تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقـريـر sns: «كورنيت» بالمرصاد والموانئ والمطارات مهدّدة: غزة: المقاومة تشلّ إسرائيل!!

مصدر الصورة
متابعة الموقع

 وتصل حرب «الجرف الصامد» الإسرائيلية ضد قطاع غزة يومها الخامس في الذكرى السنوية الثامنة لعدوان تموز على لبنان، لتظهر ليس فقط أن العدو واحد بل أيضا أن أهدافه ورغبته في تطويع إرادتنا لم تتغير.

وكما كان في حرب تموز حين شلت المقاومة اللبنانية شمال فلسطين وهددت بقصف مركزه، شلت المقاومة الفلسطينية بصواريخها مركز إسرائيل وشماله وجنوبه. وفيما تتردد خطوات إسرائيل تجاه العملية البرية التي يحسبون أنها ستكسر التعادل الحالي، هددت المقاومة الفلسطينية بالتركيز على استهداف الموانئ البحرية ومطار اللد بعدما أوقفت الطيران في مطار تل أبيب. وتتسارع الخطوات الدولية لإيجاد حل ديبلوماسي للموقف، بعدما لم تفلح إسرائيل في إنجاز مهمة «تحقيق الهدوء» بالقوة العسكرية.

وأفادت صحيفة السفير في تقريرها أنه طوال يوم أمس لم تنقطع صافرات الإنذار في كل المدن والمستوطنات الإسرائيلية. وقد تلقت تل أبيب ومحيطها أمس كماً وافراً من الصواريخ التي بلغ عددها على جميع المناطق حوالي 200 صاروخ من كل الطرازات. وكانت الطائرات والبوارج والمدفعية الإسرائيلية تدك طوال الوقت ما تعتبره أهدافا لها، وخصوصا بيوت من تسميهم قادة سرايا وألوية «كتائب القسام» و«سرايا القدس» ومنظمات المقاومة الأخرى واستهداف أهاليهم.

ويشهد الاقتصاد الإسرائيلي حالة تذمر عالية بسبب آثار الشلل الذي أصاب العديد من القطاعات، بعد دخول معظم مدن ومستوطنات إسرائيل في دائرة النيران واستهدافها بالصواريخ. وشهد قطاع السياحة الداخلية والخارجية وقطاع الرحلات الجوية أضراراً بالغة، خصوصاً بعد استهداف مطارات، بينها بن غوريون قرب تل أبيب، وبعد تحذير «كتائب القسام» للشركات الدولية من الهبوط في المطارات الإسرائيلية. وأصيب عشرة إسرائيليين في الأيام الأخيرة.

وقد بدا نتنياهو، في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ بدء العدوان، مركزاً على نقطة واحدة: تحقيق الهدوء، من دون الإصرار على ربط ذلك بأية وسائل محددة. ورفض نتنياهو الإجابة عن أية أسئلة تتعلق بالعملية البرية، مؤكدا أن «كل الخيارات مفتوحة» وأن «الحرب العسكرية ستتواصل إلى أن نتأكد من عودة الهدوء إلى مواطني إسرائيل». وترك العنان لنفسه ليشير إلى أن ما يجري الآن كبير بكل المقاييس، وإلى أن الغارات الجوية استهدفت أكثر من ألف موضع، وأن الحبل على الجرار. وتباهى نتنياهو بأن كمية الغارات هذه المرة ضعف ما كان في عملية «عمود السحاب» قبل عام ونصف العام، مهددا بأن «أهداف الإرهاب غير حصينة في قطاع غزة، لكن ينبغي الإشارة إلى أن رؤساء حماس، قادة حماس ونشطاء حماس يستترون خلف سكان غزة، وهم المسؤولون عن كل إصابة تلحق بهم».

ويشكل هذا التهديد أيضا نوعاً من التبرير للضحايا الكثر في صفوف المدنيين، من نساء وأطفال، والذين يتزايدون باستمرار، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى حوالي 110 أشخاص، والجرحى إلى أكثر من 700، كما أنها تشكل تبريرا للتهديد الذي يطلقه قادة الجيش الإسرائيلي، عبر المراسلين العسكريين، من قرب استهداف المستشفيات أو جوارها، والأبراج السكنية أو جوارها، حيث يدّعون أنها تحوي أنفاقا تستخدمها قيادات «حماس» و«الجهاد الإسلامي». وواضح أن هذا التهديد يقصد به أيضا تبرير الخيبة التي يشعر بها كثير من الإسرائيليين جراء العجز عن إيقاف الصواريخ التي تنطلق بوتائر متزايدة بلغت 200 صاروخ في اليوم، وبمدى طال حيفا شمالا وعراد جنوبا. وتشوش هذه الصواريخ فعليا على روتين حياة ما لا يقل عن خمسة ملايين إسرائيلي.

وتحت هذا الضغط الذي تزايد جراء ضعف قدرة منظومة «القبة الحديدية» عن التصدي لكمّ الصواريخ المنطلق من غزة يجري الحديث بتزايد عن العملية البرية. لكن بسبب أن العملية البرية بالغة التكلفة، وليست مضمونة النتائج وتنطوي على مخاطر تورط كبير غير مرغوب فيه، فإن الجيش الإسرائيلي يبدد انتباه الإسرائيليين بأشياء، بينها استعراض عمليات الحشد من ناحية والاستناد إلى انتقادات عربية، خصوصا من مذيعين مصريين لحماس من ناحية أخرى. وبين هذا وذاك جرى نشر بطارية صواريخ «القبة الحديدية» على عجل في منطقة السهل الساحلي على أمل إعطاء إحساس أكبر بالأمان.

وأوضحت السفير، إذا كان نتنياهو قد تهرب من الإجابة عن العملية البرية التي كثر الحديث عنها، فإن رئيس الأركان الجنرال بني غانتس أجاب إجابة غير مباشرة. فقد أشار غانتس، في حديث مع جنود إسرائيليين، إلى أن العملية البرية تحتاج إلى قرار من المستوى السياسي، موحياً أنه لم يتخذ بعد. وقال سنستعيد الهدوء بقدر ما يتطلب الأمر، حتى باستخدام القوة أو بسحب القدرات. وتوحي كلمات غانتس أنه رغم التهديد، ورغم قصر الوقت المتاح، تواصل إسرائيل سياسة إنهاك «حماس» والمقاومة في غزة عبر الضربات الجوية. وليس مستبعداً أن تبدأ إسرائيل باقتحامات برية محدودة في مواقع متفرقة على طول الحدود، فضلا عن تنفيذ عمليات كوماندوس. والمقصود هو التعامل بحذر شديد مع أي تحركات برية داخل غزة بسبب حالة عدم الثقة بالمعلومات الاستخبارية التي تفشت مؤخرا جراء تكرار الأخطاء. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان «حتى الآن لا نزال في المرحلة الأولى: الهجمات الجوية. أتوقع أن نقرر غدا أو بعد غد المرحلة المقبلة».

واعتبرت السفير أن المقاومة في غزة حاولت يوم أمس أن تذيق إسرائيل بعض ما تحضّره لها، فبادرت هي إلى ضرب مدرعة إسرائيلية بصاروخ مضاد للدروع. وتشكل هذه العملية الأولى التي يُستخدم فيها صاروخ مضاد للدروع منذ بدء حرب «الجرف الصامد». وكانت إسرائيل قد اعترفت باستخدام المقاومة مضادات جوية في أكثر من جهة. وتعرف إسرائيل أن لدى المقاومة تقريباً كل أنواع مضادات الدروع المعروفة، وخصوصا صاروخ «كورنيت»، الذي تَرهبه الدبابات الإسرائيلية منذ استخدمته المقاومة اللبنانية في مثل هذه الأيام قبل ثماني سنوات. كما أن جانباً من تردد إسرائيل تجاه المعركة البرية ينبع أيضا من واقع انتشار الأنفاق وخشية الاحتلال منها. لكن هذه الخشية هي ما يدفع بعض القادة الإسرائيليين للقول بالتركيز على المناطق المحاذية للحدود للتأكد من خلوّها من الأنفاق الهجومية الممتدة نحو إسرائيل.

من جانب آخر، قال نتنياهو «لن يمنعنا أي ضغط دولي من العمل بكل قوتنا ضد منظمة إرهابية تدعو إلى إبادتنا». لكن كلامه لم يغلق الباب أمام محاولات واشنطن للتوصل إلى تفاهم لوقف إطلاق النار. ويبدو أن واشنطن تضغط على دول مثل مصر وتركيا للتحرك باتجاه العمل على إعادة الطرفين إلى تفاهمات «عمود السحاب» من دون استبعاد احتمال اتخاذ قرار دولي في مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار. وأبدت واشنطن استعدادها لاستخدام علاقاتها في الشرق الأوسط في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض «ثمة عدد من العلاقات التي تربطنا في المنطقة، والتي نرغب في استخدامها في محاولة للتوصل إلى إنهاء إطلاق الصواريخ من غزة ومن لبنان كما شاهدنا هذا الصباح (امس)». وذكر البنتاغون، في بيان، أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل اتصل بنظيره الإسرائيلي موشي يعلون مؤكدا حق إسرائيل في «الدفاع عن نفسها»، لكنه أعرب عن «قلقه من مخاطر التصعيد، مشددا على حاجة كل الأطراف للقيام بكل ما يمكن من أجل حماية المدنيين وعودة الهدوء».

وأبرزت صحيفة الأخبار: إسرائيل أمام المأزق: خيارات العدو: تسوية سريعة أو هجوم برّي. وأوردت أنّ إسرائيل ملأت قطاع غزة، خلال الأيام الخمسة الماضية بأنهر من الدماء والخراب، وها هي تجد نفسها اليوم على مفترق طرق، بعدما فشلت في إخضاع المقاومة. هي عاجزة عن القبول بحال المراوحة الحالي، مع ما يعنيه من تكلفة وضغوط على قيادتها، في ظل وجود مئات الآلاف في الملاجئ والدولة مشلولة ومعها الاقتصاد. خياراتها تبدو محدودة، وتنحصر في ثلاثة: إما أن تدفع بجنونها إلى حدّه الأقصى عبر تكثيف المجازر بما يستدعي تدخلاً دولياً يخلط الأوراق. أو تسرّع بطلب وساطة، أعرب أوباما لنتنياهو عن استعداده للقيام بها، في ظل حياد مصري سلبي وعدم مقبولية للوسيط التركي واستعداد قطري لم تنضج ظروفه بعد. ويبقى الخيار الثالث، الأكثر ترجيحاً، خوض غمار مغامرة برّية محدودة النطاق والأهداف، بات واضحاً أنها تحظى بدعم، بل بتحريض من واشنطن. كل ذلك في ظل صمود شعبي فلسطيني صلب رغم ضخامة التضحيات، وأداء مقاوم يُشهد له، حرم إسرائيل نشوة صيد ولو مستودعاً واحداً من الصواريخ التي تنهمر على مدن الاحتلال.

وتابعت الأخبار: في اليوم الخامس من العدوان على غزة، أمس، لم تجد طائرات الاحتلال أهدافاً تقصفها غير بيوت الآمنين، في تعبير بالغ الوضوح عن المأزق الذي تجد نفسها فيه، عسكرياً، رغم تجاوز عدد الشهداء المئة والجرحى الـ700؛ فمن كان محظوظاً نالته صواريخ تحذيرية من طائرات الاستطلاع قبل تحويل بيته إلى ركام، وغير أولئك صاروا شهداء وسط صمت عربي مدوّ، يلامس حدّ التواطؤ، وغياب مصري لافت عن الصورة، باستثناء الحركة المحدودة عند معبر رفح للجرحى فقط. تدرك إسرائيل عجزها عن البقاء في دائرة المراوحة المستمرة منذ يومين. حركتها العسكرية والامنية في غزة تبدو مختلفة عن المواجهات السابقة. لا قدرة حقيقية على رصد حركة عناصر المقاومة. والقصف لم ينل من المخازن العسكرية، وهو ما يعقّد مهمة العدو في تحقيق إنجاز أمني أو سياسي. في مقابل حالة من عدم الاستقرار تشمل غالبية مدن الكيان وقراه وسكانه. حالة من الشلل المكلف، مالياً ومعنوياً، وحالة الهلع التي ألقت بمئات آلاف الإسرائيليين في الملاجئ.

لم يعد بيد العدو من خيارات كثيرة. إما انطلاق وساطة تقود الى تهدئة سريعة، وإما الذهاب نحو خيار الاقتحام البري. وهو خيار يقول العدو إن خططه قد تمت المصادقة عليها في قيادة الجيش وتنتظر القرار السياسي من الحكومة، وسط معلومات عن تأييد أميركي صريح، على قاعدة أن الخطوة مطلوبة لأجل إفساح المجال أمام وساطة أميركية بات معروفاً أن واشنطن لن تقوم بها إذا لم تأت لمصلحة إسرائيل.

في المقابل، تؤكد فصائل المقاومة أنها مستعدة لصدّ هذا الهجوم، بل رأت فيه فرصة للاشتباك المباشر وإمكان أسر جنود بغرض إجراء عمليات تبادل لاحقاً. وكما هو مقدر، فإن محاور المواجهة متوقعة، وإن كان يصعب التكهن بالمناطق التي قد يجتاحها جيش الاحتلال، نظراً إلى عوامل منها طبيعة غزة الجغرافية، والاكتظاظ السكاني الكبير، وليس أخيراً استعدادات المقاومة التي يدرك الاحتلال أنها باتت تعرف خططه، وبالتالي لا بد أنه عمل على تغيير قواعد الدخول.

          وعنونت النهار اللبنانية: استعدادات إسرائيلية للحرب البرية على غزة واشنطن تقايض على مشروع لا يسمي إسرائيل. وأفادت: متجاهلاً الضغوط الدولية، تعهد نتنياهو المضي في الحملة العسكرية على قطاع غزة الى ان يتوقف اطلاق الصواريخ من القطاع على اسرائيل، بينما ارتفع الى 106 عدد القتلى الفلسطينيين في اليوم الرابع لبدء عملية "الجرف الصاعد" ضد القطاع. ومع تسجيل غارة اسرائيلية على غزة كل 4،5 دقائق، واصلت الفصائل الفلسطينية اطلاق الصواريخ على التجمعات السكانية في محيط غزة وكذلك اطلاق بضعة صواريخ على المدن الرئيسية كحيفا وتل ابيب والقدس ومنطقة مطار بن غوريون حيث توقفت حركة الطيران المدني بعض الوقت.

وأبرزت صحيفة الحياة: غزة تحبس أنفاسها ومستعدة للاجتياح البري. وأوردت أنه في اليوم الرابع للعدوان الإسرائيلي على غزة، ساد هدوء نسبي حذر على وقع تهديد متبادل بين إسرائيل وحركة حماس عنوانه الاجتياح البري، في وقت عرض أوباما وساطته لتثبيت اتفاق التهدئة لعام 2012. وخلال المؤتمر الصحافي، وهو الأول لنتنياهو منذ بدء العدوان، أطلقت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ «الجهاد»، خمسة صواريخ على تل أبيب، وقالت في بيان إن القصف «استهدف نتنياهو وفريقه الأمني».

دولياً، اتهم أردوغان إسرائيل أمس، بانتهاج سياسة مبنية على «الأكاذيب» في ما يتعلق بعمليات قصفها لقطاع غزة. وقال «تقول إسرائيل إن حماس تطلق صواريخ. لكن هل قتل أحد؟»، قبل أن يضيف أن «عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل بلغ الآن 100.. حياة إسرائيل قائمة على الأكاذيب... إنها ليست صادقة».

من جهته، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني في رسالة بعثها إلى رؤساء الدول الإسلامية أمس، إلى استخدام كافة طاقات العالم الإسلامي لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة بشكل عاجل وشامل وتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني المظلوم.

من جهة أخرى، دعت 34 منظمة إنسانية دولية في بيان مشترك أمس، إلى وقف لإطلاق النار وإلى احترام حقوق الإنسان في قطاع غزة. وصدر البيان عن منظمات «عمل لمكافحة الجوع» و«كير» و«سايف ذا تشيلدرن» و«أوكسفام» و30 منظمة غير حكومية أخرى من إيطاليا وسويسرا واليابان تطلب من الفلسطينيين والإسرائيليين إيجاد حل دائم لوضع حد لنزاعهم «كي يلقى ضحايا هذه المعارك الحماية من أعمال العنف واحترام حقوقهم وحاجياتهم». وفي موضوع المساعدات، أعلنت دولة الإمارات أمس، زيادة مساعدتها للفلسطينيين في قطاع غزة إلى 52 مليون دولار، بعدما كانت أعلنت أمس الأول عن 25 مليون دولار. بدوره قدم «الهلال الأحمر» الإماراتي مساعدة بقيمة 100 مليون درهم (2,27 مليون دولار) إلى سكان غزة،. وأعلن الديوان الملكي في المغرب تقديم خمسة ملايين دولار مساعدة إنسانية من الملك لسكان قطاع غزة.

واعتبرت افتتاحية الخليج الإماراتية أنّ رد الفعل الأمريكي على العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة ليس رد فعل دولة كبرى من المفترض أن تحترم القانون الدولي والشرعية الدولية، حيث تقوم الأمم المتحدة على أرضها بكل ما تمثله من قيم إنسانية ومحافظة على الأمن والسلم الدوليين، وليس رد فعل دولة تدعي أنها رافعة الديمقراطية وحقوق الإنسان، إنما هو رد فعل "دولة كابوي" لا تعترف بقانون أو نظام، وهي هنا ينطبق عليها وصف "الدولة المارقة".. إن القول بحق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، يمثل دعوة صريحة للمضي في العدوان والقتل والتدمير، رغم أن حالة الدفاع عن النفس هي من حق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض منذ أسابيع لشتى أشكال الاعتداءات. أي دفاع عن النفس هذا؟ وأية دعوة هذه للمعتدي كي يواصل اعتداءاته على الضحية والتنكيل بها. هذا هو الإرهاب.. إرهاب دولة يمارس على المكشوف وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، وبدعم من رافعي رايات حقوق الإنسان.

وفي الدستور الأردنية، وتحت عنوان: عاملوا إسـرائيل مثل النظام السوري، لفت باتر محمد علي وردم، إلى أنّ الفلسطينيين لم يعتمدوا على دعم عربي سواء في السلاح أو السياسة، ولكن مستوى الصمت المطبق الذي يحيط بالمجزرة الحالية التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة بات هو الأكثر انحطاطا في كل تاريخ العمل السياسي الرسمي العربي. المشكلة أن هذا الصمت يأتي بعد فترة من النشاط الغريب التي شهدتها أروقة النظام العربي الرسمي في التصدي للنظام السوري. دعونا نكون واضحين تماما، فهذا المقال لا يقصد به الدفاع عن النظام السوري.... لكن القضية هي أن الدول العربية قامت بخطوات لا يمكن تجاهلها تجاه النظام السوري ولو كانت هذه الخطوات مبنية على أسباب أخلاقية لعقاب العدوان والدفاع عن المظلومين لكان من باب أولى أن يتم تنفيذها ضد إسرائيل الآن. وتابع الكاتب: سوف يحصل الإسرائيليون من الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى على فترة زمنية إضافية لمواصلة المزيد من التدمير قبل الوصول إلى تفاهم لوقف إطلاق النار يستمر لعدة أشهر أخرى.... الخاسر الأكبر هو النظام العربي الرسمي الذي اثبت فشله في القيام باي دور ولو رمزي لصد العدوان الإسرائيلي وفشله في التعامل مع إسرائيل بنفس الطريقة التي تعامل فيها مع النظام السوري وهذا أمر في منتهى الحرج يساهم في انعدام مصداقية اية إجراءات عربية ضد النظام السوري أيضا.

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أنه أنْ تكون غزة، أحد أهم وأبرز البقع الفلسطينية، التي ولدت من أجلها شماعة "المقاومة والممانعة" تحت النار، ومن يضع نفسه في مقام حليفٍ مقاومٍ مقاتل، يستعرض قواه العسكرية جنوب لبنان، ويكتفي ببيان "استنكاري" لا يتجاوز 75 كلمة، هذا أقل ما يمكن وصفه بـالعار... انفصام محور الافتراء عن الواقع، يؤكده عدم قدرة حزب الله مثلاً في لبنان على فتح جبهة الجنوب نصرةً لأشقائه في غزة. ذلك الانفصام في دمشق أيضاً.  واعتبرت الصحيفة من يسعى للقول إن سلاح وصواريخ الفصائل المسلحة في غزة والتي بلغت مدنا إسرائيلية، هي في نهاية الأمر نتيجة إمداد محور المقاومة هذا ضربٌ من الخيال، وكذب مُستفحل لا يصدر إلا من مُرجف، يسعى لوضع ذلك حائلاً أمام مناصرة رفقاء الكفاح (وبالطبع لم تقل الصحيفة من أين جاءت هذه الأسلحة، وهل مدّت السعودية قطاع غزة بها مثلاً، والجميع يعرف أنه ليس كذلك؟!!).

وتحدثت افتتاحية الوطن العمانية عن تكامل صور المشهد الإرهابي عبر أذرعه في المنطقة من خلال ما نراه من كوارث ومآسٍ وفواجع تمس الجسد العربي بصورة مباشرة وتصيبه في مقتل، حيث تفعل أيادي الإرهاب الخبيثة فعلها في فلسطين المحتلة وفي سوريا قلب العروبة وفي العراق ومصر وليبيا ولبنان واليمن والحبل على الجرار... هذا التكامل لأذرع الإرهاب يؤكد ما ذهبنا إليه من أن ما سمي “الربيع العربي” لم يعد سوى مؤامرة سونامية تقف خلفها قوى غربية استعمارية تسعى من خلالها إلى إعادة رسم خريطة المنطقة على أساس الثروات، يُنصَّب كيان الاحتلال الإسرائيلي شرطيًّا عليها... ولذلك، ليس مبالغة القول إن هناك تكاملًا بين أذرع الإرهاب المتحكمة بمصير المنطقة بدءًا بذراع الإرهاب الكبرى المسماة إسرائيل والأذرع الأخرى المنتحلة لمسميات لا تمت لواقع الإسلام والعروبة في شيء.

وفي النهار اللبنانية، اعتبر سميح صعب أن إسرائيل من أشد الرافضين للتقارب الاميركي - الايراني، ولذلك فإنها تحاول اليوم من غزة قلب الطاولة على الجميع. وقال: إسرائيل هي اليوم أكثر تدخلاً في الشأن السوري من طريق دعمها مجموعات من المعارضة السورية على طول خط وقف النار في هضبة الجولان السورية المحتلة، وغايتها من ذلك على الاقل أن يكون لها شريك حدودي يحميها من التشدد الضارب في الاراضي السورية. ويبدو ان اليوم الذي قالت فيه اسرائيل انها لن تتدخل في الاضطرابات المحيطة بها قد ولى. وها هي تنتقل الى الفعل من طريق الحرب على غزة تحت غطاء محاربة "الارهاب" والتشدد الاسلامي من خلال استهداف "حماس".وتسعى اسرائيل بتدخلها في سوريا، والظهور مظهر الحامي للنظام الاردني، والراعية لدولة كردية في شمال العراق، والساعية الى ان تكون جزءاً من "تحالف المعتدلين" في المنطقة، وبشنها الحرب على غزة، الى اثبات كونها القوة الاقليمية القادرة على الفعل في المنطقة وقت يقلقها جلوس الاميركيين والايرانيين الى طاولة المفاوضات في فيينا وعلى جدول اعمالهم، الى الموضوع النووي الايراني، إعادة رسم لخريطة الشرق الاوسط.

وتحدثت افتتاحية القدس العربي عن المأزق الاسرائيلي والحرب البرية على غزة، موضحة أنّ ما تعرفه إسرائيل هو أن المقاومة حضرت لها ما يكفي من المفاجآت في قطاع غزة، وقد تكون لديها خطة مسبقة للتعامل معها، لكن ما لا تعرفه هو جدوى الاجتياح البري، أو إستراتيجية للخروج من غزة. ولفتت الصحيفة إلى علامات لا يمكن اغفالها، بينما تقترب المواجهة من ذروة جديدة، مع تزايد احتمالات نشوب الحرب البرية؛ أولا: ان العرض العلني، وغير المسبوق، الذي قدمه أوباما لنتنياهو بالوساطة مع المقاومة الفلسطينية يشير بوضوح الى ادراك واشنطن حجم الخسائر الاستراتيجية والنفسية التي تتكبدها اسرائيل في هذه المواجهة. ثانيا: ان المعطيات السياسية تبدو مهيأة للتصعيد الاسرائيلي، بدءا من السلطة الفلسطينية وانتهاء بمجلس الامن الذي لن يكون أكثر فاعلية من الجامعة العربية التي بدأ امينها العام امس الاول «إجازة صيفية» تمتد الى خمسة أيام (..). أما على المستوى الاقليمي، وبسبب تعقيدات سياسية في علاقات حماس مع قوى أساسية، فان ثمة ضوءا اخضر عربيا امام «عملية جراحية» لإضعاف الحركة. وثالثا: أن دخول القطاع يحتاج الى كنز من المعلومات الاستخباراتية وبنك من الاهداف. وحسب تصريحات ضابط اسرائيلي أثارت انزعاجا سياسيا، انه لو كانت اسرائيل تملك معلومات بشأن الصواريخ لكانت قصفتها منذ زمن». رابعا: ان اعادة احتلال القطاع تجعل اسرائيل مسؤولة مباشرة عن تلبية الاحتياجات الانسانية الاساسية لسكانه... وهكذا تعود الى حمل القنبلة الموقوتة التي ظنت انها نجحت في التخلص منها. وهو ما قد يعجل بالانتفاضة الثالثة التي قد تقلب الحسابات وتعيد الجميع الى نقطة الصفر.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.