تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: العراق: قوات البيشمركة تتقدم بدعم جوي أميركي

 شنت قوات كردية مدعومة بطائرات حربية أميركية مساء أمس هجوماً لاستعادة السيطرة على سد الموصل، أكبر سدود العراق، من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، فيما بدت مؤشرات واضحة على تنسيق دولي لمواجهة التنظيم عسكرياً، شملت تسليحاً أوروبياً لقوات البيشمركة وملاحقة مصادر تمويل «داعش» الذي ارتكب مجزرة جديدة في حق أكثر من 80 أيزيدياً. وفي بغداد وقّع رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي على جملة من الشروط قدمتها كتلة «التحالف الوطني» الشيعية بمثابة «خريطة طريق» لحكومته تمنعه من الانفراد بالسلطة.

وأعلن اللواء عبد الرحمن كوريني، أن «قوات البيشمركة وبدعم جوي أميركي استعادت السيطرة على الجزء الشرقي من السد». وأفادت مصادر أمنية أن طائرات أميركية قصفت مواقع «داعش» بالقرب من سد الموصل تمهيداً لتقدم قوات برية عراقية ضمت جنوداً من «البيشمركة» الكردية. كما أن غارة أميركية أخرى تمكّنت من تدمير مدرعتين تابعتين للتنظيم في جنوب منطقة سنجار.

وتعِد الولايات المتحدة لشن غارات جوية حول بغداد لحمايتها من أي هجوم قد يكون «داعش» يخطط له. وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها حصلت على تصريح واضح من الرئيس أوباما بشن هذه الغارات، ونقلت صحيفة الـتايمز البريطانية عن الأدميرال جون كيربي، المسؤول الصحافي في البنتاغون، قوله إن سلاحي البحرية والطيران حصلا على إذن واضح من الرئيس أوباما بشن ضربات على أي مكان يتعرض فيه الأميركيون، العسكريون أو المدنيون، إلى تهديد، بما في ذلك العاصمة بغداد.

إلى ذلك، وقع رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي على جملة من الشروط قدمتها كتلة «التحالف الوطني» الشيعية لحكومته، أبرزها تحديد ولايته، وعدم الانفراد بالقرار، فيما تواصلت التطورات وسط المجموعات المسلحة والعشائرية السنية التي اعتبرت تغيير رئيس الحكومة السابق نوري المالكي «خطوة إيجابية».

في هذه الأثناء، قال النائب الأيزيدي محما خليل، إن «داعش قتل 80 شخصاً من سكان قرية كوجو جنوب مدينة سنجار الجمعة بعدما رفضوا شروط التنظيم بإعلان إسلامهم». وأكد «احتجاز التنظيم النساء والأطفال والشيوخ في سجون في عدد من مناطق نينوى». وأشار إلى أن «هناك أكثر من عشرة آلاف نازح أيزيدي ما زالوا في جبل سنجار وهم معرضون للجوع والعطش أو الهجمات الإرهابية من قبل داعش».

وشهدت الأيام الأخيرة تفاعلات وسط المجموعات المسلحة والعشائرية السنية، تمشياً مع المتغيرات في بغداد، بعد تنحية المالكي، وإعلان رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي استعداده لفتح الحوار مع كل الأطراف العراقية.

ونقلت صحيفة الحياة عن مصادر سياسية سنّية رفيعة، أن اجتماعاً مهماً عقد بين مسؤولين محليين من الأنبار وبين مسؤولين أميركيين لمناقشة الوضع الأمني في المحافظة، تم خلاله اتفاق مبدئي على تقديم مساعدة أميركية، فيما تستعد الفصائل المسلحة السنّية لاتخاذ موقف من الوضع الأمني في البلاد بعد تنحي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عن الحكم.

من جهة أخرى، باشر المجتمع الدولي بفرض إجراءات لقطع مصادر التمويل عن تنظيم «داعش»، وكذلك تسليح الأكراد لمواجهته. وكان مجلس الأمن الدولي تبنى الجمعة بالإجماع قراراً بموجب الفصل السابع يهدف إلى إضعاف «داعش» في كل من العراق وسورية عبر اتخاذ إجراءات لقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الأجانب، فيما قدّر رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، في لقاء مع مجلة فوكس الألمانية، دخل «داعش» بنحو ثلاثة ملايين دولار يومياً من عمليات الجباية بالإكراه وسرقة النفط.

وناشد البرزاني، ألمانيا تزويده بالسلاح لمساعدة الأكراد في قتال متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقال إن على الدول الأجنبية إيجاد وسيلة لقطع التمويل عن التنظيم. وقال البرزاني إن "على الدول الأجنبية أن تجد وسيلة لقطع موارد تمويل الدولة الإسلامية". وأضاف: "يجب أن يقوم تحالف كبير بتجفيف منابع تمويل الدولة الإسلامية، ومنع الأفراد من الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية." وتابع "أول مصدر لدخل الدولة الإسلامية هو حقول النفط في سورية. ولاحقاً سرقوا أكثر من بليون دولار من بنوك الدولة في الموصل وتكريت. وحصلوا أيضاً على دعم مالي من عدة دول ومانحين".

وأعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس، أن بلاده ستواصل طلعاتها الجوية الاستطلاعية فوق شمال العراق في محاولة لوقف أي هجمات جديدة يشنها مسلحو «داعش».

ونقلت الشرق الأوسط عن الرئيس العراقي فؤاد معصوم تأكيده أنه كان واثقا من سلامة موقفه القانوني من تكليف حيدر العبادي لتشكيل الحكومة، لا سيما بعد اتساع دائرة المشاورات مع مختلف الأطراف السياسية. وقال معصوم في حوار شامل مع الصحيفة، وهو أول حديث له لوسيلة إعلام عربية أو أجنبية بعد تسلمه منصبه رئيسا لجمهورية العراق في 24 تموز الماضي إنه بعد أدائه اليمين الدستورية أمام أعضاء البرلمان شعر بحمل ثقيل على كاهله وواجهته أول قضية خلافية وهي تكليف مرشح الكتلة الأكبر. وأعرب الرئيس معصوم عن سعادته بالتأييد الإقليمي له خاصة من السعودية، معربا عن اعتقاده بأن البرقيات التي تلقاها بهذا المعنى ستشكل أرضية جيدة للتواصل وتقوية هذه العلاقات، كاشفا عن نيته القيام بمبادرات وصولا إلى تحقيق ذلك. وأوضح معصوم: سوف نقوم باتصالات ومبادرات وستجرى لقاءات بين المسؤولين السعوديين ونظرائهم العراقيين وعلى كل المستويات خلال انعقاد دورة الأمم المتحدة الشهر المقبل. وأعتقد أننا نعيش الآن خطرا مشتركا هو خطر الإرهاب وما بات يمثله تنظيم «داعش» من خطر على الجميع يستوجب التنسيق وعلى كل المستويات.

واعتبرت كلمة الخليج أنه إذا كان قرار المالكي بالتنحي وتكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة جديدة لقيا ترحيباً واسعاً، داخلياً وإقليمياً ودولياً، فإن ذلك وإن دلّ على توافق ورغبة في إخراج العراق من مأزقه المصيري، خوفاً من تداعيات داهمة وخطرة جراء ممارسات "داعش" وأهدافها، فإن مستقبل العراق يبقى غامضاً حتى في ظل حكومة جديدة، وإن كانت حكومة وحدة وطنية قوية وموسعة لا تستثني أحداً، وتمثل كل شرائح ومكونات الشعب العراقي. فمثل هذه الحكومة تواجه جملة تحديات، وتركة ثقيلة من الأزمات والمشكلات المزمنة، وأهمها خطر تنظيم "داعش"... ثم هناك مكونات مستنكفة عن المشاركة في العملية السياسية، لأنها مستبعدة أساساً جراء قانون "الاجتثاث" الذي سنّ في ظل الاحتلال الأمريكي، وهي مستعدة للتعامل مع شيطان "داعش" أو أي "شيطان" آخر لتدفيع أي حكومة عراقية مهما كان اسمها ولونها وشكلها ثمن هذا القانون.

 وطالبت الصحيفة الحكومة العراقية التي من المفترض تشكيلها في القريب العاجل لمواجهة ظروف استثنائية خطرة بتأسيس بيئة عراقية واسعة رافضة للتطرف، ثم خوض معركة شاملة ضد داعش ينخرط فيها كل أبناء العراق وبدعم عربي وإقليمي واسع لأن التأخير يعمق الخطر ويزيده.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.