اعتبر سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أن التعاون الروسي الأمريكي والتواصل بخصوص الأزمة في سورية يظهر أن "المهمة صعبة جدا ولكنها قابلة للتنفيذ بشكل كامل".
وقال لافروف في كلمة له خلال الاحتفال بالذكرى السبعين لمؤتمر موسكو لوزراء خارجية الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة وبريطانيا الذي تم فيه تبادل الرسائل بين الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت ومفوض الشعب للشؤون الخارجية الروسي مكسيم ليتفينوف والمتعلقة باقامة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في تشرين الثاني عام 1933 إن "الولايات المتحدة هي من اقترح أكثر من مرة العمل على المنع المباشر أو غير المباشر للمنظمات الواقعة تحت تأثير البلدين من القيام بإجراءات من شأنها أن تقوض أمن دولة أخرى أو العمل على تغيير النظام السياسي فيها" داعيا كل من يحاول التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى إلى عدم إغفال ذلك.
وأضاف لافروف إن الرسائل التي تم تبادلها في ذلك اللقاء تناولت على وجه الخصوص التأكيد على أن لكل دولة الحق في تنظيم الحياة داخل أراضيها بناء على تقديراتها الخاصة ووفق الالتزامات المتبادلة في امتناعها عن أي تدخل في الشؤون الداخلية للغير كما تعهدت حكومتا اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية والولايات المتحدة على "منع جميع الكيانات التنظيمية الخاضعة لسيطرتهما المباشرة أو غير المباشرة أو التي تتلقى منهما أي مساعدة مالية عن القيام بأي عمل من شأنه أن يعرض للخطر الرفاه والسلام والنظام والأمن لبعضهما البعض بما في ذلك إدارة التحريض والدعاية من أجل تغيير النظام السياسي أو الاجتماعي".
وأشار لافروف إلى أن هذه الالتزامات تم تطويرها وتوثيقها في الرسائل بناء على اقتراح من الولايات المتحدة وربما ينبغي ألا ينسى ذلك كل أولئك الذين يحركون اليوم المفاهيم وحيدة الجانب والتي تنطوي على التدخل التعسفي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وعلى إخراج ما يسمى "الثورات الديمقراطية المتنوعة".
وأكد لافروف أن محاولات البعض فرض نماذجهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة بهم على الغير لن تؤدي إلا إلى نتيجة واحدة هي تعميق عدم الاستقرار الدولي موضحا أن العالم يمر اليوم بفترة صعبة جدا مرفقة بتحديات عالمية كبيرة وعلى نطاق واسع والرد عليها لا يمكن أن يكون كافيا إلا بالجهود الجماعية للمجتمع الدولي بأسره ومن أجل إدراك هذه الحقيقة لا ينبغي الانتظار حتى يصبح الوضع مماثلا للأحداث قبل 70 عاما.
