تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الولايات المتحدة: الشرخ العرقي لا يزال من أبرز سمات المجتمع الاميركي

 بدأت الاشتباكات بين الشرطة الأميركية والمحتجين في مدينة فيرغسون التابعة لولاية ميسوري، منذ أكثر من عشرة أيام، عندما قتل الشاب الأسود مايكل براون على يد رجل الشرطة الأبيض دارين ويلسون. ولكن منذ ذلك الحين والأوضاع تتطور إلى الأسوأ. ورغم أنها تشهد تهدئة في بعض الأوقات، تعود الاحتجاجات التي ما تلبث أن تتطوّر إلى اشتباكات مع الشرطة، إلى الاندلاع مجدداً.

وذكرت صحيفة الأخبار أنّ الأسباب البديهية وراء انطلاق الاحتجاجات، إضافة الى مقتل الشاب الأسود على يد الشرطة، هي اقتصادية في الدرجة الأولى، وتتعلق بالشعور بعدم المساواة. هذا ما تحدث عنه عدد كبير من المحللين الأميركيين، من بينهم الكاتب توماس إدسال في مقال في صحيفة نيويورك تايمز. ولكن الأسوأ أيضاً بالنسبة إلى العديد من الكتاب والصحافيين والمحللين، وحتى السياسيين الأميركيين، هو كيفية تعاطي الشرطة مع الحدث. هؤلاء يرون أن هذا الأمر أدى إلى تطوّر الأحداث بشكل سلبي. فأعمال العنف التي كان يقوم بها بعض المحتجين كانت تواجه بأعمال عنف من قبل الشرطة، وهذه الأخيرة لم تكن تفرّق بين من يقوم بالاحتجاج بطريقة سلمية أو غيره الذي تتطوّر تظاهرته إلى أعمال عنف.

واعتبر هشام ملحم في مقاله في النهار اللبنانية أنّ الشرخ العرقي كان ولا يزال من أبرز سمات المجتمع الاميركي، ويعود الى مرحلة ما قبل تأسيس الجمهورية الاميركية وهو السبب الرئيسي لأهم حدث في تاريخ الولايات المتحدة أي الحرب الاهلية التي قتل فيها أكثر من 620 ألف أميركي.

وأضاف الكاتب: هذه السنة احتفل الاميركيون بالذكرى الخمسين لإقرار قانون الحقوق المدنية الذي يحرم جميع أنواع التمييز، والذي أنهى اجراءات التمييز التي كانت تحرم السود ممارسة حقهم الانتخابي في الولايات الجنوبية... وأبرزت أحداث فيرغيسون ظاهرة "عسكرة" الشرطة الاميركية الجديدة نسبيا والتي تتعرض الان لانتقادات قوية سترغم الكونغرس على اعادة النظر فيها. ومرة أخرى يواجه الاميركيون بشكل مؤلم حقيقة ان الشرخ العرقي لا يزال قائما وأن الهوات بين البيض والسود في مجالات التعليم والبطالة والتوظيف ومعدلات الدخل لا تزال نافرة. أكثر من 60 في المئة من سكان فيرغيسون من أصل افريقي، لكن المسؤولين فيها هم من البيض بمن فيهم رئيس الشرطة. عدد أفراد الشرطة 53 منهم ثلاثة فقط من السود. الشرخ العرقي بدا نافرا بعد الاحداث إذ رأى 65 في المئة من السود وفقا لاستطلاع للرأي ان الشرطة تجاوزت صلاحياتها، بينما وافقهم ثلث البيض فقط.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.