تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مسعود :الدراما السورية نجحت لأنها طرحت مقترحات عصرية

مصدر الصورة
القبس

 استطاع الفنان غسان مسعود  ينفذ بجدارة من القيود المحلية، ليحلق في سماءات بعيدة خارج حدود المنظومة العربية، معتمدا على موهبته الفنية الرفيعة وأدائه المميز المسنود إلى تجربة ذاتية لا تقل وزنا عن تجارب اشهر الممثلين المبدعين في العالم، اضافة إلى ما يتمتع به من ثقافة شمولية، تنطلق أولا ثقافة المهنة، ومن ثم من الثقافات المعرفية الأخرى.

وغسان مسعود، الممثل السوري المعروف، واحد من بين اولئك الذين اثبتوا جدارة متميزة في ادائه الفني الرفيع، وبخاصة في ميدان السينما، بعد ان تفوق في ميدان المسرح ثم الدراما التلفزيونية، الأمر الذي جذب اليه اهتمام أشهر المخرجين في العالم، لانجاز أكثر من فيلم، كان أولها فيلم «الناصر صلاح الدين» ثم تلته ثلاثة أفلام أخرى.
أما الآن، فان أمام غسان أربعة سيناريوهات، لأفلام أميركية وبريطانية، ربما يقتنع بها جميعا، أو ببعضها، أو لا يقتنع، فشروطه ان يكون السيناريو جيد الحبكة، وان لا يسيء أبدا إلى الاخلاق أو القيم العربية والاسلامية.
 
في دمشق، وفي مقهى «كوستا» القريبة من جامعة دمشق المتاخمة لشارع «الحلبوني» الشهير، الذي يضم أشهر المكتبات ودور النشر والمطابع الدمشقية، التقته «القبس»، ودار معه الحديث الآتي:
• ما سر غيابك عن المسلسلات التلفزيونية في الآونة الأخيرة؟
- خلال السنوات الخمس الأخيرة، انصرفت بصورة شبه كاملة إلى السينما ببعديها العربي والعالمي، لكنني لم اقاطع المسرح أو الدراما التلفزيونية كليا، فحصة المسرح قد غطت مساحة معقولة على مدى عامين تقريبا.
أما الأعمال الدرامية الأخرى، فقد كان عددها يتوافق مع الفترة الزمنية الماضية إلى حد ما، حيث قدمت عددا من الأعمال التلفزيونية، مثل «رسائل من رجل ميت»، اخراج المخرج العراقي حسن حسني، وعملا آخرا بعنوان «الهاربة» لسوزان نجم الدين و«فنجان الدم» الذي شاركني فيه جمال سليمان و«قاع المدينة» الذي عرض في أكثر من محطة تلفزيونية عربية.
طبعا، أنا اهتم كثيرا بنوعية السيناريو، حيث توجد حاليا مشكلة تتعلق بندرة النص المتكامل فنيا، فضلا عن قلة العروض التنافسية المطروحة على الساحة الفنية.
سيناريو مختلف
• هل كان فيلم «الناصر صلاح الدين» خطوتك الأولى نحو العالمية؟
- فيلم «الناصر صلاح الدين» كان قد ارتبط اسمه تاريخيا بالمخرج المصري يوسف شاهين، وكان ذا طابع دعائي، يخدم مرحلة عبدالناصر.
أما النسخة الجديدة لفيلم «الناصر صلاح الدين» الذي لعبت فيه دور البطولة، فهو يستند إلى سيناريو جديد مختلف.
وهذا الفيلم الذي اخرجه المخرج العالمي ريفلي سكوت تجربة مهمة بالنسبة لي.
وقد نفذت بعده أربعة أفلام، واعتذرت عن مشاريع أخرى قدمت لي، لانها وبصراحة تسيء إلى كرامة شعبي العربي.
أما الأعمال الأخرى، فهي فيلم «الفراشة» وفيلم «الفرسان» مع جون ديب، وأيضا «مملكة السماء» الذي يعتبر قفزة مهمة لا تأتي في كل يوم، وانما قد تأتي كل عقد من السنوات.
• ما سبب نجاح الدراما السورية؟
- قبل ان أذهب إلى جوهر الموضوع، لا بد ان اشير هنا إلى أنني اشتغلت مع أغلبية مبدعي الدراما العربية في مصر والأردن والعراق واقطارا عربية أخرى، ولذلك أشعر بالتفاؤل، وادعي هنا، ان السوريين استطاعوا ان يقدموا اقتراحات أو طروحات طليعية وعصرية في فن التمثيل والاخراج التلفزيوني.
ولكونهم لم يكونوا حاضرين في السينما بشكل جدي في المراحل التاريخية السابقة، لأسباب كثيرة، استفادوا من امكان تعويض هذا النقص من خلال التلفزيون.
وفن التمثيل السوري، هو خلاصة لتمازج التجارب الغربية والشرقية في أوروبا، التي نقلت إلينا من قبل أجيال الممثلين الذين درسوا في تلك البلدان في سنوات السبعينات والثمانينات، وعادوا إلى الوطن وهم يحملون تلك التجارب التي امتزجت بعضها مع بعض وازدهرت في التربة السورية لتنتج الفن السوري الحالي.
• هل ان انشغال المشاهدين العرب بالمسلسلات التركية، نابع من وجود فراغ عاطفي لم تملأه المسلسلات السورية أو العربية عموما؟
- ما كنت أريد ان اعلق على المسلسلات التركية سلبا أو ايجابا، ولانك ذكرت عبارة «الفراغ العاطفي»، فانا أعتقد ان ذلك يستحق النقاش.
فنحن كعرب مازلنا نستحي من ترجمة عواطفنا، فالكلام في العواطف بالنسبة لنا، يعتبر قلة أدب، بينما الآخرون لا يفهمونها على هذا النحو.
• ما تعليقك حول موجة الخلافات التي تجتاح الوسط الفني التمثيلي في سوريا؟
- انها سجالات وخلافات غبية.
لا عزلة
• تعتبر ممثلا جادا، الا تؤدي هذه الجدية إلى انعزالك بصورة تدريجية؟
- في بيتي الآن أربعة نصوص أو مشاريع سينمائية وتلفزيونية، وأقوم حالا بقراءتها، وقد لا التزم بأي واحد منها، فوجودنا في الحياة يتحدد من خلال خياراتنا، وهذه الخيارات في أحيان كثيرة تبدو صعبة، وربما تفتقد إلى الروح الشعبية، ولكنها خيارات ضرورية تعبّ.ر عن روحك وما تؤمن به وتعيش لأجله، فاذا اخترت شيئا ما، فعليك ان تدفع ضريبة خيارك هذا.
الجدية التي تحدثت عنها تتجسد في اختياري للدور الذي أحبه، وقد يكون هذا الدور عاطفيا أو تاريخيا.
• هل تؤمن بضرورة انتاج أعمال فنية عربية مشتركة، أم أنك تفضل ان تبقى الدراما السورية محصورة بالممثلين السوريين؟
- أنا مع مبدأ المشاركة العربية في الأعمال الدرامية عموما، لان هذا هو ما يريده المشاهد العربي، بل وما يخدم نجاح العمل الفني أيضا. وقد شاءت الظروف ان تكون اللهجة السورية والمصرية أكثر اللهجات العربية رواجا وقبولا لدى المشاهدين العرب، ولا بد ان يكون هناك ثمة تعاون بين كل تيارات الدراما العربية، مادامت هناك مشتركات ثقافية وتاريخية عربية لا توجد بين الشعوب والأمم الأخرى.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.