تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بدء الزيارة التاريخية لوزيري خارجية ودفاع روسيا إلى مصر

...

في أول زيارة رسمية رفيعة المستوى من الجانب الروسي إلى مصر بدأ وزراء الدفاع والخارجية الروس زيارة لمصر تستمر يومين، يلتقون فيها مع وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية المصري نبيل فهمي.

 
وأوضح السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن اليوم الخميس هو بداية الجولة الرسمية لوزيري الدفاع والخارجية الروسي، حيث ستبدأ بزيارة كل وزير لنظيره المصري، ثم يذهب الوزراء الأربعة لزيارة رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور.
وأضاف عبد العاطي خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج «بث مباشر» على قناة «cbc» المصرية: إن جدول أعمال المباحثات سيتضمن أهمية تطوير العلاقات المصرية الروسية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، إلى جانب التشاور في القضية السورية والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وغيرها من القضايا الدولية الموجودة على الساحة.
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن التعاون العسكري بين مصر وروسيا لم ينقطع أبداً طوال السنين الماضية، وأن جزءاً كبيراً من تسليح الجيش المصري هو تسليح روسي، لافتاً إلى أننا سنبحث تعميق هذا التعاون مادام يحقق المصلحة الوطنية المصرية والمصالح المشتركة للدولتين.
وشدد على أن مصر تدرس قراراتها الداخلية باستقلالية تامة وبتحريك من الشعب المصري فقط، مؤكداً «أننا نتحرك ليس لاستبدال طرف بآخر ولكن لتوسيع البدائل، وتطوير العلاقات بما يزيد عدد الأصدقاء لمصر»، موضحاً أن الزيارات الأميركية لمصر متتابعة أهمها زيارة جون كيري وزير الخارجية الأميركي، والتي لفتت إلى أنه أصبح هناك إدراك أميركي في الفترة الأخيرة بحقيقة الأوضاع في مصر.
 
العرابي: لن نستبدل
«الروس» بـ«الأميركان»..
وتعليقاً على التقارب المصري الروسي أكد السفير محمد العرابي، رئيس حزب المؤتمر وزير الخارجية المصري الأسبق أن «زيارة الوفد المصري لروسيا منذ عدة أيام كانت من أجل وجود تنوع في العلاقات بين الجميع بحيث يصبح لدينا متنفس آخر إذا وقعت أزمة».
وقال العرابي: إن «زيارتنا لروسيا لم تكن من أجل استبدالها بعلاقتنا مع أميركا بل على العكس من ذلك، نحن بحاجة لزيارة وفد مصري أيضاً لأميركا لتعزيز العلاقات بين البلدين، ولتحسين العلاقة بين مصر والعالم لبناء مستقبل جديد للأمة».
بدورهم أكد محللون مصريون أن التقارب الروسي المصري ارتبط بالأزمة التي تمر بها العلاقات المصرية- الأميركية، وتحديداً بعد «30 يونيو»، مشيرين إلى أن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرجي لافروف وسيرجي شويجو للقاهرة خطوة مهمة نحو إقامة مصر علاقات متوازنة مع كل دول العالم بل ذهب البعض إلى أنها تعيد ذكريات الحقبة الناصرية.
 
بيومي: روسيا دولة كبيرة
لها دور مهم في شؤون المنطقة
وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري السابق: إن روسيا تحاول العودة إلى الشرق الأوسط عبر علاقات واسعة مع كل الدول الموجودة بها وعلى رأسها مصر مشيراً إلى أنها خطوة إيجابية نحو علاقة متوازنة مع جميع الدول.
وأضاف بيومي: يجب عدم التعامل مع روسيا باعتبارها بديلاً من أميركا، مشيراً إلى أنها الآن تحاول إيجاد دور حيوي لها في المجتمع الدولي لذلك لن تقف في مواجهة مع أميركا، موضحاً أنه من الطبيعي أن تعزز مصر من علاقتها مع روسيا، ولاسيما أنها دولة كبيرة لها دور مهم في شؤون المنطقة، وخاصة الملف السوري، وعملية السلام وإيران، علاوة على أنها عضو مهم بمجلس الأمن.
 
زهران: الزيارة تمثل
عودة قوية وخطوة مهمة
من جانبه قال جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس: إن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين للقاهرة تمثل عودة قوية وخطوة مهمة في السياسة الخارجية المصرية، مشيراً إلى أن روسيا تحاول الآن العودة إلى الشرق الأوسط بالتزامن مع التخبط الأميركي في المنطقة بعد ثورات «الربيع العربي».
وأضاف زهران: إن روسيا تستطيع لعب دور حيوي في تحسين بعض المجالات على المستوى العسكري والاقتصادي والصناعي، مشيراً إلى أنها على خلفية العلاقات القديمة التي ارتبطت بها مصر مع الاتحاد السوفييتي والتي كانت قائمة على الشراكة والصداقة والمصالح المشتركة في إطار من الندية، وليس بمنطق التبعية.
ولفت زهران إلى تغيير المشهد العالمي في ظل الصعود الصيني والكوري والهندي وهو ما يستوجب بناء مصر علاقات متوازنة مع كل الدول، حيث يمكن القول إن الاتجاه يذهب إلى المعسكر الشرقي في إطار إعادة هيكلة السياسة الخارجية.
 
شعبان: فرصة جيدة
لإعادة الاتصال بحليف قديم
بدوره أشار أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إلى أن زيارة الوفد الروسي للقاهرة تعكس تطوراً إيجابياً في العلاقة بين البلدين مشيراً إلى أنها فرصة جيدة لإعادة الاتصال بحليف قديم بعد المحاولات الأميركية للوقوف ضد إرادة الشعب المصري.
وأضاف شعبان: إن المجريات الحالية تشبه فترة الخمسينيات حين شرع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في إنجاز عدد من المشروعات للتنمية، إضافة إلى السلاح وقتها ساومته أميركا بفكرة التبعية ورفضها ليتجه بعدها إلى الكتلة الشرقية التي ساعدت مصر وقتها على الصعيدين العسكري والاقتصادي.
 
جاد: فرصة تاريخية للتخلص
من عقود تبعية للغرب الأميركي
وقال عماد جاد، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي: إن هذه الزيارة فرصة تاريخية لمصر للتخلص من عقود تبعية للغرب الأميركي جاءت على حساب السيادة المصرية وعلى حساب دور مصر الإقليمي، مشيراً إلى ضرورة اعتبارها تجربة نموذجية لتدشين شبكة من العلاقات في كل المجالات تعود على البلدين على أساس المصالح المشتركة.
وأضاف جاد: من الضروري عدم التعامل مع بدء صفحة جديدة في العلاقات مع روسيا باعتبارها لطمة لواشنطن، ولكن في إطار علاقات إستراتيجية مع القوة الثانية في العالم، مشدداً على أن مصر لا تريد عداءً مع واشنطن أو الروس يرغبون في ذلك. وأشار إلى أن هذا التقارب الروسي ارتبط بالأزمة التي تمر بها العلاقات المصرية-الأميركية، وتحديداً بعد 30 يونيو.
 
عبد المجيد: التوازن
في السياسة الخارجية أصبح ضرورة
من جهته، قال وحيد عبد المجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، إن هذه الزيارة خطوة مهمة في توطيد العلاقات مع روسيا، مشيراً إلى أنه يجب عدم اعتبارها حدثاً في حد ذاته، مشيراً إلى أن الانفتاح على كل الدول العظمى أمر إيجابي.
وأضاف عبد المجيد: إن التوازن في السياسية الخارجية أصبح ضرورة والعلاقات مع روسيا كان من الضروري استئنافها منذ سنوات عديدة، مشيراً إلى أن علاقة مصر الدولية يجب أن تبنى على أسس من التوازن بين أقطاب السياسة الدولية.
وأشار إلى أن «الزيارات المتبادلة بين الطرفين تعكس حالة من الرغبة الوطيدة لبحث سبل التعاون على كل الأصعدة في السياسة والاقتصاد والمعدات العسكرية والسياحة وغيرها».
جماعة إسلامية تصف التقارب
بـ«الاحتلال الناعم»
أما الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية المصري أعلنا عن رفضهما لوجود منشآت إستراتيجية روسية على الأراضي المصرية. وقالا في بيان لهما: إذا ما صحت الأخبار التي ذكرتها صحيفة «كومرسيان» الروسية من موافقة وفد الدبلوماسية الشعبية الذي زار روسيا على وجود منشآت إستراتيجية على الأراضي المصرية، فإن هذا هو ما يطلق عليه «الاحتلال الناعم».
وأضافا: «هذا الاتجاه الخطر لتقديم التنازلات التي تهدد الأمن القومي المصري في مقابل كسر العزلة الدولية عن حكومة ما وصفه البيان بـ«الانقلاب- مرفوض تماماً» سواء كانت هذه القواعد شرقية أو غربية»
 
فضالي: لا صحة لإنشاء قواعد روسية في مصر
وفي رد على هذه الاتهامات من الجماعات الإسلامية نفى أحمد فضالي رئيس حزب الاستقلال ورئيس الوفد الدبلوماسي الشعبي المصري إلى روسيا، إنشاء قواعد عسكرية روسية في مصر، مؤكداً أن مشروع إنشاء مجلس للعلاقات المصرية الروسية بالقاهرة تجري دراسته، وتم عرض ملف العلاقات الخارجية والملف الأمني والاقتصادي لذلك المجلس على نبيل فهمي وزير الخارجية للاطلاع عليه.
وعن زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين، نفى فضالي –في تصريح صحفي- أن تسبب تلك الزيارة توتر العلاقات المصرية الأميركية، مشيراً إلى أن توازن العلاقات المصرية مع دول العالم مطلب ضروري.
وأفاد فضالي: إن تراجع الولايات المتحدة الأميركية عن تقديم جانب من المساعدات العسكرية لمصر، لا يعني توتراً في العلاقات المصرية الأميركية، موضحاً أن الاتجاه السائد حالياً هو توطيد العلاقات والتعاون مع روسيا وكذلك الصين.
وأشار رئيس حزب الاستقلال إلى أن الهدف من توطيد العلاقات مع روسيا ليس تقديم الدعم المالي فقط، وإنما الدعم الإستراتيجي والوطني ومساندة ومواجهة المخاطر مع مصر واستعادة الدور الروسي في الشرق الأوسط.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.