تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـ SNS: إسرائيل تفاوض عسكرياً لفرض وقف النار

 تحت عنوان، السيسي وأوباما يطلقان يد القاتل!! كتبت صحيفة الأخبار: باراك أوباما يحاكي عبد الفتاح السيسي. هي سخرية القدر. الأول يحرض على العدوان البري، وهذا ليس مستغرباً. هذا ديدن بلاده منذ عشرات السنين. أما الثاني فلم يرفّ له جفن. دماء أطفال غزة، الذين سقط منهم 20 شهداءَ أمس، لم تحرك فيه ساكناً. يتواطأ مع العدو بالسلب، باللامبالاة، بإصراره على مبادرة تسلب المقاومة كل ما حققته من إنجازات وتهدي النصر إلى عدو فلسطين والعرب. أيعقل أن يكون قد غضب مع حلول المساء، عندما قرأ تقارير أجهزته التي لا شك أبلغته أن اقتحاماً إسرائيلياً من محاور خمسة للقطاع عجز عن تحقيق أي هدف؟ أن المقاومة اشتبكت مع العدو وحالت دون تقدمه؟ أنها لا تزال قادرة على أن تمطر إسرائيل بنحو مئة صاروخ يومياً؟ أم لعله استاء من اكتشاف أهل غزة فساد صلاحية شحنات المساعدات التي أرسلها لذر الرماد في العيون. أم ربما من أهل غزة الذين غفوا على تحية من كوادر المقاومة: تصبحون على نصر.

وتابعت الصحيفة: ضوء أخضر أميركي جديد تلقته قوات الاحتلال الإسرائيلية، هذه المرة على لسان أوباما نفسه، أتى أشبه بتحريض على المضي بالعدوان البري، الذي جدد نظام عبد الفتاح السيسي تملّصه من أي واجب حيال صدّه، مكتفياً بإدانة باردة وبتجديد لمبادرته المشؤومة، رغم المجازر المتنقلة التي أودت بحياة 20 فتى فلسطينياً، أكبرهم لم يبلغ سن الرشد، وبينهم 10 أطفال. غطاء أميركي مصري لعدو حاول أن يجرب حظه في البر أمس، بعدما أعلن أن الجو والبحر ساحتان رابحتان معه، مع أن مجريات الحرب على غزة في الأيام العشرة الأخيرة أثبتت أن المقاومة الفلسطينية تستطيع منازعته في تلك الساحتين. فلا هو استطاع إيقاف الصواريخ المنطلقة على مدنه المحتلة ولا معرفة كم طائرة استطلاع حلقت فوقه، كذلك لم يستطع اقتحام القطاع عبر الإنزال البحري وتلقى محاولتين لدخول شاطئه.

في البر أيضاً، حيث سقط لإسرائيل قتيل و20 جريحاً كحد أدنى، من دون احتساب دبابة الميركافا التي أعلنت المقاومة تدميرها بمن فيها، هو يريد العمل في اتجاهين: الأول فوق الأرض لمنع الصواريخ أو اعتقال مقاومين لعله يعيد شحن بنك أهدافه من غير المدنيين، والثاني تحتها بحثاً عن الأنفاق الأرضية التي غيرت مجريات المواجهة وجعلته يصف المعركة بأنها «حرب أشباح». أما المقاومة بكل فصائلها الصغيرة والكبيرة، فوجدت في هذا النوع من المواجهة ضالتها، لغايتين: الأولى إيقاع خسائر مباشرة في صفوف جنود الاحتلال، والثانية محاولات الأَسْر التي يعوّل على نجاحها آلاف الأسرى وعائلاتهم.

وأوضحت الأخبار: على هذا النسق، بدأ العمل في عدة محاور من شمال القطاع حتى جنوبه. منذ فجر العملية البرية وقع الإسرائيلي في مصيدة عبوات ناسفة أعدتها له كتائب القسام (حركة حماس) في قرية أم النصر شمال منطقة بيت لاهيا (شمال)، ليعترف بسقوط قتيل له وأربع إصابات، ثم ليعود مصدر إسرائيلي ليفيد في وقت متأخر بأن الجندي مات بنيران صديقة، و11 جريحاً في أسدود بصاروخي غراد أصابا محولاً كهربائياً.

لجأ الاحتلال، بناءً على ذلك، إلى تغطية توغلاته ودخول قواته الخاصة بالنار عبر قصف متعدد من البر والبحر والجو، هادفاً إلى إرباك المقاومين وإجبار العائلات على ترك بيوتها وإخلاء المناطق حتى تصبح مسرحاً مفتوحاً للعمليات العسكرية. مع ذلك، واجهت المقاومة هذا الأسلوب عبر نمطين: الأول استهداف تجمعات الآليات والمدرعات الإسرائيلية بقذائف الهاون إلى ما بعد الخط الحدودي بناءً على معلومات وحدات الرصد والمراقبة، والنمط الآخر كان أسلوب القنص الذي دخل المعركة مبكراً، وذلك بالاستفادة من إطلالة أي جندي عبر الدبابات أو ظهور عناصر القوات الخاصة لتوجيه الرصاص مباشرة إليه في مكان قاتل، وإثر ذلك أعلن الاحتلال إصابة جنديين آخرين جنوب القطاع.

أيضاً، شهدت منطقة الشجاعية شرق غزة محاولات اقتحام أخرى واجهتها المقاومة بقوة، وأفاد شهود عيان بأن الاشتباكات كانت عنيفة جداً، ما منع القوات المتقدمة من إكمال مسيرها، وهو الأمر نفسه الذي تكرر في بيت حانون (شمال) حيث استهدفت المقاومة دبابة بصاروخ مضاد للدروع أوقف باقي المدرعات عن التقدم بعد إصابة الأولى.

اللافت أن هذه العملية البرية لم تنجح في منع فصائل المقاومة من إطلاق نحو 100 صاروخ على المدن المحتلة، وفي مقدمتها تل أبيب وديمونة وأسدود. كذلك أعلنت كتائب القسام التي قال المتحدث باسمها، إن ما فقدته المقاومة من عتاد وذخائر في الأيام الماضية استطاعت إعداد مثله خلال وقت المعركة. وأكد المتحدث، أنهم مستعدون لخوض معركة طويلة الأمد مع المحتل «ولا يزال الآلاف من مجاهدينا ينتظرون الانخراط في المعركة».

وأعلنت المصادر الطبية استشهاد 63 مواطناً منذ بدء العملية البرية المحدودة وإصابة أكثر من 200 في مختلف مدن قطاع غزة. من هؤلاء الشهداء عشرون طفلاً وفتى قضى جلهم مع ذويهم في مجازر جراء قصف الاحتلال بيوتهم مباشرة. كذلك أفاد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة بأن المدنيين يمثلون أكثر من 80% من الضحايا.

بناءً على هذه المعطيات، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاجلاً لبحث الوضع في غزة بناءً على طلب الأردن وتركيا، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي أمس عن «قلقه الكبير» حيال التصعيد في غزة، مشيراً إلى أن هذا الأمر يجعل «السعي إلى وقف لإطلاق النار أكثر إلحاحاً من أي وقت».

على خط موازٍ للمواجهة، قال أوباما، إنه تحدث إلى نتنياهو، بشأن الصراع في غزة، مؤكداً له تأييد الولايات المتحدة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها». وأضاف أوباما، أن «واشنطن وحلفاءها قلقون بشأن مخاطر تصعيد الصراع»، لكنه «يأمل أن تستمر إسرائيل في التصرف بطريقة تقلل الخسائر بين المدنيين إلى أدنى حد». ولفت إلى أنه أبلغ نتنياهو بأن جون كيري، مستعد لزيارة المنطقة.

في السياق، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من تركيا أن استجابة كل الأطراف للمبادرة المصرية «دون تأخير أمر مهم لوقف شلال الدم». وقال، في مؤتمر صحافي الرئيس عبد الله غول في إسطنبول، إن هناك «توافقاً مع الجانب التركي بشأن هذا الموضوع». وذكر عباس أيضاً أن اتصالاته مستمرة مع القاهرة، مشدداً على ضرورة العمل لتثبيت وقف إطلاق النار استناداً إلى المبادرة المصرية.

على الجانب المصري، جددت القاهرة أمس دعوتها إلى هدنة بين إسرائيل وفصائل المقاومة، وذلك على لسان وزير خارجيتها، سامح شكري، في مؤتمر مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس. وقال شكري إنه كثف جهوده لإقناع الأطراف الرئيسية بقبول المقترح المصري لوقف النار، مضيفاً أن بلاده «تأمل أن تؤيد كل الأطراف المبادرة المصرية». لكن الوزير المصري انتقد تصريحات أردوغان، عن حرب غزة حينما استخدم كلمة «الطاغية» لوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منبهاً إلى أنها «تخرج عن المألوف في كل الأعراف الدولية».

في المقابل، قال فابيوس إن بلاده طلبت من قطر المساعدة في الوصول إلى وقف القتال، وهو ما يتقاطع مع مصدر دبلوماسي فرنسي أكد أمس أن باريس طلبت من الدوحة التي تربطها علاقات وثيقة مع «حماس» أن «تستخدم نفوذها لدى الحركة للتوصل إلى وقف الحرب».

وأبرزت الحياة: إسرائيل تفاوض عسكرياً لفرض وقف النار. وذكرت أنه في اليوم العاشر للعدوان على قطاع غزة، شنت إسرائيل هجوماً برياً حدد نتنياهو أهدافه بتحقيق الأمن للمواطنين والقضاء على الأنفاق، في وقت أجمعت الآراء على اعتبار أن الهجوم يستهدف إجبار حركة حماس على قبول وقف إطلاق النار. بموازاة ذلك، بُذلت مساع حثيثة للضغط على حماس من أجل قبول المبادرة المصرية للتهدئة، كما عقد مجلس الأمن جلسة للبحث في المستجدات. وذكرت الصحيفة السويسرية «نويه تسورشر تسايتونغ» أن عباس وجه رسالة الى سويسرا بصفتها الدولة المؤتمنة على اتفاقات جنيف لعقد مؤتمر عاجل في شأن الوضع في الاراضي المحتلة. من جانبه، أعلن الكرملين ان الرئيسين الايراني حسن روحاني والروسي بوتين بحثا هاتفيا في ضرورة انهاء الصراع في غزة واستئناف المحادثات المباشرة الفلسطينية - الاسرائيلية.

وفي الحياة، نبّه جمال خاشقجي المثقفين العرب والكتّاب الذين انبروا للهجوم على فكرة المقاومة بشكل غير مفهوم في حرب غزة الدائرة الآن، "ما يستدعي تحليلاً لهذه الظاهرة الغريبة، وللأسف نصيبنا منهم نحن السعوديين أكبر من المعدل المعقول بشكل سيؤدي لو استمر إلى تدمير رصيد المملكة المشرف المؤيد والمنافح عن القضية الفلسطينية منذ عهد الملك المؤسس، ولا ينافسنا في ذلك غير الإعلام المصري والكتّاب هناك، ولكن هؤلاء لا يعوّل عليهم، إذ إنهم يمرون بحال غريبة استثنائية لا تستحق التوقف عندها وإنما انتظار عبورها. بطرح فج انهالوا على المقاومة الفلسطينية لوماً وتقريعاً «إنها لا تدرك التفاوت في القوى بينها وبين الإسرائيليين»، أو «إنها تريد التخفيف من الضغوط الواقعة على إيران» والأسوأ «كل ما يجري مجرد حملة علاقات عامة لاستعادة التعاطف مع الإسلام السياسي». وختم الكاتب: ويبقى السؤال حول تلك النزعة الطارئة المعادية للمقاومة التي انتشرت بين كتّاب عابرين في زمن عابر، لا أجد لها تفسيراً غير «أنتم تحرجوننا بالمقاومة، لقد استسلمنا فلِمَ لا تفعلون مثلنا؟».

وأبرزت النهار اللبنانيةن جديداً بالقول: اسرائيل تلوّح بـ"توسيع" العملية البرية في غزة أوباما قلق وبان كي - مون إلى المنطقة اليوم. وأوضحت أنّ إسرائيل كثفت هجومها البري على قطاع غزة بالمدفعية والدبابات والزوارق وأعلنت انها قد "توسع" عملية يقول مسؤولون فلسطينيون انها تقتل أعدادا كبيرة غير مسبوقة من المدنيين. وأبلغ مسؤول الشؤون السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان مجلس الأمن أن الأمم المتحدة تندد بإطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، لكنها "تشعر بالانزعاج من الرد الإسرائيلي المفرط". وتسبب النزاع بتجدد التوتر والحرب الكلامية بين مصر وتركيا.

واعتبر سميح صعب في النهار أنّ الحرب الاسرائيلية على غزة تثبت أن الدول العربية فقدت حتى القدرة على الاعتراض ولو شكلاً على الاعمال العدوانية لإسرائيل. هكذا تبين من الاجتماع الهزيل لمجلس الجامعة العربية في القاهرة الاحد.. الفضيحة التي يعيشها العرب اليوم تتمثل في أن من هلّل لما سمي الربيع العربي وقال إن المنطقة بدأت عصرا جديدا معه، كان يرى هذا اليوم امامه. جردة بسيطة لمنجزات هذا الربيع تظهر بوضوح لماذا العرب هم اليوم بهذه الحال المزرية والمعيبة امام امم الارض. ذلك أن الربيع انتج حروبا داخلية وجعل الجيوش المصرية والسورية والعراقية تقاتل اليوم ما يطلق عليه الجهاديين الآتين من كل اصقاع الارض ليقيموا "الخلافة" فيما مهمتهم الحقيقية هي تدمير سوريا ومصر والعراق كبرى الدول العربية التي كان يعول عليها في مساندة الفلسطينيين في مواجهة اسرائيل.

وأبرزت صحيفة السفير: العالم أخرس والعرب غائبون.. واشتباك مصري ـ تركي حول «الوساطة».. غزة تحترق: 300 شهيد ربعهم أطفال!. وأوضحت أنّ الحرب على غزة تدخل يومها الثاني عشر في ظل تصعيد القصف الإسرائيلي الجوي والبحري والبري، ورد المقاومة بصليات صواريخ إلى ما بعد تل أبيب. لكن الأنظار تركزت أكثر من أي شيء آخر على العملية البرية الإسرائيلية التي شرعت بتنفيذها على طول القطاع، والتي يبدو أنها نالت دعماً أميركياً على وجه الخصوص، شرط أن تبقى «محدودة». وتحت دوي المدافع يبتعد النقاش عن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، لتظهر تحركات أوروبية جديدة للمساعدة في إعادتها إلى طاولة البحث. وبعد مضي أكثر من يوم على إطلاق العملية البرية الإسرائيلية يتضح أن الحديث يدور على تغلغل، ومحاولات تغلغل من جانب قوات مدرعة ومشاة إسرائيلية بعمق يتراوح بين بضع عشرات الأمتار إلى بضع مئات في عدد من المواضع على طول حدود غزة. وفيما يدور الحديث عن محاولات فاشلة تقريباً في المنطقة الشمالية لغزة، فإن اختراقات أوسع في المنطقة الجنوبية، التي تتسم بوجود مناطق مفتوحة يسهل على القوات المدرعة الإسرائيلية التحرك فيها.

واعتبر المراسل العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هارئيل أن «الدخول البري للقوات الإسرائيلية إلى قطاع غزة في هذه المرحلة محدود. وعديد القوات كله من الوحدات النظامية حتى الآن غير كبير مقارنة بالعملية البرية السابقة في غزة»، في إشارة إلى «الرصاص المسكوب» في العام 2009. وأوضح أن هدف العملية حتى الآن «ليس قمع الإطلاقات الصاروخية على إسرائيل، التي تشكل الخطر الأساس على معظم السكان المدنيين» ولكن نأمل استخدامها للضغط من أجل التوصل لوقف إطلاق النار.

وتقرّ القوات الإسرائيلية بأن المعركة في غزة ليست «ضربة واحدة وانتهينا»، وإنما هي معركة طويلة، وأنها «تحد يتطلب نمط عمل مركباً، والأمر يحتاج إلى صبر للوصول إلى الهدف مع حماس». ومعروف أن المقاومة كانت طوال الوقت تعتبر أن المعركة البرية توفر لها فرصة مواجهة العدو ومفاجأته في أكثر من جانب.

ولاحظت الصحافة الإسرائيلية أن العملية العسكرية أفادت إسرائيل، ووضعتها في دائرة الدول العربية المعادية لجماعة «الإخوان المسلمين» والتي توجه ضربة إلى حركة «حماس». لكن هذه العملية أضرت بعلاقات إسرائيل مع تركيا، حيث اضطرت تل أبيب إلى تقليص عديد طاقم سفارتها في أنقرة وإعادة عائلات الباقين.

وكشف المراسل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي النقاب، أمس، عن أنّ الساعة الصفر لبدء العملية البرية ضد غزة اختيرت لتكون أذان المغرب حيث يضطر المقاتلون من حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» أساسا للإفطار في شهر رمضان. وكشف مراسلون آخرون أن قرار الشروع بعملية برية اتخذ في أعقاب اجتماع سري للمجلس الوزاري المصغر عقد بعد ظهر أمس الأول. وبديهي أنّ المراسلين يتحدثون عن أنه يسبق تحرك كل جندي أو مدرعة إسرائيلية في أراضي القطاع تمهيد مدفعي وجوّي وبحري لا يترك مجالاً لأحد بالبقاء لشدة النيران.

ولكن كل ذلك لم يغن الكثيرين في إسرائيل عن التساؤل عن طبيعة هذه الحرب التي تبدو إسرائيل وكأنها تشنها ضد قوة عظمى. فقطاع غزة يتراوح عرضه من ستة إلى 12 كيلومترا ولكن العملية البرية تتحدث عن عمق لا يزيد عن ثلاثة كيلومترات ينبغي محاولة الدخول إليها وتمشيطها في مدة لا تقل عن أسبوع ولا تزيد عن عشرة أيام. وقد تم تجنيد ما لا يقل عن 74 ألف جندي احتياط لخوض المعركة مع المقاومة في غزة التي ملأت إسرائيل الدنيا ضجيجاً عن فقرها وبؤس أهلها. ولكن مع بدء العملية البرية كثر الحديث عن أوجه الشبه بين حرب «الجرف الصامد» وحرب لبنان الثانية.

كبير المعلقين السياسيين في يديعوت، ناحوم بارنيع لم يجد بداً في مستهل تقريره الأسبوعي سوى الإشادة بقدرات حماس ومقاتليها، وهو يقصد أيضا المقاتلين الفلسطينيين من الفصائل الأخرى وخصوصاً من «الجهاد الإسلامي». وكتب في مقالة بعنوان «وظهرهم إلى البحر» أن «استخدامهم الإرهاب آثم، واعتقادهم الديني ظلامي، وخططهم المتعلقة بنا قاتلة، لكن يجب أن نعترف بصدق بعد تسعة أيام قصف أنّ رجال حماس، يقاتلون». وأضاف «برغم أن كل من يخرج رأسه من الملجأ تحت الارض في غزة يُغرر بنفسه، وبرغم أنهم تقاتلهم قوة عسكرية قوية وماهرة ومسلحة بأكثر المنظومات الهجومية والدفاعية جدية في العالم، فإنهم مستمرون وهم يخرجون رشقات الصواريخ عميقة إلى داخل الأرض الإسرائيلية، ويحاولون عن طريق البحر ومن الأنفاق، ويحاولون فوق الارض بل في الجو هنا وهناك».

ويشير بارنيع في ملاحظة ذات مغزى إلى أنهم «في اسرائيل توقعوا مقاومة أخف: ربما لم يتوقعوا رايات بيضاء فوق الأسطح كما حدث في 1956 و1967. لكن توقعوا بدء طأطأة الرأس، وانخفاض معدل إطلاق الصواريخ، واستعدادا للتوصل الى وقف لإطلاق النار في ظروف مذلة وهربا جماعيا من أحياء مقصوفة في غزة». وأوضح أن «عزم عشرات آلاف الغزيين في حي الزيتون والشجاعية وبيت لاهيا على تجاهل منشورات الجيش الاسرائيلي والبقاء في بيوتهم مع نسائهم وأطفالهم، يدل شيئاً ما على الردع وعلى هشاشته. فإما أنهم يخافون من حماس أكثر مما يخافون من قصف سلاح الجو، وإما أنهم مستعدون لتعريض حياتهم وحياة أبنائهم للخطر في حرب ضد العدو. ويمكن بالطبع أن نوبخهم لاستعمالهم السكان المدنيين دروعا بشرية، ولكن هذه المواعظ تبدو فارغة جداً حينما تصدر عن مقر هيئة الأركان في تل أبيب بجوار مستشفى ايخيلوف وأبراج غيندي السكنية. ونشك في أن تؤثر هذه الخطب في أحد في العالم أو في شخص ما في هذا البلد».

ويكشف المراسل السياسي لصحيفة هآرتس، باراك رابيد أن قرار العملية البرية اتخذ بعد سلسلة تدابير تمويه قام بها ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية «لتخدير حماس» وللإيحاء بأن إسرائيل ليست على وشك شن عملية برية قريباً. وأوضح أن الجلسة التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي بعد انهيار المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار ناقشت خطة العملية وفوّضت نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون بتحديد موعد إطلاقها. وبرغم هذا التفويض حاول نتنياهو منح فرصة للمساعي المصرية وتوجه يوم الأربعاء وفد إسرائيلي إلى القاهرة وعاد منها بخفي حنين بعدما تناولوا طعام الإفطار الى مائدة رئيس الاستخبارات المصرية العامة محمد فريد التهامي. وينقل رابيد عن مسؤول إسرائيلي قوله «اكتشفنا أننا والمصريون و(الرئيس عباس) أبو مازن نملك بشكل أو بآخر موقفاً موحداً تجاه الحاجة للتوصل إلى وقف النار وسبل فعل ذلك. لكننا اكتشفنا أن حماس تعيش حالة أخرى تماما. وشعرنا بأنهم يحاولون بالقوة تفجير مساعي الوساطة المصرية وتصعيد المواجهة».

ويضيف رابيد أنه بعد عودة الوفد الإسرائيلي من القاهرة صباح يوم أمس الأول مع تقدير متشائم لفرص وقف النار، بدأ يتبلور القرار ببدء العملية البرية المساء ذاته. وساهم في القرار واقع أن الهدنة الإنسانية التي أعلنت لخمس ساعات انتهكتها «حماس» مرات عدة. ويعتبر رابيد أن من بين تدابير التمويه إبلاغ هيئة الإذاعة البريطانية ووكالة رويترز أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في صباح الجمعة، أمس.

في كل حال، فإنه بعد ساعة تقريباً من بدء العملية البرية أعلن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو أمر الجيش ببدء عملية برية متدرجة. وكان نتنياهو قد حصل على موافقة شخصية من كل أعضاء الكابينت وطلب منهم التصويت على القرار، وبعد ذلك أطلع جون كيري عليه. وتشير الصحافة الإسرائيلية إلى أن كيري قبل تبريرات نتنياهو بشأن مكافحة الأنفاق ومع ذلك طلب منه أن تبقى العملية محصورة بهذا الهدف وأن تنتهي في أقصر وقت. والواقع أن في إسرائيل نوعاً من الخوف من أن تتدحرج العملية البرية المحصورة بالأنفاق الآن إلى حرب واسعة.

وطالبت افتتاحية صحيفة هآرتس بوجوب العمل على تقييد العملية والحيلولة دون تدحرجها. ومعروف أن في الحكومة الإسرائيلية من يصرخ صبح مساء بوجوب إعادة احتلال قطاع غزة أو إطاحة حكم «حماس» تماما. وقد أشار يوئيل ماركوس، وهو من أبرز المعلقين السياسيين في إسرائيل، إلى وجوب أن تعرف إسرائيل أنها دولة صغيرة مقارنة بالعرب وبالمسلمين. وفي نظره «انتهت الأيام التي تباهينا فيها بأن إسرائيل هزمت سبعة جيوش لسبع دول عربية. فإسرائيل مزوّدة بالطائرات الاكثر تطوراً في العالم، بغواصات وصواريخ عابرة القارات التي يمكنها أن تدور حول الكرة الارضية وتعود الى قواعدها. يحتمل أن يكون ان صاروخا لنا، اذا ما أصاب القطب الشمالي سيتسبب بارتفاع المحيط بسنتيمترين. ولكنه كبير ومتطور أكثر من أن يحمينا من المقذوفات الصاروخية البدائية لحماس التي تبتلع مباشرة في حضن القبة الحديدية». وأضاف «تصوروا ما كنا سنفعله لو أن معارضي هذا الاختراع هم الذين فازوا لاعتبارات مالية. فقد فاجأتنا حماس ليس فقط في قدرتها على أن تصل بصواريخها حتى أطراف حيفا، بل أيضا بالكميات التي أطلقتها».

وهذا الخوف يقود إلى تحذير يطلقه المراسل العسكري لهآرتس، عاموس هارئيل في مقالته «الجيش الإسرائيلي يجر إلى غزة». وخلص إلى أنه سبق وكتب أن «تحقيق وقف النار هو تقريباً موضوع عربي داخلي، يتعلق بتسوية الخلافات بين حماس ومصر والسلطة الفلسطينية. وقال هارئيل إنه «حتى لو نجح المصريون في مساعيهم لإنهاء الجرف الصامد، فإنّ هذه الحملة لا يمكنها أن تعتبر نجاحاً إسرائيلياً. فمنظومة اعتراض الصواريخ، القبة الحديدية هي التي منعت حتى الآن تورطنا في خلل استراتيجي في غزة». وكتب أنّ «الدفاع الإسرائيلي ضد الصواريخ والتسلل والكومندوس البحري كان جيداً لكن قدرة إسرائيل الهجومية كانت أقل جودة والاستخبارات نفسها تعترف بافتقارها الى بعض معلومات». وشدد على أنه «برغم بلاغة رئيس الوزراء، وزير الدفاع والجنرالات في كلامهم عن الضرر الذي تكبدته حماس في المواجهات المختلفة، فمشكوك أن تكون المنظمة قد ضعفت حقا بين جولة وأخرى».

من جهته، يشدد ناحوم بارنيع في يديعوت، على وجوب رؤية الوقائع كما هي، فسكان غزة أحبطوا مخطط تهجير الأحياء واستمرار إطلاق الصواريخ يدل «على الروح القتالية للناس وراء السياج الحدودي». كما أن عمليات الأنفاق التي نفذتها وحدات من حماس تدل «ايضا على استعداد وعلى قدرة على القتال». وخلص إلى أن جرأة «حماس هي جرأة المحاصرين، وهي جرأة من لا مناص لهم. وإن عدم وجود مفر هو ورقة مساومة ممتازة».

واعتبرت افتتاحية الوطن العمانية أن كيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال عدوانه الإرهابي البري البربري على غزة يهدف من ذلك تحقيق هدفين؛ الأول: تعويض فشله في اعتراض صواريخ المقاومة عبر قبته المثقوبة، وفشله في العثور على مخازن الصواريخ ومنصات إطلاقها، وترميم الانكسار النفسي والمعنوي بانتصار مصطنع ليعلنه أمام قطعان مستوطنيه والرأي العام العالمي بأنه حقق ما يريده من عدوانه البري.. والثاني هو محاولة ممارسة شكل من أشكال الترهيب على المقاومة الفلسطينية للقبول بالمبادرة المصرية التي يلهث وراءها ويستجدي حلفاءه والمطبعين معه سرًّا وعلانية لإرغام المقاومة الفلسطينية للقبول بها. واعتبرت الصحيفة أنّ الشعب الفلسطيني لن يركع ولن يسكت عن حقه الشرعي، وما دام هناك احتلال إسرائيلي ستكون في وجهه مقاومة فلسطينية وستزداد قوة وبسالة وصمودًا حتى يعود الحق إلى أصحابه، وهذا ما يجب أن تفهمه القوى الحليفة استراتيجيًّا مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وتستفيد من وحي تجاربها على مر التاريخ، وأن تعي أن أسطوانة “حق الدفاع عن النفس” باتت مشروخة منذ زمن بعيد، وصوتها نشاز.

بالمقابل، اعتبرت افتتاحية الوطن السعودية أن هناك انقسام الآن حول ما يحدث في غزة، وهو ليس حول الحق الفلسطيني، بقدر ما هو حول "حزبية" بعض المتاجرين بالقضية. ومهما يكن الخلاف كبيرا، فإن الأخلاق تحتم الميل إلى الإنسان، ونصرة المظلوم، خاصة بعد أن صعدت إسرائيل هجماتها ببدء هجومها البري على غزة، مما يعني المزيد من الضحايا الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أن "غزة" وطنهم! إن من المهم – في هذه المرحلة ـ أن يتوقف التنظير حول السبب، وأن يتجاوز الجميع "الحزبيات" الضيقة المقسِّمة، إلى "المبدأ"، وهو نصرة المظلوم، والمظلوم هنا شعب كامل يعاني الويلات من الجهات كلها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.