تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير SNS عن العراق: انعكاسات إقليمية.. وملامح تسوية داخلية !!

مصدر الصورة
متابعة الموقع

 مع تحليق الطائرات الأميركية من دون طيار في سماء العاصمة بغداد أمس، حطت طائرة وزيرة الخارجية الأميركي جون كيري في مدينة جدة السعودية، التي زارها لوقت قصير، حيث التقى الملك عبدالله ورئيس "الائتلاف" أحمد الجربا الذي حثه المسؤول الاميركي على أن تقوم المعارضة السورية "المعتدلة" بالتصدي لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام - داعش" في كل من سوريا والعراق. زيارة كيري تزامنت أيضاً مع إطلاق القوات العراقية عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين من المسلحين، بموازاة دعوة المرجعية الشيعية الكتل السياسية إلى التوافق حول الرئاسات الثلاث قبل يوم الثلاثاء المقبل، حيث تعقد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد.

ووفقاً لصحيفة السفير، استقبل الملك عبدالله في قصره في جدة كيري والوفد المرافق له، حيث جرى بحث تطورات الأحداث في المنطقة، بالإضافة إلى مجمل المستجدات على الساحة الدولية.

وحضر الاستقبال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية سعود الفيصل، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص للملك الأمير مقرن بن عبد العزيز، بالإضافة إلى وزير المالية إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، والسفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل بن أحمد الجبير، والسفير الأميركي لدى الرياض جوزيف ويستفال.

وقبل لقائه الملك، التقى كيري الجربا في مطار جدة، قائلاً إن "المعارضة السورية المعتدلة... بإمكانها لعب دور مهم في صد الدولة الإسلامية في العراق والشام ليس فقط في سوريا وإنما في العراق أيضاً". وأضاف كيري أن "الجربا يمثل قبيلة تنتشر في العراق (عشيرة شمر)، وهو يعرف أشخاصاً هناك كما أن وجهة نظره وكذلك وجهة نظر المعارضة المعتدلة ستكون مهمة للغاية للمضي قدماً"، مؤكداً "أننا في لحظة تكثيف الجهود مع المعارضة".

من جهته، دعا الجربا إلى تقديم "مساعدة أكبر" من الولايات المتحدة للمسلحين السوريين، كما طالب "واشنطن والقوى الإقليمية ببذل جهود قصوى لمعالجة الوضع في العراق".

وأوضحت السفير أنه وقبل أيام من أول جلسة للبرلمان الجديد يوم الثلاثاء المقبل، دعا المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني الكتل السياسية العراقية في مجلس النواب إلى التوافق على الرئاسات الثلاث والالتزام بالتوقيتات الدستورية، مطالباً بالابتعاد عن فكرة تقسيم البلاد كحل للأزمة. وفيما حذرت المرجعية من تبني فكرة تقسيم العراق كحل للأزمة الحالية، في ظل سيطرة الحكومة على مناطق والمسلحين على مناطق أخرى، أكد رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني أن سيطرة الأكراد على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها مع بغداد "أمر نهائي".

وبعد يوم من زيارته إلى مدينة كركوك المتنازع عليها للمرة الأولى منذ سيطرة الأكراد عليها، قال البرزاني، في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في أربيل: "لقد صبرنا عشر سنوات مع الحكومة الاتحادية لحل مشاكل هذه المناطق وفق المادة 140، ولكن من دون جدوى". وأضاف أنه "كانت في هذه المناطق قوات عراقية وحدث فراغ أمني وتوجّهت قوات البشمركة لملء هذا الفراغ، والآن أنجزت هذه المادة ولم يبق لها وجود".

ميدانياً، أكد مسؤول أميركي لشبكة "سي أن أن" الإخبارية أمس، أن "طائرات أميركية من دون طيار مسلحة، بدأت بالتحليق فوق بغداد خلال الـ24 ساعة الماضية"، مضيفاً أن "هذه الطائرات هي لتأمين 180 مستشاراً أميركياً في المنطقة".

وفي تكريت، قال مسؤول عسكري بارز لوكالة فرانس برس أمس، إن "قوات طيران الجيش تنفذ عمليات قصف مكثف تستهدف المسلحين في مدينة تكريت بهدف حماية القوات التي تسيطر على جامعة تكريت"، مضيفاً أن "قوات أخرى تنتشر حول مدينة تكريت استعداداً لتنفيذ عملية كبيرة ضد الإرهابيين المتواجدين فيها". وأكد المسؤول العسكري أن "تحقيق التقدم في مدينة تكريت يؤمن الطريق لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل  بالإضافة إلى السيطرة على الأرض في اتجاه محافظة ديالى".

وأبرزت الحياة: خادم الحرمين يبحث مع كيري في تطورات العراق وسورية. وأوضح الملحق الإعلامي الناطق باسم السفارة الأميركية في الرياض أن اللقاء تناول ملفات عدة، بينها الملف المصري والإيراني كملفين إقليميين مهمين، لكن اللقاء تناول بشكل موسع تطورات الأحداث في العراق وسورية. وشدد على أن أميركا تنظر إلى السعودية على أنها شريك قوي، وتبحث معها كثير من الملفات الإقليمية بخاصة ما يتعلق بأمن المنطقة واستقرارها التي تحرص كل من الرياض وواشنطن على التشاور حولهما بشكل دائم ومستمر. وأضاف أن الوزير الأميركي أكد خلال اللقاء حرص واشنطن على التنسيق الدائم مع الرياض في كل ما يخدم مصالح البلدين والشعبين وبقية دول المنطقة.

وفي خبر آخر: «داعش» يتراجع في تكريت ويتقدم في الأنبار. وأوضحت أنّ القوات العراقية تقدمت في محافظة صلاح الدين، بعدما طردت مسلحي «داعش» من جنوبها، وتستعد لمهاجمته وسط المدينة، فيما تقدم التنظيم في محافظة الأنبار، وسط أنباء ومؤشرات كثيرة إلى أن العشائر التي التفت حوله بدأت تشعر بالضيق من فرضه قوانينه عليها. وتوقعت بعض المصادر أن لا يطول الوقت قبل أن تنتفض عليه، خصوصاً إذا نجح المستشارون الأميركيون الذين باشروا عملهم أمس في إعادة تشكيل «الصحوات»، ونجحت المساعي لتنحية نوري المالكي.

من جانبها، أفادت صحيفة الأخبار أنه غلب الحراك السياسي على خط النجف بغداد، على التطورات الميدانية في العراق، حيث ظهرت بوادر تسوية على توزيع المناصب القيادية، يفترض بها أن تبصر النور، خلال جلسة البرلمان الجديد المقررة يوم الثلاثاء المقبل. وأوضحت أنّ التطورات تسارعت في العراق خلال الأيام القليلة الماضية، في الميدان السياسي هذه المرة، منبئة بتسوية وشيكة، بات الجزء الثابت فيها خروج نوري المالكي واسامة النجيفي معاً من اللعبة، في ظل ضغوط من مرجعية النجف بضرورة الانتهاء من الاتفاق على خليفتيهما قبل انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد المقررة بداية الاسبوع المقبل.

وبدا واضحا أمس، من خلال التسريبات المتقاطعة، أن بورصة المرشحين لخلافة المالكي قد انحصرت بين ثلاثة، هم إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق، الأوفر حظا في الفوز بالعودة الى رئاسة الحكومة على ما يظهر، عادل عبد المهدي، نائب رئيس الجمهورية السابق، وأحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي، وعراب حرب الولايات المتحدة على العراق عام 2003.

مصادر قريبة من مكتب المرجعية أشارت إلى أن الخط الساخن بين النجف وبغداد لم يتوقف نهار أمس. وأضافت أن «قادة التحالف الوطني أطلعوا المرجع السيد علي السيستاني على آخر ما توصلوا اليه في مداولاتهم»، مؤكدين له «انجاز حوارات ايجابية، وقطع شوط طويل، أفضت الى استبعاد دخول أحد أعضاء حزب الدعوة الاسلامية والمقربين من المالكي الدكتور طارق نجم، الى جانب المرشحين الثلاثة».

وكشفت المصادر نفسها، «اصرار المرجعية على الاتفاق على مرشح موحد (اليوم) السبت، للبدء بمفاوضات تأليف الحكومة من خلال اعلان مرشح واحد للتحالف الوطني، واقناع الكتل الاخرى به، قبيل انعقاد جلسة مجلس النواب يوم الثلاثاء المقبل». وأوضحت أن «مرشحي التحالف الوطني كانوا في بادئ الامر خمسة، ابرزهم نوري المالكي وطارق نجم، الا انه جرى استبعادهما نتيجة تحميلهما المسؤولية عن الاوضاع السيئة التي يمر بها العراق، ولا سيما أن نجم نسخة طبق الاصل من المالكي، وربما يسبب ارباكا في الحوارات الجانبية لتشكيلة الحكومة». وتوقعت المصادر ان «يتفق الجميع على ابراهيم الجعفري او عادل عبد المهدي خلال ساعات مساء السبت».

لكن استبعاد المالكي لا يعني أنه ما عاد مؤثراً في اختيار خليفته. في النهاية، لا يزال زعيم الكتلة البرلمانية الأكبر صاحبة الحق، بحسب الدستور، بتسمية مرشح رئاسة الحكومة المقبلة. واقع يؤشر إلى أن الجعفري هو الأقرب إلى رئاسة الحكومة، بالنظر الى قربه الايديولوجي والفكري من حزب المالكي (حزب الدعوة الاسلامية)، إضافة الى أن الجعفري كان قد سمى نوري المالكي لرئاسة العراق عام 2005، على الرغم من نيله ثقة الشارع العراقي، نتيجة اعتراضات الكتل الكردية والسنية عليه آنذاك. وربما إصرار حزب المالكي على تقلد الجعفري الرئاسة يمثل رد الجميل له.

وتابعت الأخبار: وسط هذه التكهنات والمعلومات، تبرز حاجة ملحة من قبل الكتل السنية الفائزة بالانتخابات لترتيب أوراقها والبدء بالتفاوض لترشيح شخصية تمثلها لقيادة البرلمان العراقي الجديد. وعاد أمس مسعود البرزاني لإطلاق تصريحات جديدة، تؤكد سيطرة الأكراد على كركوك، حيث أعلن أمس انتفاء الحاجة إلى «المادة 140 من الدستور»، بعد دخول قوات البشمركة إلى المناطق المتنازع عليها.

وعنونت الأخبار تقريراً آخر: «داعش» يغزو بلاد العم سام: هلمّوا إلى «الجهاد». وأوضحت؛ أخيراً، وصل الغزو «الداعشي» إلى بلاد العم سام. «المجاهدون الإعلاميون» في تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام/ داعش» أعلنوا أمس «بدء غزو إعلاميّة ضخمة» في جمعة أطلقوا عليها اسم «جمعة تحذير الشعب الأميركي». النفيرُ أعلن صباحاً، ليبدأ بعدها القصف التمهيدي في انتظار الساعة الصفر التي حُددت «بعد صلاة الجمعة»، واختير الوسم (هاشتاغ) CalamityWillBefallUS# ساحةً للغزوة على تويتر. ويستهدف التحرك الرأي العام الأميركي، برسائل من قَبيل «ستكونون هدفاً لنا أينما كنتم». الجهاز الإعلامي لـ«داعش» استعدّ لكلِّ شيء، فوَفّر التعليمات اللازمة للمشاركين في «الغزوة». وضع في حسبانه أنّ بعض «الغزاة» قد يصعب عليهم التغريد بالانكليزية، فوفّر لهم تغريداتٍ جاهزة بلغة شكسبير مفادها «إذا قصفت الولايات المتحدة العراق، فكل مواطن أميركي سيكون هدفاً لنا»، و«سنذبح كل طبيب أميركي يعمل في أي بلد». وعلاوةً على التغريدات المكتوبة، حفل الوسم بصورٍ لجنودٍ أصيبوا خلال الغزو الأميركي للعراق، مع نصائح للأميركيين بعدم إرسال أبنائهم إلى العراق مجدداً، كيلا يلقوا المصير ذاته.

وأضافت الصحيفة: خلافاً للسخرية التي قد تستدعيها الفكرةُ أوّل الأمر، لا يمُكن النظر إلى هذه الخطوة في معزلٍ عن «الاستراتيجية» الإعلامية التي ينتهجها التنظيم. استراتيجية يُمكن وصفُها بـ«الناجحة» بغض النظر عن الموقف من التنظيم بحدّ ذاته. إذ تُدل على نجاح «داعش» في التحول إلى حديث الجميع خلال الأشهر الأخيرة، إلى درجة جعلت بعض أبرز وسائل الإعلام العالمية تتوقف عند الأداء الإعلامي للتنظيم. تساءلت الغارديان البريطانية مثلاً: «من يقف وراء إعلام داعش القوي؟». ليست الإجابة سهلة. في سبيل الوصول إليها، لا بدّ من معرفة «من يقف وراء تحركات داعش العسكرية». مثلما يعمل التنظيم على الأرض بتخطيط مسبقٍ، وبعيداً من الاعتباطية، نجده قد استعدّ للمعركة الإعلامية مسبقاً، وخطَّ «نهجاً» لـ«الجهاد الإعلامي».

وأكدت الأخبار في تقرير خاص أنّ «داعش» يتهدد الاقتصاد العراقي أيضاً. وتساءلت: أي مستقبل في بـلد يدر نفطه نصف مليار دولار يومياً؟ ولفت التقرير إلى أنّ خسارة النفط العراقي ليست سهلة على المستويين الإقليمي والعالمي، فأي تراجع بمعدل الثلث في إنتاج نفط العراق يؤدي إلى تبخر قدرة الإنتاج الاحتياطي لدى مجموعة «أوبك»، وإلى تجهيز الاحتياطات الاستراتيجية في البلدان المتقدمة.

وفي تقرير بعنوان: إسرائيل تساعد الأردن في وجه «داعش»؟ أفادت الأخبار أيضاً أنّه ووفقاً لآخر التقديرات الأميركية، فإن الأردن قد يلجأ إلى طلب المساعدة من الولايات المتحدة وإسرائيل، في حال تشكيل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، تهديداً جدياً بالنسبة إليه. ونقل موقع ديلي بيست عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، قوله خلال عرض تقرير سري أمام أعضاء في مجلس الشيوخ، هذا الأسبوع، إن «المجموعة الإرهابية التي سيطرت على مساحات كبيرة في العراق وسوريا، لن تكتفي بهذين البلدين». فأنظار «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تتوجّه، حالياً، إلى الأردن. وأكد المسؤول الأميركي أن «أي هجوم لداعش على الأردن، يمكن أن يجعل النزاع أكثر تعقيداً وأكثر مأسوية».  كذلك، أشار موقع ديلي بيست إلى أن «ما يحدث وراء الكواليس هو أن دبلوماسيين إسرائيليين أخبروا نظراءهم الأميركيين بأنهم جاهزون للقيام بعمل عسكري للحفاظ على المملكة الهاشمية». ونقل ديلي بسيت عن الباحث في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» توماس ساندرسون، قوله إن «إسرائيل والولايات المتحدة يريان بقاء النظام الملكي الأردني كهدف سامٍ للأمن القومي». وأعرب عن اعتقاده بأن «إسرائيل والولايات المتحدة قد تعتبران أي تهديد كبير للأردن تهديداً لهما، كما أنهما ستقدمان كل ما هو مناسب للأردنيين».

وكانت صحيفة الأخبار صدّرت صفحتها الأولى بعنوان: مملكة داعش.. الكارثة السعودية.. السعودية الكارثة. ولفت جان عزيز إلى أنه مع انتفاضة «داعش» العنفية الدموية من شمال غرب العراق مروراً بسوريا وصولاً إلى قلب لبنان، تحركت الماكينة البروباغاندية السعودية لمعالجة الأضرار الجانبية التي يمكن للتنظيم التكفيري الإرهابي أن يكون قد ألحقها بصورة الدولة العائلية. خطة شاملة وممنهجة وضعت في الرياض، طالبة من ممثلياتها الدبلوماسية في العواصم المعنية، التحرك بسرعة وفاعلية. الأهداف المعلنة هي إدانة ارتكابات «داعش» أولاً، تأكيد رفض مملكة العائلة السعودية لها ثانياً، العمل ثالثاً بكل الوسائل المتاحة على «تبييض» صورة العائلة ونظامها أياً كان الثمن. مع رصد إمكانات هائلة وضعت بتصرف حملة العلاقات العامة تلك، للتعاون مع صحافيين ووسائل إعلام وأقلام وصفحات ومواقع، وألسن وسياسيين وصانعي رأي عام... دفاعاً عن دولة العائلة.

ولفت عزيز إلى أنّ الحملة السعودية المضادة، تشدد على عدد من العناوين التسويقية لمعركتها الصعبة، خصوصاً في بيروت، وبالأخص بعد انكشاف التابعيات السعودية لعدد من المشتبه بارتكابهم الجرائم الداعشية الإرهابية... اللافت في هذه الحملة، أنها تخاطب العقل الغربي، وخصوصاً الأميركي منه، في سطحيته وفي أحادية فكره السياسي. كأنما الفكر التكفيري والإرهابي هو مجرد عبوة، أو عبارة عن مادة «سي 4» وصاعق لا غير... فيما الحقيقة المركزية في مكان آخر:  وهي أن الإرهاب لا يبدأ في الذراع التي فجرت. بل في العقل الذي كفّر. وفي هذه النقطة الجوهرية بالذات تظهر المسؤولية الجرمية والجنائية، المعنوية والمادية الكاملة لنظام العائلة السعودية. من مصر إلى لبنان تتضح تلك الكارثة التي خلفتها ذهنية تلك المملكة وسلوكيتها... مسؤولية نظام العائلة السعودية؟ ليست في التمويل ولا في جنسيات الإرهابيين ولا في إلغاء سمات الدخول ولا في الصراع المذهبي مع الشيعة ولا في التنافس الجيو استراتيجي مع إيران. مسؤولية نظام تلك العائلة هي أولاً وأخيراً في الفكر. هي في أن تكون دولة في الألفية الثالثة باسم عائلة، وأن يكون شعب رعية بلا هوية، وأن يكون الآخر ملغى، والعقل ملغى، والفن ملغى، والرب ملغى، والمرأة ملغاة... في الفكر والواقع، بالقوة وبالفعل. هنا تكمن الكارثة السعودية، التي لا بروباغاندا تنفع معها ولا دعاية تشفع في تسويقها.

وفي النهار اللبنانية، اعتبر سميح صعب، أنّ الكارثة التي تقبل عليها المنطقة لا تتمثل في إزالة حدود اتفاق سايكس - بيكو بين سوريا والعراق، إنما الكارثة في أن تقوم حركة أصولية متطرفة مثل "داعش" بمثل هذه الخطوة وان تصير مقدرات دولتي العراق والشام في تصرف هذه الحركة الالغائية.... والى الصراعات الطائفية والعرقية الناتجة عن التمدد الجديد للحركات الجهادية في كل من العراق وسوريا، لن يبقى الخطر محصورا في العراق وسوريا. صحيح ان اكراد العراق وسوريا يجدون في ضعف الدولتين المركزيتين في بغداد ودمشق، فرصة لاعلان دولة كردستان مستقلة، ولكن ماذا سيكون رد فعل تركيا وماذا سيكون رد فعل ايران.. سيكون ذلك بداية فصل جديد من صراع ينتقل الى تركيا وايران. كذلك ماذا يضمن ان الحركات الجهادية، بعد ان تثبت اقدامها في العراق وسوريا، لن تمضي في مشروعها في اتجاه دول الخليج العربية؟!

وبعدما واصلت افتتاحية الوطن السعودية هجومها على نوري المالكي، اعتبرت أنّ العراق اليوم ليس بحاجة إلى حكومة توافق بقدر ما هو بحاجة إلى وجه جديد تلتف حوله كل طوائف البلاد على مختلف توجهاتها، على أن يأتي هذا الوجه الجديد بتأكيد من القوى الداخلية قبل الخارجية حتى لا يأتي من خلال إملاءات خارجيّة بحتة.

واعتبرت افتتاحية الخليج: كردستان وإسرائيل أنّ رد الفعل الإسرائيلي على ما يجري في العراق، خصوصاً ما تحدث عنه رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني من نوايا استقلالية من جراء "العراق الجديد والأمر الواقع الجديد"، يشير إلى حجم الارتياح والتأييد الذي يلقاه قرار "استقلال إقليم كردستان" لدى القيادات الإسرائيلية... ولعلنا في مجرى ما يحدث في العراق، نشير إلى دور إسرائيلي مماثل في جنوب السودان طوال سنوات التمرد ضد الخرطوم، وكيف أن هذا الدور تماهى مع دور أمريكي أدى في نهاية المطاف إلى انفصال الجنوب. المشهد يتكرر في شمال العراق من خلال دور أمريكي إسرائيلي" مزدوج ومختلف الأوجه، لكنه يلتقي في أهدافه وغاياته عند تقسيم العراق. لكن، هل تدرك القيادات الكردية خطورة مثل هذه الخطوة وتداعياتها؟ وإلى أي مدى ستنجح رهاناتها على الخارج هذه المرة؟ لقد جربت الخارج كثيراً وخذلها في آخر الأمر.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.