي منطقة عسكرية مغلقة.
وأشارت مؤسسة الأقصى إلى أن الاحتلال أغلق جميع بوابات الأقصى بشكل كامل دون السماح لأحد بالدخول إليه.
ولفتت إلى أن حشوداً كبيرة من المصلين من أهل القدس والداخل وطلاب المدارس الشرعية يعتصمون عند بوابات الأقصى من الخارج، احتجاجاً على منعهم من الدخول، ورفضاً للاعتداء على المسجد الأقصى.
ويشهد المسجد الأقصى بشكل شبه يومي عمليات اقتحام وتدنيس من قبل المستوطنين وأعضاء كنيست ومسؤولين في الحكومة الصهيونية وسط إجراءات وقيود صهيونية مشددة على دخول المصلين إليه.
ولم يتأخر الرد الفلسطيني على تدنيس الأقصى فقد قتل عدة مستوطنين في عملية دهس نفذها فدائي فلسطيني في حي الشيخ جراح في القدس.
وقالت الشرطة الإسرائيلية: إن اثنين من المستوطنين قتلا وأصيب عدد آخر في عملية دهس وهجوم مركب في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، بينما استشهد المنفذ برصاص شرطة الاحتلال.
وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» أن سيارة تجارية قامت بدهس عدد من الإسرائيليين في المكان وبعدها اصطدمت بعدة مركبات وخرج السائق بعدها وبيده قضيب معدني وبدأ بمهاجمة المارة قبل أن تطلق الشرطة عليه النار وتتسبب بمقتله.
وقالت الشرطة: إن 13 إسرائيلياً أصيبوا بجراح في عملية الدهس بالقدس منهم 1 بجراح حرجة و2 خطرة و5 متوسطة و5 طفيفة.
وتأتي هذه العملية في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل في المدينة المقدسة خاصة ضد المسجد الأقصى المبارك وتكرار اقتحامه والاعتداء والتضييق على المصلين.
من جانبه صرح مصدر مسؤول في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة» بأن عملية القدس البطولية التي نفذها المجاهد المقدسي ابراهيم عكاوي عملية مباركة، جاءت رداً على سياسات التهويد التي تنتهجها قوات الاحتلال الصهيوني بحق كل ما هو فلسطيني وعربي وإسلامي في المدينة المقدسة.
ودعت القيادة العامة إلى هبة جماهيرية لأبناء شعبنا في الضفة ومناطق الـ48 لنصرة القدس في وجه هذه المؤامرت التي تحاك ضد مقدساتنا وأهلنا في بيت المقدس، مطالبة الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية بالانعقاد وأن يكون على رأس جدول أعماله وضع إستراتيجية وطنية لمواجهة ما يقوم به العدو بحق القدس والمقدسيين.
كما طالبت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تحمل مسؤولياتهما بعقد جلسة طارئة لبحث الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى، والعمل على نصرة المدينة المقدسة.
في الغضون ورداً على التصعيد في المسجد الأقصى قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن القيادة الفلسطينية قررت التوجه إلى مجلس الأمن فوراً ضد التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك وبدأت الاتصالات السريعة بهذا الشأن.
وأوضح أبو ردينة في تصريح صحفي «إننا أمام حكومة إسرائيلية تريد تصعيد الأمور من أجل تقسيم المسجد الأقصى، الأمر الذي حذرنا مراراً بأن ذلك خط أحمر سيؤدي إلى أوضاع لا يمكن السكوت عليها داخلياً وإقليمياً، وسيدفع بالأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف وقرارات خطيرة».
في السياق أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن معركة القدس مستمرة ومفتوحة وعلى جماهير أمتنا أن تكون طرفاً في هذه المواجهة وألا يستمر صمتها على تدنيس المسجد الأقصى ومحرابه الشريف وساحاته المباركة.
وشددت في بيان صحفي، تعقيباً على إغلاق المسجد الأقصى والاقتحامات المتكررة له، وكان آخرها صباح أمس من اقتحام للمسجد الأقصى وتدنيس محرابه الشريف بأحذية الجنود الصهاينة والاعتداء على المصلين، على أن العدوان المستمر بحق المسجد الأقصى والقدس سيواجه بكل عزيمة، وإرادة شعبنا أقوى من القمع والإرهاب الصهيوني.
على صعيد متصل يواصل كيان الاحتلال مخططاته الاستيطانية في القدس الشرقية، حيث صدقت ما تسمى «اللجنة المحلية للتخطيط والبناء» في القدس أمس بناء 278 وحدة استيطانية، استكمالاً لما صادقت عليه ببناء 500 وحدة استيطانية.
وذكرت مصادر إسرائيلية مقربة من الحكومة الصهيونية بأنها تستعد للمصادقة على العديد من مشاريع البناء الاستيطانية في القدس رداً على الهجوم الدبلوماسي الذي تقوم به السلطة الفلسطينية ضدها في العالم، وكذلك على توجهها إلى منظمات الأمم المتحدة والانضمام لها.
 
الأردن يرد بـ«استدعاء» سفيره في إسرائيل
 
قالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا): إن الأردن استدعى أمس الأربعاء سفيره في إسرائيل احتجاجاً على ما وصفه بالانتهاكات في القدس والمواقع المقدسة.
وقالت الوكالة: إن القرار جاء «احتجاجاً على التصعيد الإسرائيلي المتزايد وغير المسبوق» في الحرم القدسي الشريف «والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقدس».
وفي السياق ذاته قال متحدث باسم الحكومة الأردنية أمس: إن بلاده تعتزم تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب الإجراءات الإسرائيلية في القدس والمناطق المقدسة. وقال المتحدث محمد المومني: إن رئيس الوزراء الأردني عبد اللـه النسور أصدر تعليماته إلى وفد الأردن في الأمم المتحدة «لتقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن. وكان الأردن قد وقع اتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1994.


إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.