تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أوكرانيا وروسيا.. والمصالح الدولية:

 في الوقت الذي شهدت فيه عاصمة بلاروسيا مينسك، جولة جديدة من المحادثات حول الأزمة الأوكرانية، أمس، أعلن متحدث عسكري أوكراني، أن «العسكريين الأوكرانيين تلقوا الأمر وانسحبوا من مطار لوغانسك وبلدة غيورغيفكا» التي تبعد 18 كيلومتراً جنوب لوغانسك. يأتي ذلك فيما اجتمع ممثلون عن أوكرانيا وروسيا و«منظمة الأمن والتعاون» في أوروبا ضمن «مجموعة الاتصال»، في مينسك، لبحث وقف فوري لإطلاق النار في شرق أوكرانيا.

ودعا الرئيس بوتين الغرب لأن يتحلى «بالمنطق» فيما يتعلق بإمكانية فرض عقوبات إضافية على بلاده على خلفية هذه الأزمة، وتفادي «اللكمات المتبادلة»، طبقاً لوكالة «انترفاكس». وقال، خلال اجتماع في أقصى الشرق الروسي، «أتمنى أن يسود المنطق وسنعمل بطريقة عصرية عادية حتى لا نتحمل نحن ولا شركاؤنا تكاليف هذه اللكمات المتبادلة»، مضيفاً أن «القيادة الحالية في كييف لا تريد حواراً بنّاءً مع شرق بلادها»، طبقاً لصحيفة الأخبار.

من جانب آخر، ووفقاً للسفير، أطلق بوتين، أمس، أعمال بناء مشروع خط أنابيب نقل الغاز إلى الشطر الشرقي من روسيا الآسيوية والصين، الذي ستصدّر من خلاله روسيا للمرة الأولى الغاز إلى جارتها. وقال بوتين إن بلاده تطلق «أكبر مشروع بناء في العالم، ولن يكون هناك مشروع أهم في المستقبل القريب»، وأضاف أن «المهم ليس الأرقام القياسية بل كون هذا المشروع مهما جدا بالنسبة إلى اتحاد روسيا كما جمهورية الصين الشعبية». وكان بوتين قد قال خلال لقائه طلاب جامعة ياكوتسك، إن خط الأنابيب «سيتيح القيام بخطوة هامة جديدة نحو سد حاجة بلادنا إلى الغاز بشكل كامل، بالإضافة إلى تنويع وجهات تصدير الغاز الروسي»، في إشارة إلى الدول الآسيوية، وليس فقط الاتحاد الأوروبي.

واعتبر محمد خروب في الرأي الأردنية أنها ليست زلّة لسان بالتأكيد ولا ذهاب «مجاني» لاستفزاز الغرب، تلك الدعوة المُدوّية التي اطلقها بوتين عبر التلفزيون الرسمي الروسي إلى منح «وضع دولة» لجنوب شرق أوكرانيا بهدف حماية المصالح المشروعة لسكان هذه المنطقة»؛ هي إذاً قواعد لعبة جديدة يريد سيد الكرملين فرضها على الغرب الذي أمعن في استكباره وراح يلوّح في غطرسة بفرض المزيد من العقوبات «كسلاح يدرك أن موسكو غير قادرة تماماً» على مواجهة أكلافه واستحقاقاته... ردّ فعل الغرب لن يتأخر كثيراً وستكون قمة الأطلسي الوشيكة، موضع متابعة واهتمام لأن ما سيصدر عنها، ربما سيحدّد مستقبل العلاقات الروسية الغربية.. الانتظار لن يطول، لكن بوتين خلط الأوراق كعادته.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.