تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns العراق: كرّ وفرّ بين الموصل وتكريت!!

 بدا المشهد الميداني في العراق يوم أمس متناقضاً، حيث نجحت قوات البشمركة الكردية في استعادة عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي «داعش» في الموصل، فيما صدّ التنظيم المتشدد حملة عسكرية واسعة شنها الجيش العراقي في تكريت، طبقاً لصحيفة السفير.

وفيما مرّت الذكرى الرابعة على بدء الانسحاب العسكري الاميركي من العراق، تحقيقاً للوعود التي قدّمها أوباما لناخبيه في الحملة الانتخابية الرئاسية الأولى، يبدو أن التدخل العسكري الأميركي الجديد في بلاد الرافدين سيطول، بعد إعلان أوباما، نفسه، عن اعتماد «استراتيجية طويلة الأمد» لمواجهة «داعش»، قوامها الضربات الجوية، التي استهدفت حتى الآن اكثر من 90 موقعاً لـ«الدولة الإسلامية» خلال الأيام الثلاثة الماضية.

في هذا الوقت، ذكرت قناة «سكاي نيوز» الأميركية أن وزارة الدفاع الأميركية تستعدّ لتجنيد عناصر ومستشارين أمنيين لإرسالهم إلى العراق. وأشارت القناة الأميركية، في تقرير خاص، إلى أن «اوباما استبعد إرسال قوات برية مجدداً إلى العراق، لكن في مواجهة تنامي خطر تنظيم داعش، يبدو أن البنتاغون يبحث عن طريقة لإرسال الجنود مجدداً، عبر الباب الخلفي». وأوضحت أن «الجيش الأميركي وجّه برقية بهذا الخصوص إلى الشركات القادرة على توفير عناصر مساعدة أمنيين ومستشارين في العراق».

ونقلت «سكاي نيوز» عن مصدر استخباراتي قوله إن «الخيار الوحيد المتاح للتصدي لانتشار الدولة الإسلامية هو العودة مجدداً إلى برنامج الصحوات، الذي نجح في نهاية العام 2008، من استنفار رجال القبائل السنة ضد تنظيم القاعدة».

وكان أوباما، تحدّث في وقت متأخر من ليل امس، عن اتباع استراتيجية «بعيدة الأمد» لمكافحة «داعش»، الذي تتعرّض مواقعه شمال العراق لضربات جوية أميركية منذ نحو عشرة أيام. وحذّر من أن التنظيم الذي يسيطر على أنحاء واسعة في سورية والعراق يشكل خطراً «على العراقيين وعلى المنطقة بأسرها»، مؤكداً أن الهدف «هو أن يكون لنا شركاء حقيقيون على ارض الواقع، وإذا كان لدينا شركاء حقيقيون على ارض الواقع يصبح خروج المهمة عن مسارها أقل احتمالاً»، واعداً بـ«استراتيجية لمكافحة الإرهاب» مشتركة بين العراق وحلفاء الولايات المتحدة.

وأوضحت صحيفة الأخبار أنّ معارك عنيفة يخوضها الجيش العراقي لاستعادة مدينة تكريت الواقعة تحت سيطرة «الدولة»، في وقت طالب فيه ممثلو ناحية آمرلي المحاصرة القوات الأمنية بفك الحصار عن منطقتهم التي تعاني من تدهور الوضع الإنساني. وذكرت أنه إبان تحرير سد الموصل من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، تسعى القوات الأمنية العراقية إلى تحقيق المزيد من الإنجازات، حيث شنّت أمس عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت (شمال بغداد) التي استولى عليها «الدولة» منذ منتصف حزيران الماضي. وقال مصدر عسكري رفيع المستوى إن «القوات العراقية التي تقاتل بمساندة مسلحين موالين للحكومة ومروحيات الجيش، تمكنت من السيطرة على مبنى مستشفى تكريت» الواقع في الجهة الشرقية من المدينة، مشدداً على أن «العملية ستستمر لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة». إلا أن قوات الجيش انسحبت من المدينة مع حلول الظهيرة، حيث كشف مصدر عسكري عن أن «ضراوة الاشتباكات أدت إلى تراجع الجيش الذي تقدّم من المحور الجنوبي والغربي والشمالي».

من جهته، قال مسؤول في وزارة البشمركة الكردية إن مشاركة قوات وزارته في تحرير سد الموصل (نينوى) كانت نتيجة اتفاق بين رئيس إقليم شمال العراق مسعود البرزاني وحكومة بغداد. وأضاف أنه «ليست هناك أي خطة حالياً بشأن الوجهة المقبلة لقوات البشمركة بعد السيطرة على سد الموصل».

على الجانب السياسي، وفي ما يتعلّق بالمفاوضات الجارية من أجل تشكيل الحكومة، قالت كتلة التحالف الوطني أمس إن جميع القوى السياسية الممثلة في البرلمان تتفاوض للمشاركة في الحكومة التي بدأ رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بالعمل على تشكيلها.

إلى ذلك، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أمس أنها ستطلق خطة مساعدة طارئة لـ500 ألف عراقي نازح. وأشار المتحدث باسم المفوضية أدريان إدواردز إلى أن تقديرات الأمم المتحدة حتى الآن تشير إلى أن 1,2 مليون عراقي اضطروا إلى النزوح بسبب المعارك.

وذكرت مجلة فورين بوليسي أنه في وقت تتباهى الولايات المتحدة بضرباتها الجوية ضد مواقع تنظيم «داعش» في العراق، يبدو تقييم الاستخبارات الأميركية حول واقع «الدولة الإسلامية» محبطاً، فهذه الميليشيات الإرهابية تتحوّل الى «دولة امر واقع» في المناطق الشاسعة التي سيطرت عليها في سوريا والعراق. وأشارت المجلة في تقرير كتبه الصحافي يوخي دريزن بعنوان «من الكهرباء الى المجاري الصحية: الاستخبارات الأميركية تقول إن الدولة الاسلامية تتعلم سريعاً كيف تدير بلداً».

وتنقل المجلة المتخصصة عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية قولهم إن «قادة الدولة الإسلامية تبنوا نظريات كان الرائد الأول في تبنيها حزب الله في لبنان، وتقوم على تكريس موارد بشرية ومالية كبيرة لإدارة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، والمياه، والمجاري الصحية»، وغيرها من المرافق، بما في ذلك قطاع الاتصالات. ويشير دريزن إلى أن «الدولة الإسلامية» سمح للبيروقراطيين المحليين كمسؤولي المستشفيات، ومنفذي القانون، وعمال إزالة القمامة، والخدمات البلدية الأخرى بالبقاء في وظائفهم. ويؤكد أن «داعش» بات يعد أفضل مجموعة إرهابية في العالم لجهة التسلح والتمويل. وهو يستطيع التكيف بسرعة مع تحديات الحكم والسلطة. وهذا، بدوره، يقلل بشكل كبير من فرص قيام معارضة محلية في مواجهة المتطرفين».

تنقل المجلة عن الخبير في مجال مكافحة عمليات التمرد الجنرال الأميركي المتقاعد ديفد كيلكولن قوله إن «داعش هو المجموعة الإرهابية الأكثر خطورة في العالم، لأنه يدمج بين قدرات (تنظيم) القاعدة القتالية وإمكانيات حزب الله الإدارية»، مضيفاً انه «من الواضح ان لديهم جدول عمل لبناء دولة وإدراكاً للحكم الفعال».

وينتقل التقرير الى الرقة في سوريا، والتي تخضع لسيطرة «داعش» منذ شهور، حيث لا تزال شرطة السير تعمل في الطرقات والمواطنون يدفعون الضرائب للميليشيات، في مقابل اعطائهم ايصالات مختومة بشعار «داعش». ويشير التقرير الى أن «داعش» أطلق نشاطاً بعنوان «يوم مرح» في الموصل، حيث يقوم بتنظيم دورات كرة قدم وحفظ للقرآن، بينما يختم كيلكولن إن «داعش يفكر كدولة».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.