تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بان كي مون يدعو لبذل الجهود لعقد جنيف 2.. روسيف: لا يوجد حل عسكري للأزمة في سورية.. أوباما: ملتزمون بالمسار السياسي

أكد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة أنه لا سبيل لحل الأزمة في سورية إلا بالمفاوضات مناشدا كل الاطراف بذل الجهود الممكنة لعقد المؤتمر الدولي /جنيف 2/ بأقرب فرصة بهدف حل الأزمة فيها.

واعتبر كى مون فى كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الثامنة والستين اليوم أن الزخم الدبلوماسي الذي حدث عقب استخدام السلاح الكيميائى في الغوطة بريف دمشق شكل فرصة أولى للحل بعد وقت طويل من الأزمة في سورية وقال "لا بد من البناء على هذه الفرصة بحيث تجلس كل الاطراف فى سورية على طاولة المفاوضات".

20130924-213709.jpgوأضاف كي مون أن "الانتصار العسكرى يعتبر وهما والجواب الوحيد هو التسوية السياسية" داعيا "الحكومة السورية" و"المعارضة" على حد سواء بالإضافة إلى كل الدول المجتمعة بالامم المتحدة إلى ممارسة تأثيرها لعقد مؤتمر جنيف 2 بأسرع وقت ممكن وذلك من أجل وضع حد لعمليات القتل والتوصل الى السلام الذى يحتاجه ويستحقه الشعب السوري".

وبين كي مون أن الأزمة في سورية تتعلق بالسلام والأمن الجماعي في العالم موضحا أن كل المكونات الموجودة في سورية تأثرت نتيجة ما حصل ما أدى الى زعزعة الاستقرار والأمن العالميين وأنه يجب عدم القبول بمسألة تنكر المجتمع الدولي للشعب السوري.

وأضاف كي مون أن "الحرب ما زالت مستمرة فى سورية وما زالت تفتك بها كما أن أغلبية عمليات القتل والاعمال الوحشية التي ارتكبت فيها جرت باستخدام الأسلحة التقليدية" مطالبا "كل الدول بالتوقف عن دعم سفك الدماء فى سورية وذلك من خلال وقف إرسال السلاح اليها".

وقال كي مون أن "الحكومة السورية قبلت بالانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وانضمت إليها فعليا وعليها الالتزام بموجباتها الدولية" معتبرا أنه يتوجب على الأسرة الدولية مساءلة مستخدمى الاسلحة الكيميائية فى سورية بناء على تقرير فريق محققى الامم المتحدة.

وأضاف كي مون إننا "ندعو أيضا الأسرة الدولية الى ضمان التخلص من الاسلحة الكيميائية ومخزوناتها الموجودة في سورية"مبينا أن التخلص من هذه الاسلحة الكيميائية أمر مهم جدا.

كما دعا الامين العام للامم المتحدة الى التوصل لقرار صادر عن مجلس الامن الدولى يكون ملزما فيما يتعلق بالاسلحة الكيميائية متابعا "لا بد من حصول ذلك على الفور تزامنا مع الجهود الانسانية المبذولة تجاه سورية".

وقال كي مون إن "مراقبي الأمم المتحدة يمكنهم الاضطلاع بدور مهم فيما يتعلق بتوثيق الانتهاكات ورفع التقارير بها" داعيا الحكومة السورية و/المعارضة/ الى تحمل مسؤولياتهما فيما يتعلق بحقوق الانسان والقانون الانسانى الدولي.

وأكد كي مون وجوب السماح لكل فرق الاسعاف والامدادات الانسانية بالوصول الى المحتاجين لها فى سورية مشيرا الى ضرورة اطلاق سراح المعتقلين وان على الاسرة الدولية بذل جهودها لضمان احترام القانون الدولى فيما يتعلق بتنفيذ كل هذه الاجراءات.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة ما حدث ويحدث في العالم العربي ب"الربيع الملهم الذي يصاحبه توتر متصاعد" ولكنه عقب مباشرة بالقول إن "هذا الربيع الذي عصف بالعالم العربي تلاه شتاء قارس".

وأضاف كي مون "علينا بذل قصارى جهدنا لإنجاح الإصلاحات في العالم العربي واغتنام الفرص للتعبير عن نوايانا الحسنة" موضحا إن "كل بلد سيرسم مستقبله بيده ويجب ألا نتامر وأن نكون مستعدين لمساعدة الدول ودعم القيم الدولية وحقوق الإنسان والتسامح والانخراط السياسي فكل ذلك يعتبر من أسس الأمن والسلام".

ولفت كي مون إلى ما حدث الأسبوع الماضي في كينيا والعراق وباكستان من اعتداءات بحق المدنيين مضيفا "هذه الاعتداءات تذكرنا بالأذى الذي يمكن أن يلحقه الإرهابيون بالناس وبالممتلكات ففي مختلف أنحاء العالم نلاحظ أن حقوق الإنسان تنتهك وسيادة القانون غير محترمة على الرغم من أن هذين العنصرين أساسيان من أجل ضمان الاستقرار والأمن الدوليين".

وحول ضمان عدم الانتشار النووي في العالم أكد كي مون أن اتفاقية حظر الانتشار النووي ما زالت تعاني من صعوبات وتحديات وقال إن "الحاجات الإنسانية الملحة لابد أن تحظى باهتمام دولي كبير فالأولويات يجب أن تركز على الاستثمار بالناس عوضا عن انفاق ملايين الدولارات على الأسلحة الفتاكة".

كما شدد كي مون على أهمية اضطلاع الأمم المتحدة بدورها فيما يتعلق بقضايا المرأة والفقر وحقوق الإنسان والاستغلال والحوكمة الرشيدة والتغير المناخي والديمقراطية والتنمية البشرية والاقتصادية والعدالة الاجتماعية وحفظ السلام في مختلف دول العالم محذرا من خطورة تأثير التغير المناخي على كل ما تم تحقيقه في العالم في مجال التنمية والتداعيات الإنسانية والاقتصادية التي تزداد يوما بعد يوم وتوءثر على العالم برمته الأمر الذي يوجب على الامم المتحدة العمل ليس فقط مع عالم الاعمال والمال ولكن أيضا مع المجتمع المدنى والمنظمات متعددة الجنسيات.

وختاما جدد كي مون التزام الأمم المتحدة بالمبادئء المؤسسة لها وعزمها على العمل لمساعدة الدول الأعضاء في التوصل إلى توافق بينها وتطبيق التوصيات التي تسمح لهذه المنظمة الدولية بتحمل مسوءولياتها وفق ميثاقها التأسيسي داعيا في هذا الإطار إلى الالتزام باتفاقية تنظيم تجارة الأسلحة التي تم التوقيع عليها مؤخرا في الأمم المتحدة.

روسيف: لا يوجد حل عسكري للأزمة في سورية والحل الوحيد سيكون من خلال الحوار .. قرار سورية بالانضمام الى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمر ذو أهمية بالغة

بدورها أكدت رئيسة جمهورية البرازيل الاتحادية ديلما روسيف أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في سورية والحل الوحيد سيكون من خلال الحوار والتفاهم.

20130924-211204.jpg

واعتبرت روسيف في كلمة لها امام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن قرار سورية بالانضمام الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية وتطبيق احكامها فورا أمر ذو اهمية بالغة.

وقالت روسيف " نؤيد اتفاق الولايات المتحدة وروسيا حول الأسلحة الكيميائية السورية" مطالبة الحكومة السورية "بأن تطبق هذا الاتفاق بشكل كامل وعلى اساس التعاون وحسن نية".

وأوضحت روسيف ان بلادها تنبذ التدخل الاحادي المنافي للقانون الدولي دون اذن من مجلس الامن لأن هذا يؤدي الى عدم الاستقرار السياسي للمنطقة ويزيد من معاناة البشر.

وقالت روسيف إن "التمثيل المحدود في مجلس الامن قضية تثير القلق البالغ في ضوء تحديات القرن الحادي والعشرين والمثال على ذلك صعوبة توفير حل للازمة السورية والشلل في معالجة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني".

وأكدت روسيف وجوب توفير اصوات مستقلة وبناءة لمجلس الأمن وتوسيع عدد الدول الدائمة العضوية وغير دائمة العضوية فيه مشيرة الى أن ادراج بلدان نامية في الفئتين هو السبيل الوحيد لتصحيح الخلل الحالي في تمثيل المجلس وشرعيته.

ونددت روسيف بالارهاب اينما حدث وأيا كان مصدره مؤكدة عزم بلادها على مكافحته وقالت " إننا ننبذ المجموعات الارهابية ولا نوءويها بل نقاومها لأننا دولة ديمقراطية تحيط بها أمم ديمقراطية سلمية تحترم القانون الدولي " معتبرة أنه "في غياب حق الخصوصية لا يمكن أن تتحقق حرية التعبير والرأي ولا يمكن ان تقوم ديمقراطية فعالة وفي غياب احترام السيادة لا يوجد أساس للعلاقات بين الأمم".

أوباما يؤكد التزام الولايات المتحدة بالمسار السياسي لحل الأزمة

من جانبه أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الولايات المتحدة ملتزمة بالمسار السياسي لحل الأزمة في سورية وترحب بجهود كل الدول التي يمكنها أن تساعد في التوصل إلى حل سلمي لها دون أن ينسى تكرار مزاعم إدارته باتهام الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية والدعوة لإصدار "قرار قوي" من مجلس الأمن بهذا الشأن.

20130924-211232.jpg

ورأى أوباما في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الاتفاق الروسي الأمريكي حول الأسلحة الكيميائية في سورية "لا بد أن يحفز جهدا دبلوماسيا أكبر للتوصل إلى حل سياسي داخل سورية" مبينا أن "نقطة البداية تتمثل بأن يفرض المجتمع الدولي حظرا للأسلحة الكيميائية في سورية".

وبعد أن أشار إلى أن الحكومة السورية اتخذت الخطوة الأولى عبر تقديم سرد بمخزونها من الأسلحة الكيميائية قال أوباما .. "الآن يجب أن يصدر قرار قوي من مجلس الأمن يوءكد ويتحقق من التزام الحكومة السورية بالتزاماتها وعلى أنها إن لم تفعل فإنها ستواجه عواقب لذلك" معتبرا أن عدم الاتفاق على هذه الصيغة"سيظهر أن الأمم المتحدة غير قادرة على إنفاذ أبسط القوانين الدولية" أما النجاح فإنه "سيرسل رسالة قوية معناها أن الأسلحة الكيميائية لا مكان لها في القرن 21 وأن هذه الهيئة تفعل ما تقول".

وأقر أوباما بأن "العمل العسكري في سورية لا يمكن أن يحقق سلاما دائما فيها" معترفا بحق أن "يقرر السوريون بأنفسهم من سيقود سورية وليس الولايات المتحدة أو غيرها" قبل أن يعود إلى التدخل بهذا الشأن بادعاءاته وسوقه للأضاليل للترويج بأن القيادة السورية "لا يمكنها أن تكتسب مشروعية قيادة هذا البلد".

ولم يتردد الرئيس الأمريكي في دعوة روسيا وإيران للتخلي عن دعم القيادة السورية الشرعية المنتخبة من قبل الشعب السوري مدعيا بأن الإصرار على استمرارها في الحكم"سيؤدي مباشرة إلى مجال أكبر لعنف متزايد يعمل فيه المتطرفون" دون أن ينسى التوجه إلى داعمي من وصفها ب/المعارضة المعتدلة/ الذين //يجب أن يقتنعوا بأن الشعب السوري لا يمكنه أن يتحمل انهيار مؤسسات الدولة وأنه لا يمكن التوصل إلى تسوية سياسية دون معالجة المخاوف المشروعة للأقليات".

ومتجاهلا كل الدعم الذي يقدم لإرهابيي تنظيم القاعدة في سورية من قبل إدارته وأدواتها في المنطقة سياسياً وإعلامياً ولوجستياً اعتبر أوباما أن "الآلاف من المجموعات المتطرفة تستغل الأزمة في سورية" ليدعي بعدها أن مصالح الولايات المتحدة هي"ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية وأن لا تصبح مأوى للإرهابيين".

ورغم إقرار أوباما بأن تدخلات بلاده لا ترضي أحداً من خلال قوله " إن الولايات المتحدة منذ عقود توبخ على تدخلها في المنطقة وتتهم في أنها تشارك في كل أشكال الموءامرات وفي نفس الوقت تلام على أنها لا تفعل ما يكفي لحل مشاكل المنطقة" أكد أنها "على استعداد لاستخدام كل عناصر القوة بما فيها القوة العسكرية لتأمين مصالحها الأساسية في المنطقة ومواجهة ما اعتبره العدوان الخارجي ضد حلفائها وشركائها".

وأشار اوباما الى أن تحقيق اختراقات في ملفي النووي الايراني والمفاوضات الفلسطينية مع كيان الاحتلال "سيكون له تأثير ايجابي على الوضع في منطقة الشرق الأوسط" معتبراً أن حل "المسألة النووية" الايرانية من شأنه ان يشكل خطوة كبيرة الى الأمام ويمهد الطريق أمام علاقات جيدة بين واشنطن وطهران.

وكشف أوباما أنه كلف وزير الخارجية الامريكي جون كيري بالسعي الى الاتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي بالتعاون مع الشركاء الدوليين مشيرا الى ضرورة محاولة السير في طريق الدبلوماسية.

وأكد اوباما أن "واشنطن لا تسعى الى تغيير النظام في ايران وتحترم حقها في الاستفادة من الطاقة الذرية للأغراض السلمية".

وفيما يتعلق بالمفاوضات بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال الإسرائيلي رأى أوباما أن "حل الدولتين هو الطريق الوحيد الى احلال السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل" مشيراً إلى ان الوقت قد حان "ليدعم المجتمع الدولي بأسره المساعي لتحقيق السلام" وإلى أن "تدرك إسرائيل وأصدقاوءها بأن أمنها يتوقف على حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة ومن جانب اخر يجب أن يدرك الفلسطينيون ضرورة أن تعيش إسرائيل بأمان".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.